رصدت عدسة «المدينة» على مشعر عرفات صباح أمس تراكم أكياس النفايات التي خلفها الحجاج قبل أكثر من ستة أيام. ولا تزال النفايات متواجدة وبكثرة في كل المواقع التي كانت تحتضن الحجاج يوم الوقوف بعرفة في ظاهرة قد تنذر بحدوث كارثة بيئية لا قدر الله في حالة بقائها لأيام عدة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. من جهته، قال الدكتور فهد بن عبدالكريم تركساني أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة أم القرى ومستشار الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة: إن النفايات الصلبة التي يخلفها الحجاج مثل مخلفات الأطعمة وقشور الفاكهة والخضروات تعد بيئة مناسبة لتجمع وتوالد الحشرات التي تنقل السموم والأمراض خاصة وأن المناخ يساعد علي توالد الكثير من هذه الآفات كالبكتريا والفطريات وخاصة في موسم الأمطار، مشيرا إلى أن النفايات المنتجة من مثل هذا التجمع الهائل من البشر قد تشكل خطورة تصعب مواجهة نتائجها إن تفاقمت لا قدر الله. وأضاف قائلا: هذه النفايات لا تقف عند حدوث التلوث على سطح الأرض بل تؤدي إلى تلوث الجو بالغازات المنطلقة منها فيؤدي ذلك إلى تلوث الهواء مما ينجم عنه تلوث كيميائي pollution chimique يتمثل في انبعاث غازات سامة مثل CH4/CO2 التي تشكل (مطرًا حمضيًا) أمطار حمضية، مشيرا إلى أننا ونحن في موسم أمطار فقد تنتقل خطورة هذه الأمطار الحمضية إلى مناطق أخرى إلى جانب خطورة النفايات عند اقترانها بالمياه التي قد تصل إليها فتعمل على تلوث المياه الجوفية بالإضافة إلى أنها تعتبر بيئة ملائمة جدًا لتكاثر الكائنات الحية التي تعد مصدرًا لنقل الأمراض والأوبئة الخطيرة مثل الفئران والصراصير والذباب. وأوضح الدكتور تركساني أن موسم الحج يعاني كل سنة من مشكلة نقص العمالة فكما حدث في الأعوام السابقة كانت العمالة سبب في تكدس النفايات في شوارع مكة وهذه السنة في منطقة عرفات، مشيرا إلى انه في أعوام سابقة بعد النزول مباشرة من الحج نجد أن عرفات في اليوم الثاني لا يوجد منديل واحد أو قطعة نفايات واحدة علي أرض عرفات حيث يجند لها معظم العاملين. ولفت إلى أنه بالإمكان التخلص اليدوي من هذه النفايات بالعدد الكافي من العمالة وأن كانت هناك طرق أخرى مثل جمع النفايات بالطرق المضغوطة أو القنوات التي تحت الأرض، مشيرا إلى أن تكلفة مثل هذه المشروعات الحديثة قد تكلف أموالا كبيرة بالإمكان الاستغناء عنها بتوفير عمالة مؤقتة.
مشاركة :