تحتفي الرياض العاصمة في هذا اليوم الأغر ويحتفي معها الوطن بسلمان الرائد وسلمان القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي قضي أكثر من خمسين عاما من عمره المديد أميرا للرياض مدينة ومنطقة وكان بحق مهندس القفزات العظام التي شهدتها منطقة الرياض ليس على مستوى العاصمة فقط ولكن على مستوى محافظاتها ومدنها وقراها وهجرها وأريافها، كان حريصا على كل شبر في هذه المنطقة، وعلى كل مواطن فيها بصفته المسؤول الأول في المنطقة، كان يتابع كل صغيرة وكبيرة ويحرص على التعرف إلى احتياجاتها مكانا وإنسانا ولا يكتفي بما يطلع عليه عبر القنوات الرسمية ولكنه كان حريصا على الوقوف ميدانيا من خلال زيارات متكررة لعدد من المحافظات والمدن في زيارات تفقدية وأخرى لتدشين وافتتاح مشاريع تنموية وحضارية وثالثة لوضع الحجر الأساس لمشاريع تنموية جديدة وفوق ذلك كله كان يحرص على أن يستقبل أهالي المنطقة من مختلف النخب ليتعرف مباشرة على أوضاعهم واحتياجاتهم وكانت أبوابه مشرعة لاستقبال أي مواطن حتى من خارج منطقة الرياض، وكم من القضايا الكبيرة والمعضلات والعقبات التي استطاع أن يضع لها الحلول المناسبة ويذللها بما يحقق المصلحة العامة للوطن والمواطن مستعينا بالله وبما حباه الله به من حنكة إدارية وبعد نظر وعقلية فذة وخبرات واسعة، وقربه من الناس وفهمه لطبائعهم وظروف معاشهم يعاضده في ذلك ما أضفاه الله على شخصه الكريم من مهابة ومحبة واحترام وتقدير جعلته محل احترام وثقة الجميع مع ما يتمتع به من كرم نفس وخلق رفيع وتواضع جم وبساطة في التعامل جعلته قريبا جدا من الجميع على مختلف طبقاتهم ومشاربهم ومعرفة واسعة بالأسر والبيوتات من خلال التعامل المباشر والعلاقة الحميمية بينه وبين أبناء المجتمع ومشاركته المباشرة لهم في الأفراح والأتراح وتقديره لمسنهم واحترامه لشبابهم وحنوه على صغيرهم. الملك سلمان بن عبدالعزيز طراز فريد لا يكاد يتكرر كثيرا فقد جمع بين تفوق الريادة وحسن القيادة ومزج بين عظم المهابة وبساطة المعايشة وقوة المواقف وإنسانية التعامل وكان طوال حكمه للرياض خير سند وعون لإخوانه الذين تولوا سدة الحكم في البلاد كان قريبا من الجميع ومشاركا في صنع القرارات المهمة والإستراتيجية على الصعيدين الداخلي والخارجي فضلا عن وفائه المنقطع النظير مع الجميع، فهو بحق سلمان العطاء وسلمان الوفاء وسلمان البناء وقبل ذلك سلمان الإنسان الذي ما فتئت أياديه البيضاء تمتد للمحتاج بلسما، ومواساة، وعونا على تفريج كربة، وحل معضلة، ومعالجة أزمة، في داخل وخارج البلاد، ويكفي أنه عراب الجمعيات الخيرية وكثير من الأعمال الخيرية في المملكة فهو يحفظه الله رائد في هذا المجال، كما أنه رائد في كل عمل قام به لخدمة دينه ووطنه وأمته وكان بالفعل القوي الأمين وخير سند لدينه ووطنه ومواطنيه وأمته في مختلف الظروف. سلمان بن عبدالعزيز الرائد وسلمان القائد وسلمان الإنسان ليس من السهل الإحاطة بشمائله وسجاياه في مثل هذا المقام ولكن عودا على بدء نعرج على حرصه على زيارة المحافظات والمدن وتفقد احتياجاتها والاستماع الى مطالب أهلها ومتطلبات تنميتها ومنها زياراته حفظه الله لمحافظة المجمعة فعدا الزيارات التي كان مرافقا فيها لإخوانه الملوك فقد زار الملك سلمان أبان عمله أميرا لمنطقة الرياض محافظة المجمعة في ثلاث مناسبات ابتدأها بزيارة قصيرة عام 1392ه حيث كان في طريق عودته من زيارة لمحافظة الغاط ولبى دعوة أمير المجمعة في ذلك الوقت الأمير محمد بن عبدالله السديري رحمه الله حيث التقى بالأمير السديري وجمع من أعيان وأهالي المجمعة على ضفاف وادي المشقر في حفل شاي مصغر وجه من خلاله أمير وأهالي المجمعة الدعوة لسموه الكريم لزيارة خاصة للمجمعة حيث لبى حفظه الله الدعوة وقام بعد بضعة أشهر بزيارة للمجمعة التي كانت وقتها تحتفل بإنجازين حضاريين مهمين هما: وصول الطريق المسفلت الذي يربطها بالرياض وبانتهاء العمل في سد المجمعة حيث تم استقباله حفظه الله في المعهد العلمي بالمجمعة وأقيم حفل خطابي - كنا وقتها طلابا في المرحلة المتوسطة بالمعهد - ثم زار العديد من المواقع في المجمعة التي كانت وقتها لا تكاد تتلمس طريقها نحو التقدم العمراني والحضاري، وكان له حفظه الله كثير من الرؤى والتوجيهات التي ساهمت فيما بعد في سرعة نمو المحافظة وتطورها. وأقيم حفل الغداء في مخيم على ضفاف وادي المشقر غرب المجمعة وكانت الليلة الماضية ليلة ماطرة والسيول تجري في كل مكان والوادي يتدفق بالسيول الهادرة ورغم وعورة الطرق وما يكتنفها من مخاطر فقد أصر حفظه الله أن يقف على سد المجمعة الذي كانت السيول تفيض عبر مصبه وبالفعل وصل الى السد مع من يرافقه من أصحاب السمو الأمراء والأمير محمد السديري ونفر قليل ممن ساعدتهم ظروف الطريق على الوصول وبعد أن تفقد السد عاد الى المجمعة ووجه بضرورة أنشاء طريق يربط المجمعة بالسد لما لاحظه من صعوبة في الطريق وبالفعل لم تمض ثلاث سنوات إلا وقد تم أنشاء طريق مسفلت يربط المجمعة بمنطقة السد، ويخدم المزارع بين المجمعة والسد لمسافة 6 كم ولم يكن هذا الطريق هو الثمرة الوحيدة لهذه الزيارة الميمونة بل جاء ضمن حزمة كبيرة من مشاريع التنمية والتحديث التي وجه بها حفظه الله ومن بينها تنظيم المدينة وشق الطرق والشوارع وتطوير المرافق التعليمية والصحية والإدارية والخدمية بالمحافظة. وفي عام 1401ه زار حفظه الله محافظة المجمعة مرافقا لأخيه الملك خالد رحمه الله حيث حرص الملك سلمان وهو أمير الرياض في ذلك الوقت على زيارة عدد من القرى والهجر البعيدة عن الطريق الرئيس والالتقاء بأهلها والتعرف إلى متطلباتها. أما الزيارة الأخيرة فكانت في شهر شوال من عام 1428ه تلبية لدعوة من سمو محافظ المجمعة الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل آل سعود حيث تم استقباله وصحبه الكرام في استراحة البلدية وبعد استراحة قصيرة شرف الحفل الخطابي المقام بمدينة الملك سلمان الرياضية بالمجمعة وشارك الأهالي في العرضة السعودية ووضع الحجر الأساس لعدد من المشاريع ومن بينها الاسكان الخيري كما أطلق حفظه الله عددا من المشاريع الأخرى عبر الشبكة العنكبوتية وكانت المحطة الأهم في هذه الزيارة الميمونة زيارته للمنطقة التاريخية ووقف الملك عبدالعزيز والسوق القديم بالمجمعة حيث كان يقام مهرجان شعبي احتفاء بمقدمه الميمون. ووجد فيما شاهده في المهرجان الشعبي ما توافق مع حبه واهتمامه بالتراث والموروث الشعبي وحرصه على الحفاظ على أصالة الوطن دينا ومبادئ وثقافة وتقاليد فامتدت زيارته للمهرجان من خمس عشرة دقيقة المقررة الى ما يقارب الساعة وحرص على الإطلاع على كل ما فيه شارحا لمن يرافقه من أصحاب السمو الأمراء ما كان يعانيه جيل الآباء والأجداد من مصاعب حياتية كبيرة وما يعيشه جيل اليوم من رخاء ورفاهية وحياة هانئة. حفظ الله خادم الحرمين وأيده ونصره وسدد على دروب الخير خطاه.
مشاركة :