عدن - وكالات: قال عمال إنقاذ وسكان إن 50 شخصا على الأقل بينهم مدنيون كثيرون قتلوا في مدينة عدن اليمنية الساحلية فيما اشتد القتال بين المقاتلين الحوثيين وأنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي. وذكر عمال إنقاذ أن من بين القتلى 40 مدنيا يمنيا كانوا يحاولون الفرار من القتال العنيف في عدن أمس عندما أطلق المقاتلون الحوثيون قذائف على قاربهم. وكان المدنيون بين حوالي 50 شخصا على القارب الذي انطلق من منطقة التواهي في عدن متوجها صوب مناطق أكثر أمانا في البريقة إلى الغرب. وكان قادةٌ في المقاومة الشعبية قد أكدوا أن هذه المقاومة قد حققت تقدما في عدن، حيث تفيد تقارير بسيطرة المقاومة شبه الكاملة على مطار عدن. وفي سياق متصل، اعتبر وكيل محافظة عدن، نايف البكري، أن الوضع القتالي في المدينة بات يستوجب تدخلا بريا عاجلا من قبل قوات التحالف العربية لمنع سقوط مدينة عدن بيد القوات الموالية للحوثيين وصالح. وقال البكري، في تصريحات نشرها موقع "عدن الغد"، إن هدف التدخل البري هو "وقف عمليات الإبادة والقتل التي يتعرض لها المدنيون على يد القوات الموالية للحوثيين وصالح وكان المئات من الأهالي في مدينة عدن جنوبي اليمن قد نزحوا إلى أحياء أكثر أمنا في المدينة جراء المعارك الشرسة بين المقاومة الشعبية والحوثيين التي أدت إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى. ويواجه النازحون بعدن معاناة كبيرة في الحصول على مأوى وسط غياب شبه تام للمنظمات الإنسانية. وأفاد مصدر يمني بأن نازحين من منطقة التواهي فروا من منازلهم عبر مرافئ بحرية، مؤكدا أن الوضع الإنساني مأساوي للغاية. وأشار المصدر إلى أن منطقة التواهي قد تلحق بغيرها من المناطق التي نزح الأهالي منها، مثل كريتر والمعلا وخور مكسر جراء المعارك الدائرة هناك. وأفاد المصدر بأن العشرات من الناس بالطرقات يفترشون الأرض ويلتحفون السماء دون مأوى ولا مكان حتى هذه اللحظة، وهم يعانون كثيرا. وشدد المصدر على أن محافظة عدن أصبحت محافظة منكوبة، مشيرا إلى خطورة أن تتحول الأماكن التي ينزح إليها الأهالي إلى بؤر توتر في قادم الأيام. وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قال نهاية الشهر الماضي إن عدد النازحين بسبب القتال في اليمن تضاعف إلى ثلاثمائة ألف نازح، في وقت تدهورت فيه الخدمات الأساسية بمعظم المناطق اليمنية. كما نزحت مئات الأسر إلى محافظة أبين بجنوب اليمن هربا من قصف مسلحي جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لمنازلهم في محافظتي عدن ولحج. في حين تعيش الأسر أوضاعا إنسانية صعبة في مخيم النزوح بأبين. وقد وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوضع الإنساني في اليمن بأنه "كارثي"، وحثت جميع الأطراف المتحاربة على تسهيل وصول إمدادات الإغاثة إلى هذا البلد. وطالب وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، أمس، قوات التحالف العربي، بـ"إنقاذ" عدن، وذلك بعد مقتل أكثر من 50 مدنيا في قصف حوثي على منطقة التواهي الاستراتيجية في عدن جنوب البلاد وقال ياسين، في مؤتمر صحفي عقده في الرياض، حيث مقر إقامته، إن "الحوثيين يقصفون بالمدفعية منطقة التواهي، وكذلك الأسر التي تحاول النزوح من المنطقة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 مدنيا" وأطلق الأهالي استغاثات طبية لارتفاع عدد المصابين في الحي، الذي شهد نزوحا جماعيا إلى حي البريقة في شمال غرب عدن، جراء القصف العشوائي بالمدفعية والدبابات من قبل ميليشيات الحوثي، التي منعت دخول المواد الغذائية إلى الحي، وقطعت عنه المياه والكهرباء لمدة تزيد عن 15 يوماً وأضاف ياسين "نطالب قوات التحالف بإنقاذ عدن، ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل"، معتبرا أن "تصعيد ميلشيا الحوثي في عدن محاولة لإفشال حوار الرياض". من جانبه، دعا وزير حقوق الإنسان اليمني، عز الدين الأصبحي، خلال المؤتمر ذاته، مجلس الأمن، لعقد "جلسة طارئة" لمناقشة الأوضاع في عدن.
مشاركة :