تعثرت المفاوضات الجارية بين أثينا ودائنيها حول شروط الإفراج عن دفعة من قرض لليونان التي أصبحت خزينتها شبه خاوية، بعدما خرجت إلى العلن أمس الأول الخلافات بين دائنيها، الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، حول سبل معالجة هذا الملف . قالت الحكومة اليونانية إن "الخلافات الجدية والتناقضات بين الجهات الدائنة، الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، تقوض المفاوضات" مع اليونان . وأضافت أنه بسبب "هذه الاستحالة في التفاهم بين المؤسسات لا يمكن التوصل إلى اتفاق"، متنصلة بذلك من أي مسؤولية لها عن هذا التعثر لأن "المسؤولية تقع بالكامل" على عاتق الجهات الدائنة . بدورهم رفض دائنو اليونان اتهامهم بالانقسام حيال الاصلاحات ووفقاً لوكالة "أ .ف .ب" يكمن الخلاف في أن الاتحاد الأوروبي لا ينظر بعين الرضا إلى إصرار صندوق النقد الدولي على أن يكون أول شرط يتعين على اليونان تنفيذه للحصول على دفعة القرض التي تحتاج اليها بشدة هو إصلاح نظام التقاعد، ذلك أن بروكسل تعتبر أن الأولوية يجب أن تكون لإصلاح نظام الضرائب، بحسب مصدر قريب من المفاوضات . وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه إن "صندوق النقد الدولي يضع اصلاح نظام التقاعد في مرتبة عالية جداً في سلم أولوياته"، في حين أن الأوروبيين يفضلون إصلاح النظام الضريبي أولاً . ولا تقف الخلافات بين الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي عند هذا الحد، فالصندوق يدعو إلى شطب جزء من الديون اليونانية التي ترهق أثينا وتزيد نسبتها حالياً على 175% من اجمالي الناتج المحلي للبلاد، وهو أمر يرفضه الأوروبيون بشدة وفي مقدمهم ألمانيا . وبحسب معلومات صحفية فإن صندوق النقد بلغ به الأمر حد التهديد بعدم دفع حصته من المساعدة المتفق عليها لليونان . وفي محاولة منه لوأد هذا السجال أصدر صندوق النقد الدولي، أمس الأول، بياناً أكد فيه أنه "لم يدفع باتجاه تخفيف الدين على نطاق واسع"، ولكنه لا يزال يؤيد هذا الأمر . وقال توماس فيزر المسؤول الكبير في منطقة اليورو في مقابلة مع شبكة "سي ان بي سي" إن "الزملاء في بروكسل يناقشون مسائل تتعلق بالموازنة والضريبة على القيمة المضافة وإصلاح سوق العمل . من العدل القول إننا لم نبلغ هذه المرحلة بعد . لن يكون هناك اتفاق الاثنين" . وتدارك قائلاً: "لكن لا يزال أمامنا شهر بكامله للتوصل إلى اتفاق" . من جهته قال وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس الذي بدأ جولة اوروبية تشمل باريس وبروكسل وروما ومدريد إنه خلال الاجتماع المقرر الاثنين المقبل "سنجري حتماً مباحثات مثمرة ستؤكد المنجزات الكبرى التي تحققت وستكون خطوة إضافية على طريق التوصل لاتفاق نهائي" . وأثينا التي باتت في أمس الحاجة إلى السيولة مضطرة لسداد مبالغ تصل قيمتها الاجمالية إلى مليار يورو خلال شهر مايو/أيار الجاري . وبحسب خبراء فإن أثينا قادرة على سداد هاتين الدفعتين من دون أي مشاكل . من ناحيته، قال نائب وزير المالية اليوناني يوانيس دراغاساكيس أول أمس إثر لقائه في فرانكفورت رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي إن "هدف الحكومة اليونانية هو التوصل إلى اتفاق، وهو هدف واقعي ومنظور، ولكنه رهن أيضا بالمؤسسات التي يتعين عليها العمل بطريقة بناءة" . ولكن المأزق الذي وجد اطراف الأزمة اليونانية أنفسهم واقعين فيه تسبب باضرار ظهرت منذ الآن . فالمفوضية الأوروبية التي توقعت في فبراير/شباط أن يبلغ معدل النمو الاقتصادي في اليونان في العام الجاري 5 .2% خفضت هذه النسبة إلى 5 .0% فقط . اليونان تسدد 200 مليون يورو للصندوق قال مسؤولون يونانيون: إن أثينا قامت بالوفاء بالتزاماتها المالية لدى صندوق النقد الدولي . ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول يوناني، أمس، قوله إن أثينا قامت بسداد 200 مليون يورو (9 .224 مليون دولار أمريكي) كجزء من ديونها لصالح صندوق النقد الدولي . وتواجه اليونان ديوناً مستحقة بقيمة 750 مليون يورو (832 مليون دولار أمريكي) لصالح صندوق النقد الدولي في 12 مايو/آيار الجاري . ويخشى مراقبون من اقتراب السيولة المالية من النفاد في اليونان، مع فشل المفاوضات حتى الآن بين الحكومة اليسارية اليونانية من جهة، والاتحاد الأوروبي، وصندوق النقد الدولي من جانب آخر . (رويترز)
مشاركة :