الكاتب الليبي سمير شقوارة توثيق تفاصيلها الكاملة في كتاب ألفه في تركيا بعنوان "الطائرة الفرنسية"، يستند إلى وثائق ومعلومات استغرق جمعها 3 سنوات، سلطت الضوء على دور نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في الحادثة.وخشية ضياع الوثائق والمعلومات التي كشفت حقائق جديدة وحساسة من أرشيف مخابرات القذافي، في ظل الأوضاع السائدة في ليبيا، حرص شقوارة على إنهاء الكتاب.في مقابلة مع الأناضول، تحدث شقوارة عن أهدافه من الكتاب وأهميته، قائلا إنه يضم "وثائق حقيقية وحساسة في مرحلة مضت بتاريخ ليبيا، بحكم دكتاتورية القذافي، وشهدت أحداثا كثيرة، وبعد الثورة، سعينا لكشف الحقيقة".وأضاف: "لطالما تساءلت بقية الدول: لماذا ثرتم على القذافي؟، ولكن الإجابات لم تكف، ولذلك فإن عرض الوقائع ووضعها في كتاب يكون أفضل، فحاولنا فتح قضية الطائرة الفرنسية، وتم الحصول على الموافقات بالنشر، ومدير المخابرات السابق (لم يذكر اسمه) أشرف على الموضوع بداية، والكتاب أتعبنا وواجهنا ظروفا صعبة لحساسية الموضوع".وأكد أنه بعد نشر الكتاب، اقتطف منه موقع "ميديا بارت" الفرنسي، فاتصلت به المحكمة الفرنسية المعنية والقاضي، وطلبوا منه الذهاب إلى المحكمة للتأكيد على صحة المعلومات.وعن دوافع توثيق الحقائق، قال: "بعد اندلاع الثورة في 2011، جرى اعتقالي، ومن ثم خرجت، وكنا مجموعة مختلفة نعمل على جمع الوثائق بعد بدء قصف الناتو (حلف شمالي الأطلسي)، للأسف كان التركيز في القصف على المراكز المعلوماتية والأرشيف، وكان أمرا غريبا".وأردف: "كان النظام قد جمع أشياء مهمة وخزنها عند أشخاص محددين غادروا ليبيا، ومنذ 2013 بدأنا بموضوع الوثائق الذي استمر لثلاث سنوات، وبدأنا في رحلة شملت عدة دول لأشخاص فروا، وقدمنا ضمانات لهم بالعودة، فمنهم من عاد ولكن حصلنا على الوثائق ضمن هذا الملف".وتابع: "بدأت رحلة شخصية وكان هدفي أن تتمخض عن كتاب، لأن الوضع السياسي في ليبيا متذبذب، وكل شيء قابل للضياع، فلا أمان على الوثائق، ولكن هناك أناس وطنيون وقفوا وراء الموضوع، وجئت إلى تركيا من أجل كتابة هذا الكتاب، وانتهيت منه وأنتظر مرحلة النشر التي تتخللها صعوبات".وموضحا الجزئية الأخيرة، قال إن "الكثير من دور النشر شروطها مجحفة، فهذه الكتب عادة ما تطبعها وتشرف عليها جهة رسمية، وهذا غير موجود، ولكن مع ذهابي إلى فرنسا، أنتظر اهتماما إعلاميا بالكتاب ففيه معلومات قيمة".وفي ما يخص مضمون الوثائق، أوضح أن "قاضي التحقيق والمخابرات الفرنسيين والتحقيق توصل لحقائق مذهلة بنسبة 75 بالمئة، إلا أن الكتاب فيه أسماء غير مدرجة بالعقوبات، والشيء المهم هو أن القضية أقفلت، وليبيا عوضت الضحايا وأرضت الفرنسيين، ورفعت العقوبات".ومستدركا: "ولكن بالرجوع إلى الوثائق، هناك أشياء صادمة تظهر حجم المصاريف التي تكبدها القذافي لتفجير الطائرة، وما بعد التفجير جرى اتهام ليبيا، فخسرت 11 مليار في هذا القضية وحدها، بخلاف قضية لوكربي، والكتاب يوضح الصفقات التجارية الكبرى التي حصلت بين الشركات والزعيم الليبي، تظهر فظاعة الأمر".وفي ديسمبر كانون أول 1988، انفجرت في المجال الجوي للمملكة المتحدة طائرة أمريكية وتحطمت فوق قرية لوكربي في أسكتلندا، في حادثة أودت بحياة 270 من جنسيات مختلفة. وفي حطام الطائرة وجد المحققون شظايا قليلة من قنبلة لوحظ في إحداها وجود أثر ملتو يقود إلى أجهزة المخابرات السرية الليبية.ووفق شقوارة، "السياسيون كان همهم المصالح الشخصية، والضحايا هم الفرنسيون والليبيون، نحن ضحايا بالعقوبات، ولكن السياسيين تلاعبوا بالأمر، وأخذوا بمصالحهم، والقذافي لا هم له، فيما فرنسا دولة قانون، والقاضي عمل بشكل مستقل، ويبين الكتاب مواضيع من المفاوضات والداعمين للقذافي، ومن موله بالمتفجرات والمفخخات، وكيف جرت الأحداث، والكتاب فيه عدة مواضيع متوازية ومتداخلة".وردا على سؤال حول عدد الوثائق وأهميتها، أشار أن "الوثائق تفوق الـ100 وثيقة، هناك وثائق تختلف أهميتها بحسب ارتباطها، منها 80 وثيقة مهمة، تتضمن تفاصيل تذاكر السفر، والمصاريف، وتذاكر العرابين الذين جاؤوا لخيمة القذافي، وصراع الشركات الفرنسية، وهذه الوثائق تعتبر مهمة".وبعد هذا الكتاب، يضيف، "هناك كتاب كواليس لوكربي، حيث يعطي لمحة بسيطة لنقل المتفجرات إلى مالطا وهكذا، ولوكربي فيه كواليس يوضح التفاوض الليبي الأمريكي، وكيف أعلن القذافي تسليمه طواعية برنامجه النووي والكيميائي (عام 2003)".شقوارة قال أيضا ردا على سؤال حول اتهامه للمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة بدوره في تدهور الأوضاع في البلاد، إن "سلامة جاء لزيارتنا في مركز مساعدات عندما كنت عضوا بمجلس بلدي، الأمم المتحدة كانت تقدم القليل وتقوم بتصويره، فيما العمل كان تطوعا من الأهالي بمصاريف تفوق مصاريف الأمم المتحدة".وتابع: "قلت له إذا أردت حل المشكل، يجب أن تمنع قصف الطيران ومنع تدفق اللاجئين، القصف طال المطارات والمستشفيات والمدنيين والموانئ، دمر البنى التحتية وهو طيران حفتر، وقبل أيام قصف مركز فروسية يتدرب فيه الأطفال يبعد نصف كيلومتر عن مقر البعثة الأممية".ولفت إلى أن غسان سلامة "يستنكر فقط ويكرر الميليشيات في طرابلس، لكن المدينة فيها 2 مليون، وأكبر تجمع سكاني يدافعون عن ميدينتهم وعرضهم ضد قوات حفتر بدعم إماراتي ومصري، واجهناه بهذا المحتوى، واعتبره (سلامة)، المسؤول عن الدمار في ليبيا، ووجوده في طرابلس هو إكمال المخطط لدخول حفتر، لأن الأمم المتحدة معروف تجاربها في أفغانستان والعراق والصومال وفلسطين".ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الأطراف التي ذكرها الكاتب.وبشأن آفاق الوضع السياسي في ليبيا، قال: "الآن دخل قاربنا السنة العاشرة من الثورة ونحن نقاوم، نحن لا نقاوم حفتر، نحن نقاوم دولا إقليمية بأطماع لا نعرف سببها، والشعب الليبي لا مشكلة له مع شركات الاستثمار، الشعب الليبي يريد دولة مدنية".واعتبر أن "الطرف المقابل وضع شخصا بأفكار عسكرية للحرب (حفتر) ساهم بخراب درنة وبنغازي (شرق)، قتلوا وشردوا، ولو حصلت نفس الأمور في طرابلس، فتوقعوا 2 مليون مشرد، وستكون الهجرة في المنطقة الغربية، من مصراته إلى زوارة والجبل الغربي".وختم بقوله إن "الشيء الملفت هو أن الثورة الليبية تقاوم منذ 9 سنوات، ولم تنجح هذه الدول بفرض رأيها، وهذا نتيجة لاستبسال المدافعين والشباب الليبيين والمقاتلين في المنطقة الغربية ضد العدوان ومع الحق، ولازلنا مقاومين ولن يدخل المنطقة الغربية وطرابلس باذن الله". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :