أن يكون هذا الفوز مفتاح بلوغه النهائي للمرة الأولى منذ 2003، حين تخطى ريال بالذات في دور الأربعة، قبل أن يخسر النهائي بركلات الترجيح أمام مواطنه ميلان الذي كان يشرف عليه مدربه السابق ومدرب ريال الحالي كارلو أنشيلوتي، لكن المهمة لن تكون سهلة في سانتياغو برنابيو أمام فريق يسعى لبلوغ النهائي للمرة الرابعة عشرة في تاريخه ويطمح إلى أن يصبح أول فريق يحتفظ بلقبه في الحقبة الحديثة من دوري الأبطال. وبدأ اليغري اللقاء بإشراك موراتا في خط مقدمة فريق السيدة العجوز إلى جانب تيفيز في تشكيلة 2-1-3-4 التي اعطت ثمارها في المسابقة هذا الموسم، وكان لافتاً مشاركة ستيفانو ستورارو أساسياً في الوسط في ظل غياب الفرنسي بول بوغبا للإصابة. اما من ناحية ريال فقد لعب سيرخيو راموس في الوسط بدلاً من الدفاع، وأشرك أنشيلوتي الويلزي غاريث بابل أساسياً بعد تعافيه من الإصابة، مفضلاً إياه على المكسيكي خافيير هرنانديز الذي كان خلف وصول النادي الملكي إلى دور الأربعة بتسجيله هدف الفوز على الجار اللدود أتلتيكو في إياب ربع النهائي. وكان يوفنتوس الأفضل في بداية اللقاء وطالب منذ الثواني الأولى بركلة جزاء لمصلحة التشيلي أرتورو فيدال بعد خطأ في تشتيت الكرة من الحارس إيكر كاسياس، لكن الحكم الإنجليزي مارتن اتكينسون طالب بمواصلة اللعب، ثم اتبعها ستورارو بتسديدة بعيدة تدخل عليها الحارس القائد من دون صعوبة تذكر (3). ولم ينتظر صاحب الأرض كثيراً ليفتتح التسجيل إثر لعبة جماعية وتمريرات عديدة قبل أن تصل الكرة إلى كلاوديو ماركيزيو الذي مررها بينية لتيفيز فسددها الأخير أرضية قوية تمكن كاسياس من صدها ، لكنها سقطت أمام زميله السابق موراتا فتابعها في الشباك (9). وجاء رد ريال بتسديدة صاروخية بعيدة للألماني توني كروس تألق الحارس القائد جانلويجي بوفون في صدها (12)، ثم انتقل الخطر إلى الجهة المقابلة بعدما فقد راموس الكرة أمام ستورارو الذي توغل بها في الجهة اليسرى قبل أن يمررها لتيفيز الذي سددها أرضية خارج الخشبات، فتابعها ستورارو في القائم الأيمن ، لكنه كان متسللاً (18). وأطلق ريال المباراة من نقطة الصفر مجدداً عندما أدرك التعادل في الدقيقة 27 من كرة رأسية لرونالدو الذي استغل غياب التغطية الدفاعية من الخط الخلفي ليوفنتوس لكي يحول عرضية الكولومبي خاميس رودريغيز في شباك بوفون، مسجلاً هدفه التاسع في 11 مباراة خاضها هذا الموسم، منفرداً بالرقم القياسي من حيث عدد الأهداف في المسابقة برصيد 76 هدفاً مقابل 75 لغريمه في برشلونة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. وحاول يوفنتوس استعادة تقدمه مجدداً فاستلم زمام المبادرة بعد مدة من التراجع واختبر ماركيزيو حظه من خارج المنطقة، لكن محاولته مرت بجانب القائم الأيمن (34)، ثم انتقل الخطر إلى الجهة المقابلة عندما مرر ايسكو كرة عرضية متقنة من الجهة اليسرى إلى خاميس رودريغيز الذي انقض عليها برأسه، لكن الحظ عانده بعدما وقفت العارضة في وجهه، ثم سقطت الكرة أمام البرازيلي مارسيلو الذي حاول إيداعها الشباك، لكن بوفون تدخل وأنقذ فريقه (41). وجاءت بداية الشوط الثاني مخالفة لبداية الأول، إذ بدا يوفنتوس عاجزاً عن تهديد مرمى كاسياس حتى الدقيقة 56 ، عندما انطلق فريق السيدة العجوز بهجمة مرتدة سريعة إثر ركنية لريال، وتقدم تيفيز بالكرة بمساندة من السويسري شتيفان ليشتشتاينر الذي سقط عند مشارف المنطقة ما اضطر الأرجنتيني إلى التوغل وحيداً وانتزاع ركلة جزاء من دانيال كارفاخال نفذها بنفسه بنجاح (58)، مسجلاً هدفه السابع في المسابقة هذا الموسم. ولجأ بعدها أنشيلوتي إلى تشيتشاريتو بدلاً من ايسكو (63) سعياً خلف إدراك التعادل، ورد اليغري بادخال اندريا بارزاغلي في خط الدفاع بدلاً من ستورارو (64) بهدف المحافظة على التقدم، ثم زج بالإسباني فرناندو لورنتي بدلاً من مواطنه موراتا (78)، وبالأرجنتيني روبرتو بيريرا بدلاً من مواطنه تيفيز (86) من دون ان يطرأ أي تعديل على النتيجة رغم فرصتين ذهبيتين ليوفنتوس بعد انفراد لورنتي بكاسياس إثر خطأ من المدافع الفرنسي رافايل فاران فتخطى مهاجم بلباو السابق حارس النادي الملكي، لكنه ضيق الزاوية على نفسه فعكس الكرة والشباك خالية لكن احداً من لاعبي يوفنتوس لم يكن متابعاً (87). أنشيلوتي مطالب بإعادة راموس لمركزه الأصلي سيكون كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد في حاجة إلى إعادة التفكير في أسلوبه الخططي قبل خوض مباراة الإياب بعدما أخفقت تجربة سيرجيو راموس في وسط الملعب أمام يوفنتوس . ورغم أن راموس يعد على نطاق واسع من أبرز مدافعي العالم فإنه بدا تائها في وسط الملعب سواء كان ذلك في التغطية على زملائه المدافعين أو عند محاولة بناء الهجمات. وقال راموس أنا هنا لمساعدة الفريق في أي مكان ممكن، لقد نجحت التجربة في المرة السابقة (بوسط الملعب) لكني قدمت مباراة سيئة على الجانب الشخصي وكذلك كان حال الفريق، لدي ثقة في المدرب وأنا جاهز دائما للتضحية بنفسي من أجل الفريق. وأضاف كنت مطالباً بالجري في وسط الملعب بشكل أكبر من المطلوب في قلب الدفاع، لكن هذا لا يمثل مصدراً للقلق بالنسبة لي، يجب أن ننتقد أنفسنا ونتعلم من أخطائنا. وعانى ريال أزمة إصابات في الأسابيع الأخيرة وفضل أنشيلوتي الاعتماد على راموس لتعويض غياب لوكا مودريتش في ظل عدم اقتناعه التام بأداء لاعبي الوسط الآخرين اسير يارامندي ولوكاس سيلفا. وكان راموس اختيارا مفاجئا لكن مؤثرا عندما تفوق ريال على جاره أتلتيكو في دور الثمانية لدوري الأبطال لكن هذا الأمر لم يستمر. وكان بوسع راموس أن يشكل قوة بدنية أمام أتلتيكو لكن أمام لاعبي يوفنتوس الأكثر حركة وجد اللاعب نفسه مضغوطاً باستمرار وأخرج الكثير من التمريرات الخاطئة. وفي الأسبوع الماضي شارك راموس في وسط الملعب أمام إشبيلية وفاز ريال في النهاية بصعوبة، لكن بدا أن اللاعب لم يكن يشعر بالراحة قبل أن يستغل يوفنتوس هذا الأمر في ذهاب قبل النهائي. وتسبب أرتورو فيدال لاعب وسط يوفنتوس على وجه التحديد في إزعاج كبير لراموس بسبب الضغط المتواصل عليه، كما كانت الفجوة واضحة بين خطي الوسط والدفاع وهو ما استغله كارلوس تيفيز بشكل مثالي. ورغم هذه الخسارة يبقى راموس يشعر بالثقة في أن بوسع حامل اللقب تعويض النتيجة على أرضه في استاد برنابيو الأسبوع المقبل. وقال راموس في هذه المباراة لم نخسر شيئا بعد. أعتقد أن أي فريق سيقبل الوجود في موقفنا الحالي. وأضاف نحن على بعد هدف واحد من الوصول إلى النهائي وسنلعب على أرضنا رغم أن هذا لا يمنع واقع أننا لعبنا بشكل سيىء في هذا اللقاء. تيفيز يستعيد الأضواء أنفق يوفنتوس نحو 12 مليون يورو (13.42 مليون دولار) للتعاقد مع كارلوس تيفيز، وهو مجرد كسر ما دفعه ريال مدريد لضمّ غاريث بيل وكريستيانو رونالدو، لكن المهاجم الأرجنتيني هو من كانت له الكلمة في مواجهة الفريقين. وقدم تيفيز الذي يلعب أفضل كرة قدم في مسيرته، ويتصدّر قائمة هدافي دوري الدرجة الأولى الإيطالي برصيد 20 هدفاً عرضاً ملهماً آخر ليرجح كفة يوفنتوس. ولم ينجح دفاع ريال مطلقاً في مواجهة سرعة تيفيز ومثابرته وسيطرته على الكرة مع تألق اللاعب الأرجنتيني في أهم مباراة يخوضها منذ انتقاله إلى يوفنتوس الموسم الماضي. وكثيراً ما عاد تيفيز إلى وسط الملعب، ليحصل على الكرة ثم ينطلق وسط دفاع ريال صانعاً لمحة من الخطورة والترقب بين جماهير الفريق الإيطالي في كل مرة تقريباً. وأدّت تسديدة منخفضة قوية من تيفيز إلى الهدف الأول في الدقيقة التاسعة، عندما لم يكن أمام ايكر كاسياس حارس ريال سوى إبعاد الكرة باتجاه الفارو موراتا الذي وضعها في شباك ناديه السابق من مدى قريب. والانطلاقة التي أسفرت عن هدف الفوز لخصت قدرات تيفيز. وانضم المهاجم الأرجنيتني (31 عاماً) إلى يوفنتوس منهكاً، بعد أربعة مواسم حافلة في مانشستر سيتي، حيث رفض في واقعة شهيرة الإحماء أثناء مباراة في دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ. وأكد تيفيز بعد المباراة أنه شعر بأنه موضع تقدير من زملائه والمدرب ماسيميليانو اليغري.
مشاركة :