بدأت في عاصمة جنوب السودان، اليوم الاثنين، محادثات السلام بين الحكومة السودانية وقادة المتمردين لإنهاء الصراعات المتعددة في البلاد. وكانت الحكومة الانتقالية السودانية أكدت أن صُنع السلام مع المتمردين، الذين يقاتلون القوات الحكومية، هو أحد أولوياتها الرئيسية. وحيا الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، في بداية كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمحادثات، رئيس جنوب السودان سلفاكير. كما هنأ رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، الذي حضر غنطلاق المحادثات، على نيله جائزة نوبل للسلام. وأكد البرهان، خلال انطلاق المباحثات، التزام السودان بتحقيق سلام شامل فى يقود إلى حكم ديمقراطي يلبي تطلعات الشعب السوداني، مشيرا إلى أن التغيير الذي حدث في السودان بعد ثورة ديسمبر فتح أفقا جديدا للسلام. حضر حفل انطلاق محادثات السلام الرئيس اليوغندي يوري موسفيني. وجدد البرهان حرصه في أن يتوصل منبر جوبا إلى صنع حل يضع حدا للحرب من خلال مخاطبة جذور المشكلة، ودعا إلى ضرورة قيام تكتل إقليمي يهتم بسلام وأمن المنطقة ضد المؤامرات. بدوره، أكد رئيس جنوب السودان "لولا الثقة في القيادة الجديدة في السودان، لما استطعنا تنظيم هذا المنبر". وطالب المفاوضين بالإقبال على المفاوضات بثقة من أجل الشعب السوداني ومن أجل الإقليم. ومن شأن تحقيق السلام مع حركات التمرد أن يساعد في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ما يسهل فتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية به. ولدى وصوله إلى جوبا، في وقت سابق اليوم الاثنين، عبّر محمد حمدان دقلو، عضو مجلس السيادة السوداني، رئيس وفد الحكومة إلى المفاوضات عن تفاؤله. وقال دقلو، المعروف بلقب حميدتي، إنه يجب بدء المفاوضات بقلوب مفتوحة، مؤكدا جدية الحكومة في تحقيق السلام بالسودان. ويلتقي في جنوب السودان أعضاء بمجلس السيادة وقادة للمتمردين من مناطق عدة للمشاركة في أحدث محادثات سلام بالسودان. وفي أغسطس، اتفق مسؤولون سودانيون ومتمردون على إجراء محادثات على مدى شهرين بدءا من 14 أكتوبر. وقال ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان إن هذه يجب أن تكون آخر جولة محادثات يتعين أن تبحث الأسباب الجذرية للحرب والتهميش. وأضاف عرمان أن هناك تصميما على أن يكون 2020 عاما للسلام في السودان. ومن المتوقع ان تتناول المحادثات قضايا بينها كيفية مراقبة أي توقف للأعمال القتالية وتحديد سُبُل لإيصال المساعدات الإنسانية لجميع مناطق دارفور ومنطقة النيل الأزرق. وخاضت قوات الحكومة حربا في دارفور مع جماعات محلية متمردة. وهدأت وتيرة الحرب في دارفور على مدى الأعوام الأربعة الماضية، لكن لا تزال تقع مناوشات بين الحين والآخر.
مشاركة :