يحترف لاعبو كرة القدم اللعبة لأسباب عدة، أهمها الموهبة التي تنشأ منذ الصغر في الأكاديميات التي تخصصها الأندية، أو حتى عند ممارستها بصورة عادية رفقة الأصدقاء، قبل أن يتم اكتشاف هذه الموهبة، ويتم صقلها ليصبح اللاعب مستقبلاً محترفاً في أحد الأندية بمختلف مستوياتها، والرياضات الأخرى تشابه كرة القدم، فالموهبة تصنع اللاعبين، سواء في كرة القدم أو غيرها من الرياضات. ولأن لكل قاعدة شواذ، فإن لاعبي كرة القدم أصبحوا يمارسون الرياضات الأخرى، سواء بعد الاعتزال أو قبله لأسباب مختلفة، تتعلق بالإصابات المتكررة التي تواجه بعض اللاعبين، وتحرمهم من ممارسة الرياضة المحببة، أو لاكتشاف الموهبة في رياضة أخرى، واللحاق بها قبل فوات الأوان. وهناك من لاعبي كرة القدم، من يتجه بعد الاعتزال لاحتراف لعبة أخرى، في تجربة رياضة جديدة، إيماناً بأنهم ما زالوا يستطيعون العطاء، ولكن من زاوية مختلفة كلياً، ويمكن أن يعتبر الحارس التشيكي، بيتر تشيك، أحدث الوجوه الجديدة المنضمة لقائمة اللاعبين الذين احترفوا رياضات أخرى، بعد إعلانه الاعتزال في الموسم الماضي، لينضم لصفوف فريق جويلدفورد فونيكس لهوكي الجليد، المنافس في دوري الدرجة الرابعة البريطاني، في مركزه المحبب إليه حراسة المرمى، بجانب عمله مستشاراً تقنياً وفنياً في فريق تشيلسي الإنجليزي. وشارك تشيك، قبل أيام، رفقة فريقه لينجح في تحقيق الفوز، بعد تصديه لضربتي جزاء من أصل 5، ويحقق الفوز لفريقه، كما تعود سابقاً على قيادة أندية تشيلسي وأرسنال لتحقيق الفوز في مختلف المباريات والبطولات، تشيك لا يعد اللاعب الأول أو الأخير الذي يغير رياضته ويتجه لممارسة رياضة أخرى، فهنالك أمثلة كثيرة لنجوم عالميين وضعوا بصمتهم في عالم المستديرة، قبل أن يتجهوا للعبة أخرى، كما أن بعض الرياضين عكسوا هذه المعادلة، ومارسوا كرة القدم بعد احترافهم لرياضات أخرى، وكانوا نجوماً لامعين في مختلف رياضاتهم مالديني والتنس اتجه المدافع الإيطالي باولو مالديني، نجم أي سي ميلان والمنتخب الإيطاليين السابق، لاحتراف رياضة التنس، بعد اعتزاله كرة القدم في مسيرة حافلة بالإنجازات والنتائج المختلفة، اللاعب الذي يعد أحد أساطير كرة القدم على مستوى أي سي ميلان والعالم، بحصده 26 لقباً بقميص الروسونيري، لم يكتفِ بممارسة رياضة التنس على مستوى الهواية، قبل أن يقرر دخول هذا العالم الجديد كمحترف، ليتلقى دعوة للمشاركة في بطولة «تشالنجر» كلاعب محترف قبل عامين، بصحبة مدربه ستيفانو لاندونيو الذي سيخوض غمار المنافسات معه بفئة الزوجي، ولا يزال مالديني يشارك في مختلف المباريات الاحترافية في هذه الرياضة، رغم المنصب الذي يمتلكه في إدارة أي سي ميلان كمدير رياضي. لارسون.. الكرة الأرضية لم يبتعد المهاجم العملاق السويدي، هنريك لارسون، عن مسمى كرة القدم، بعد اعتزاله في عام 2008، وهو الذي خاض تجارب عديدة في أندية مختلفة لها وزنها، كمانشستر يونايتد الإنجليزي، وبرشلونة الإسباني، وسيلتك الإسكتلندي. حقق المهاجم العملاق، العديد من الألقاب في كل الأندية التي شارك معها، بجانب أنه يعتبر اللاعب رقم واحد في تاريخ السويد قبل قدوم زلاتان ابراهيموفيتش، ليتجه لارسون بعد اعتزاله إلى «الكرة الأرضية»، اللعبة المنتشرة في السويد، وهي التي تشابه هوكي العشب، ولكن تقام في صالات مغلقة، ليخوض هذه التجربة مع فريق هيلسنجبورج، إلا أنه لم يشارك بشكل مطول في اللعبة، واقتصرت مشاركته في موسم واحد فقط. العنكبوت المزدوج الأسطوري ليف ياشين، أحد أفضل الحراس على مر التاريخ، يعد حالة خاصة في تلك الحقبة التي لعب فيها، عندما كان يخوض تجربتين مزدوجتين في نفس الوقت، وتحديداً في بداية مسيرته كحارس مرمى للمنتخب السوفييتي، ليقرر أيضاً أن يشارك في رياضة هوكي الجليد كحارس مرمى، وبخلاف معظم اللاعبين الذين شاركوا في رياضات أخرى، كان ياشين متألقاً وحصد لقب الاتحاد السوفييتي لهوكي الجليد، لكنه لم يكمل مسيرته في هذه الرياضة، ليضع جل تركيزه في كرة القدم، والتي توجته أفضل لاعب في العالم في عام 1963، وهي المرة الوحيدة التي يحقق فيها حارس مرمى هذا اللقب عبر التاريخ. بولت وريتشردز تعتبر حالة يوسين بولت، أسرع رجل في العالم، حالة عكسية، وهو الذي ذاع صيته كثيراً في السنوات الأخيرة، بعد تحقيقه وكسره لكل الأرقام القياسية في سباقات العدو المختلفة، قرر بعد اعتزاله ألعاب القوى، الاتجاه لكرة القدم فتدرب في بدايته مع نادي بروسيا دورتموند، قبل أن يبدأ مسيرته الاحترافية مع نادي سينترال كوست مارينيرز الأسترالي، في تجربة لم تطل كثيراً، إلا أنه حاول تجربة الرياضة المحببة إلى قلبه منذ الصغر، لكن عامل السن لم يساعده في تحقيق ذلك. ويعتبر بولت، أحد الرياضين الذين عكسوا هذه القاعدة، بجانب ميكا ريتشردز، نجم مانشستر سيتي السابق، والذي أعلن اعتزاله منذ سنتين والذي بدأ مسيرته الاحترافية ملاكماً قبل أن يكتشف نفسه في كرة القدم، ويتجه لاحتراف اللعبة، ويشارك في أكثر من نادٍ كمانشستر سيتي، وأستون فيلا، وفيورنتينا الإيطالي.