تعد السعودية، أحد أهم الدول القلائل المدرجة ضمن لائحة اليونيسكو للدول المربية للصقور، وكذلك موطناً لأنواع مختلفة منها، وممراً لصقور أخرى مهاجرة، وذلك يعطيها البعد الكبير في احتضان أكبر فعاليات الصقور، المرتبطة بإرث السعوديين.في العاصمة الرياض، تتجمع ألوان ومشارب مربي وهواة الصيد وتربية الصقور، في أحد أكبر التجمعات في المدينة.وسط الزحام وبين عشرات الصقارين المتمرسين يضع الصقار (نسبة إلى تربية الصقور) أحمد مقعد المطيري على كف يده أحد أشرس أنواع الصقور العربية في محاولة للفت أنظار الزوار والمشترين الذين يرمون نظراتهم في جميع الاتجاهات طمعاً في الحصول على مبتغاهم من الصقور.يتحدث الصقّار المطيري: «نشارك في مهرجان الصقور والصيد السعودي لأول مرة، الطيور التي جلبناها ما زالت مكتسحة المركز الأول بين العارضين، ببساطة لأننا نعرض أنواعاً مرغوبة ونادرة».وفي خضم الإقبال الشديد على معرض الصقور والصيد السعودي في نسخته الثانية الذي يقام على مساحة 36 ألف متر مربع بالقرب من واجهة الرياض، بمشاركة أكثر من 20 دولة، و350 عارضاً، يوضح أحمد المطيري بأن طلبات الزوار وبعض الأمراء حدت بملاك الصقور لتخفيض الأسعار لأكثر من 50 في المائة.وتابع: «أسعار هذه الصقور التي نعرضها تتراوح ما بين 120 - 130 ألف ريال (الدولار= 3.75 ريال)، لكن نزولاً عند طلبات الزوار الكثيفة وبعض الأمراء الداعمين لنا، خفضنا الأسعار أكثر من 50 في المائة، نبيع بنحو 30 ألف ريال وهي أسعار منافسة وغير موجودة في أي مكان آخر».ويتجاوز عدد الزوار في أيام المعرض الذي ينتهي اليوم أكثر من 200 ألف زائر خلال، فيما بلغت مبيعات الصقور فقط، أكثر من 4 ملايين ريال خلال نفس الفترة وفقاً لتصريحات مسؤولي المعرض.ويشمل المعرض أكثر من 30 قسماً متخصصاً منها قسم المستلزمات البيطرية، وقسم مستلزمات الصقور، وقسم أدوات الرحلات البرية للتخييم، وقسم عارضي الصقور، وقسم الأسلحة النارية والهوائية، وقسم عرض السيارات المعدّلة، وقسم الفنون التشكيلية، وقسم الرماية بالسهام.وتسعى المملكة إلى جمع هواة الصقور لتبادل الخبرة والمعرفة فيما بينهم في مكان وزمان واحد، وتشجيعهم وتقديم الدعم لهذا النوع من الهوايات التراثية العريقة، وإضفاء روح التنافس بينهم، إضافة إلى التعريف بالموروث الثقافي لأبناء الجزيرة، بما يعكس اهتمام المملكة بالصقارين والصقور، فضلاً عن ترسيخ المفاهيم الثقافية والبيئية عن هذا الإرث الأصيل.
مشاركة :