يستقطب كاروانسراي (خان) طاش رباط في قرغيزيا، والذي يعتبر أحد أقدم الأوابد المعمارية في آسيا الوسطى، اهتمام الزوار من داخل وخارج البلاد، بمتانة عمارته وتاريخه الغامض. يقع كاروانسراي طاش رباط في قضاء "آط باشي" بولاية نارين (شرق)، على بعد 520 كيلومترًا عن العاصمة القرغيزية بشكيك، و80 كيلومترًا عن الحدود الصينية مع قرغيزيا. ينتصب كاروانسراي طاش رباط في أعماق وادي "قره قويون" (الأغنام السوداء)، التي تهيمن عليها الصخور الحجرية الحادة في جبال "تنكري طاغ" (بالصينية تيان شان)، وعلى ارتفاع 3200 متر فوق مستوى سطح البحر، ويحتفظ الكاروانسراي (الخان) بفخامته بفضل هندسته المعمارية الفريدة. كما يقع كاروانسراي طاش رباط، على طريق الحرير التاريخي العابر لآسيا الوسطى، ويعتبر الخان المغلق الوحيد في قرغيزيا، كما لا يعرف متى وفي عهد من جرى تشييده، وهو ما يمنح المكان غموضًا خاصًا. وتقول المصادر المحلية أن المكان استخدم كمعبد بوذي ثم كدير مسيحي، قبل أن يستخدم كخان على طريق الحرير في عهد الدولة القراخانية التركية التي حكمت في تركستان (بلاد ما وراء النهر) ما بين 840-1212 ميلادية. ويعتقد السكان المحليون أن الخان الذي استخدمته قوافل التجارة التي كانت تعبر المنطقة جيئة وذهابًا من وإلى الصين، يعتبر "معجزة" معمارية، ويمتلك خصائص خارقة للطبيعة، فضلًا عن استخدامه كملجأ في الظروف الجوية القاسية. يتميز كاروانسراي طاش رباط ببنيته المستطيلة، ويتكون من برجين على اليمين واليسار وقبة وبوابة ومدخل رئيسي ونوافذ تهوية ضيقة حول القبة الرئيسية وممر طويل وقاعة مركزية و31 غرفة بأحجام مختلفة. يستخدم كاروانسراي طاش رباط، الذي بني في الجزء الخلفي من الجبل، بشكل يضمن الاستفادة بشكل فعال من ضوء الشمس، كمتحف في هذا العصر. وتشير العمارة الداخلية والخارجية لكاروانسراي طاش رباط، إلى استخدامه كخان في عهد الدولة القراخانية، وهي سلالة تركية حكمت أجزاءً شاسعة من تركستان ما بين 740-1212 واعتنقت الدين الإسلامي عام 932 ميلادية. وقالت مسؤولة المتحف طورسون جيداباييفا، لمراسل الأناضول، إن تاريخ بناء كاروانسراي طاش رباط، غير معروف على وجه الدقة، وأن المسؤولين في المتحف يدعون علماء التاريخ والآثاريين لإجراء أعمال تنقيب في المكان لإماطة اللثام عن بعض الجوانب الغامضة من تاريخ الخان. ولفتت جيداباييفا إلى أن مسؤولي المتحف لا يملكون معلومات دقيقة عن الخان، إلا أن المكان شهد أعمال ترميم في عام 1984، وخلال أعمال الترميم تم العثور على مجموعة من العملات المعدنية يعتقد أنها استخدمت ما بين القرنين التاسع والعاشر الميلاديين. وأضافت جيداباييفا أن كاروانسراي طاش رباط، يعتبر أحد أقدم الأوابد المعمارية في آسيا الوسطى، وقد بدأ المكان خلال السنوات الأخيرة باستقطاب اهتمام الزوار من داخل وخارج البلاد، ولاسيما الزوار القادمين من تركيا وكوريا الجنوبية، والزوار القادمين من الدول الغربية. وتعيش جيداباييفا في منزل قريب من الكاروانسراي، وتعمل على رعاية المتحف وتنظيم رحلات سفاري بالخيول وتوفير الخيام التقليدية للإقامة وتقديم خدمات الطعام التقليدي للزوار. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :