العصا البيضاء.. تُرشد المجتمع لتمكين المعاقين بصرياً

  • 10/15/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ينظر أصحاب الهمم من المعاقين بصرياً إلى اليوم العالمي للعصا البيضاء، الذي يصادف 15 أكتوبر من كل عام، على أنه مناسبة ينبغي استثمارها بالصورة المثلى لتعميم مفهوم العصا البيضاء وإشاعة ثقافة احترامها في المجتمع، والسعي لتمكين فئة المعاقين بصرياً بصورة أكبر عبر توفير مزيد من الخدمات التسهيلية والمرافق والمنشآت التي تسهل تحركهم ومزاولتهم لحياتهم اليومية أسوة بغيرهم. وأكدوا أن المناسبة هدفها إذكاء الوعي المجتمعي بماهية العصا البيضاء، كونها لا تشكل رمزاً للإعاقة البصرية فحسب، بل تشكل واحدة من أهم الأدوات التي تحقق الاعتماد على الذات واستقلالية الأشخاص المعاقين بصرياً، آملين أن يرتفع سقف الوعي المجتمعي، مقترحين تنظيم دورات لتهيئة الموظفين في المؤسسات والدوائر للتعامل مع فاقدي نعمة البصر، معتبرين الحدث وقفة جادة عند الاحتياجات والتحديات التي تواجه المعاق بصرياً، كونها متغيرة وتختلف من وقت لآخر والعمل على تذليلها وتعزيز النجاحات التي حققتها الدولة في هذا الإطار واستكمالها. إذكاء الوعي واعتبر عادل الزمر رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء وسيلة لإذكاء الوعي العام عن أهمية وضرورة استخدام العصا البيضاء للمعاقين بصرياً، كونها تعزز الثقة لديهم في الانتقال والحركة دون الحاجة للآخرين في طلب المساعدة للوصول إلى مآربهم، لافتاً إلى أن الجمعية درجت سنوياً على تنظيم مسيرة العصا البيضاء لمشاركة وتوعية المجتمع بأهميتها ورمزيتها للكفيف، مشيراً إلى أن البعض كان يتردد من حملها، لكن اليوم نشهد نضجاً وتفهماً، وقال إن الجمعية توزع من وقت لآخر عصوات على المكفوفين، كما توفر مدربة تقوم بمهمة التدريب والإرشاد على استخدامها. 250 عضواً استعرض عادل الزمر أهداف الجمعية التي تأسست عام 1983 وتضم 250 عضواً من مواطنين ومقيمين، أبرزها دمج المعاقين بصرياً في المجتمع وإكسابهم المهارات الأساسية التي تجعل منهم أناساً منتجين في المجتمع وتنمية العلاقات بين الجمعية والمؤسسات المماثلة لدعم وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمكفوفين في الدولة، وتسليط الضوء على قضايا المعاقين بصرياً وإجراء البحوث والدراسات العلمية والميدانية التي تخدمهم، وإعطاء الرأي العام صورة واضحة عن المعاقين بصرياً واحتياجاتهم، فيما تتمثل رسالة الجمعية التي تعد من الجمعيات النشطة في تسخير ما يتمتع به ذوو الإعاقة البصرية من قدرات وتوظيف ما لديهم من طاقات لبناء الوطن والإسهام في مسيرة التنمية. تحديات وتشريعات وأوضح أن التحديات التي تواجه الكفيف متفاوتة ومتغيرة من وقت لآخر، وأن المعاق بصرياً كان فيما مضى يواجه تحدياته بمفرده وبصحبة أسرته فقط، لكنهم في الوقت الراهن يلمسون وعياً متزايداً واهتماماً من قبل القيادات، ويتمثل ذلك من خلال التشريعات والقوانين والممارسات الإيجابية وتوفير البيئات المختلفة الداعمة وفتح التخصصات الجامعية وتوفير التسهيلات التي تمكن الكفيف من استكمال دراسته الجامعية بيسر على خلاف السابق، موضحاً أن ذلك ما كان له أن يتحقق لولا دعم القيادة والإمكانات المتاحة، لافتاً إلى أن التحديات تبقى متفاوتة، وتتمثل حالياً في التقنيات وتطويعها لخدمة مستخدميها بلغة برايل، إلى جانب التكلفة الباهظة للتقنيات المساندة للمعاقين بصرياً، وشدد على أن دور دولة الإمارات واضح في دعم أصحاب الهمم، وتحديداً أصحاب الإعاقة البصرية. برامج وأنشطة وذكر أن الجمعية تنفذ سنوياً العديد من البرامج والأنشطة النوعية والبرامج الداخلية التي تخص المكفوفين، كتعريفهم بالتقنيات الحديثة، وتعريفهم بالتفاصيل الدقيقة الخاصة ببيئة الطيران من الداخل من خلال تنظيم زيارة لعدد من الأعضاء بالتعاون مع هيئة الطيران المدني للتعرف على كل تفاصيل الرحلات، مع إعطائهم تصوراً شاملاً عن أهم المعلومات التي يجب أن يكونوا على دراية بها، مضيفاً أن الجمعية على مقربة من الحدث المهم الذي تنظمه كل عامين والمتمثل في معرض ومؤتمر «سايت مي - الشرق الأوسط»، وهو المعرض الوحيد في المنطقة الذي تعرض فيه أحدث الابتكارات والتقنيات التعويضية للمكفوفين وضعاف البصر، حيث يشارك خبراء دوليون وإقليميون ومحليون في عرض أحدث التقنيات والحلول بالنسخة الرابعة في فبراير المقبل. لغة برايل بدورها قالت عائشة السيد طالبة في جامعة الشارقة تخصص علم اجتماع، والتي تعاني من كف بصري جزئي، أثناء التقاء «البيان» بها خلال مشاركتها في مسيرة «العصا البيضاء» التي تنظمها جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً: إن الدولة تخطو خطوات ثابتة في تمكينهم، وإخوتها من أصحاب الهمم، داعية إلى توفير لوحات إرشادية بلغة برايل أمام الفصول الدراسية ليتمكن الطالب من معرفة مكان المحاضرة دون أن يضطر للسؤال أكثر من مرة، ومرافق مهيئة كسلالم بخطوط مقعرة ليتمكن الكفيف من معرفة وجود سلم أمامه، وذكرت أنها تعيش في عالمها الخاص وتسعى لتحقيق طموحاتها، بعد أن عوضها الله عن نعمة البصر بحواسها الأخرى، ودعم المحيطين ومحبتهم لها. تطويع وتشارك هدى عبد النبي السني لأول مرة في فعالية خاصة بالمعاقين بصرياً، قائلة: إن أسرتها تعاملت معها منذ الطفولة على أنها كغيرها من أبناء جيلها لا ينقصها شيء أبداً، وعليه طوعت إعاقتها البصرية وحولتها إلى نقطة قوة، مشيرة إلى أن حالتها تتمثل في اهتزاز شديد في العين منذ الطفولة وتم تركيب عدسة صناعية لها لتتمكن من الرؤية بشكل جزئي، لافتة إلى أن المعاناة من عدم قدرة البعض على التعامل بصورة صحيحة معهم، فيما لا تزال الأسر غير متقبلة للحالات التي توجد لديها، ما يؤدي إلى عزلة المعاق بصرياً، وذكرت أنها أنهت الثانوية العامة بنجاح وتأمل في دراسة علم النفس والالتحاق بوظيفة، بيد أنها ترى أن إيجاد وظيفة ليس بالأمر الهين. تهيئة المرافق ولا تزال امتثال عوض خريجة بكالوريوس قانون من جامعة شبكة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، في رحلة بحث عن فرصة عمل لها في مجالها الذي درسته، لكنها لم توفق حتى اللحظة، مشيرة إلى أن غالبية المكاتب التي سعت للعمل لديها تعتمد على المعاملات الورقية بصورة أساسية، ما يصعب من فرص حصولها على وظيفة، ودعت إلى مزيد من التوعية للقطاع الخاص فيما يتعلق بتشغيل أصحاب الهمم من فئة المعاقين بصرياً، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من هذه الفئة، كما ترى أنه من الضروري بمكان تهيئة المرافق كخطوط للمشي وتحديد مسارات مخصصة للمكفوفين، وسلالم كهربائية ناطقة ليتسنى لمن يستخدمها معرفة في أي طابق هو دون الاعتماد على الآخرين، وتمنت بمناسبة اليوم العالمي للمكفوفين الذي يصادف 15 من أكتوبر كل عام أن تتكلل مساعيها في إيجاد وظيفة لتحقق الاستقلال التام والاعتماد على ذاتها بصورة كاملة توعية وتهدف عبلة الكعبي، وهي ضابط علاقات في شركة حكومية، من مشاركتها في يوم العصا البيضاء إعطاء المجتمع نبذة عن العصا، وأهميتها في حياة المعاقين بصرياً، مشيرة إلى أن العصا جعلت الكفيف معتمداً على نفسه ويشعر بالاستقلالية، لافتة إلى أن هناك تغيراً في الفكر، خاصة أن الناس في السابق كانوا يستغربون ويطرحون الأسئلة حول العصا وما فائدتها، أما اليوم فاختفت تلك التساؤلات، لكنها تطالب في السياق ذاته أو تقترح تنظيم دورات توعوية تتخذ سمة الاستمرارية في كل المؤسسات والدوائر لجميع الموظفين ومجالات العمل للتعريف بالعصا وخصوصية المعاق بصرياً واحتياجاته وتفاصيل صغيرة لا يعيها البعض، كطريقة مشي المرافق مع الكفيف وكيفية توجيهه بصورة سليمة لتخطي الحواجز أو إعلامه بوجود سلالم، أوحفرة وما إلى ذلك، لأن المرافق يجب أن يتحلى بسمات ومهارات لا يمكن له أن يكتسبها إلا عبر التدريب والتوجيه. وتطرقت الكعبي إلى غلاء الأجهزة الخاصة بالمكفوفين، مشيرة إلى أنها تعاني من ضعف نظر وراثي، لكن وجودها في دولة الإمارات مكّنها من ممارسة حياتها ودورها في المجتمع دون أي تفرقة. رسالة من جانبه يؤكد وليد مسلم مرهون المحرزي الذي حضر للمشاركة في مسيرة العصا البيضاء على بحيرة خالد في الشارقة برفقة زوجته، والذي يعاني ضعفاً شديداً في الأبصار، أن وجودهم اليوم رسالة موجهة لكل أفراد المجتمع بضرورة امتلاك الثقافة للتعامل مع فئة المكفوفين وتعريفهم بالعصا البيضاء ودورها في حياة الكفيف، مشيراً إلى أهمية تهيئة الموظفين في المؤسسات والدوائر للتعامل مع فاقدي نعمة البصر، لأن ما نلمسه عند مراجعة جهة ما افتقاد الموظفين للقدرة على التعامل مع الكفيف، فيما قالت زوجته إنها موجودة لدعم أصحاب الهمم، خاصة أن لديهما طفلاً يعاني إعاقة ذهنية. دعم أما حسنان محمد الذي يبلغ من العمر 17 عاماً وشقيقته نبيلة 25 عاماً فتواجدا أيضاً بنية دعم المعاقين بصرياً، والتواجد في صلب أنشطة وبرامج المجتمع الذي يعيشون فيه، وذكرا أنهما يدرسان بنظام الانتساب ويقومان بالتعلم من خلال «الأون لاين»، بسبب صعوبة الالتحاق بالمدارس الخاصة لارتفاع ثمن التقنيات التعليمية الخاصة بهما. ويتحدث الطالب عبد العزيز الخواجة من مدرسة دبي للتربية الحديثة، الصف 12، أنه يشارك في فعاليات الجمعية لتعريف المجتمع بالعصا البيضاء وما يتبعها من احتياجات مصاحبة للمعاقين بصرياً، موجهاً رسالة بأن المكفوف يستطيع الاعتماد على نفسه في كل تفاصيل الحياة، مشيراً إلى أنه تغلب على كل الصعوبات متسلحاً بالإيمان من جهة، وبدعم أسرته ومدرسته من جهة أخرى.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :