يواجه العمّالُ الوافدون في قطر خطر الإصابة بالإجهاد الحراري أثناء عملهم في الهواء الطلق خلال فصل الصيف، حيث تشتدّ الحرارة وترتفع الرطوبة، وهو ما يمكن أن يتسبب بمضاعفات تصيب القلب والأوعية الدموية، وفقاً تقريرٍ للأمم المتحدة. وأشارت صحيفة "الغارديان" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء إلى أنها كانت كشفت قبل أسابيع عن أن مئات العمّال الوافدين يتعرضون أثناء قيامهم بالعمل في الهواء الطلق لخطر الموت بسبب قيظ الصيف الذي ترتفع فيه الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية خلال النهار وأكثر من 30 درجة مئوية ليلا ورطوبة تتجاوز الـ50 بالمائة. وذكرت الصحيفة البريطانية أن منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية طالبت قطر أواخر الأسبوع الماضي بإجراء "تحقيق عاجل والإعلان عن الأسباب الحقيقية لوفاة العمال الوافدين". ويستند التقرير الأممي الذي تمّ إعداده بطلب من منظمة العمل الدولية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية القطرية، إلى بيانات نتجت عن مراقبة 125 عاملاً في موقعي عمل؛ إستاد كأس العالم وإحدى المزارع. وتستعد قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في العام 2022، ويشارك أكثر من 26 ألف عامل وافد في بناء وتجديد الملاعب الـ8 التي ستقام على أرضها المباريات. للمزيد في "يورونيوز":قطر تُعدل قوانينها بعد "فضائح العمال المهاجرين" في مشاريع كأس العالمالكويت والفلبين تطويان صفحة "جثة الفريزر" وتوقعان اتفاقية بشأن العمالة المنزليةتقرير: الكويت الأسوأ بين دول العالم بالنسبة للعمالة الوافدةهجرة الأدمغة الجزائرية.. أكثر ما يؤرق الحكومة قبل الانتخابات ووجد التقرير أن ثلث العاملين الذين شملتهم الدراسة عانوا من ارتفاع في درجة حرارة جسمهم أثناء العمل؛ علماً بأن ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى ما فوق 38 درجة مئوية ينطوي على خطر يتهدد صحة الإنسان. شركة "فير سكوير بروجيكتس" التي تجري أبحاثاً عن العمّال الوافدين في دول الخليج، قال رئيسها نيكولاس ماكغيهان في معرض تعليقه على التقرير الأممي المذكور أنه، أي التقرير، ينطوي على "إدانة دامغة لفشل قطر في حماية العمّال الأجانب". وأضاف ماكغيهان أنه على الرغم من استنتاجات التقرير، فقد فشلت منظمة العمل الدولية في مطالبة السلطات القطرية بإحداث إصلاحات عاجلة، مشدداً على أن أي محاولة لتدوير زوايا التقرير المشار إليه يهدد بتأخير الإجراءات الحكومية ما من شأنه أن يعرِّض المزيد من العمّال للخطر. وينصُّ القانون القطري على وقف العمل في الهواء الطلق بين الساعة الحادية والنصف ظهراً، لغاية الساعة الثالثة من بعد الظهر بالتوقيت المحلي من شهر أيار/مايو إلى شهر تشرين الأول/أكتوبر، وذلك لحماية العمال من الإجهاد الحراري، غير أن تقرير الأمم المتحدة وجد أن العمّال الذين يعملون تحت الشمس معرَّضون لخطر الإصابة بالإجهاد الحراري بدءاً من الساعة العاشرة صباحاً. ونقلت "الغارديان" عن رجل كيني يعمل في قطر قوله: "عملت في موقع بناء لمدة عامين، وفي أغلب الأحيان لا تهتم الشركات لأمرنا، إنهم يقولون لنا اذهبوا للعمل تحت الشمس.. حاولنا أن نشتكي، لكنّهم قالوا لنا: إذا لم تعمل، فلن تحصل على راتب، ولن تحصل على تذكرة سفر إلى بلادك ولن نقدم لك الطعام". وأشارت الغارديان إلى أن ظروف العمل كانت أفضل بالنسبة للعاملين في موقع استاد كأس العالم، حيث تمّ اتخاذ جملة من التدابير للتخفيف من وطأة القيظ، بما في ذلك السماح للعمال بالاستراحة عندما يطلبون ذلك، وقال التقرير إنه لم يتم الإبلاغ عن أي حالة إصابة بالحرارة في عيادة الإستاد من العام 2017.
مشاركة :