اضطرت زعيمة هونج كونج كاري لام إلى التوقف عن إلقاء خطابها السنوي بشأن السياسة اليوم الأربعاء بعد أن أطلق بعض المشرعين صيحات الاستهجان عندما شرعت في التحدث مما تسبب في إلغاء لم يسبق له مثيل لخطابها في برلمان المدينة التي تحكمها الصين. وكان من المقرر أن تعلن لام، التي رفضت مطالب للتنحي، عن مجموعة مبادرات تتعلق بالملكية في مسعى لاستعادة الثقة في إدارتها بعد أكثر من أربعة أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وهتف المشرعون المؤيدون للديمقراطية قائلين “خمسة مطالب لا أقل” بينما كانوا يقاطعون لام التي تواجه ضغوطا شديدة لاستعادة الثقة وحل أكبر أزمة سياسية تشهدها المدينة منذ عشرات السنين. وتسبب هذا الموقف من المشرعين في تأجيل الاجتماع مرتين. وأصبح التعبير أحد شعارات الحركة الاحتجاجية في إشارة إلى المطالب الخمسة الرئيسية التي تشمل الاقتراع العام وإجراء تحقيق مستقل فيما يرون أنه استخدام مبالغ فيه للقوة من قبل الشرطة في التعامل مع المظاهرات. ووضع بعض المشرعين أقنعة على هيئة الرئيس الصيني شي جين بينغ داخل القاعة في الوقت الذي أيدوا الاحتجاجات التي تطالب بتنفيذ المطالب الخمسة. واتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة قبل الخطاب الثالث لزعيمة هونج كونج بشأن السياسة حيث انتشرت قوات مكافحة الشغب في الخارج ونصب مدفع مياه. وكانت لام قد شرعت في التحدث بعد ساعات من إقرار مجلس النواب الأمريكي ثلاثة أجزاء من تشريع يتعلق باحتجاجات هونج كونج مما أثار انتقادات عاجلة من بكين التي اتهمت مشرعين بأن لهم “نوايا خبيثة” وأنهم يعملون على تقويض الاستقرار في المركز المالي الآسيوي. وسيتطلب قانون حقوق الإنسان والديمقراطية في هونج كونج وهو أحد الإجراءات التي أقرها مجلس النواب من وزارة الخارجية الأمريكية أن تقر كل عام بأن هونج كونج تحتفظ بحكمها الذاتي من أجل تلقي معاملة خاصة كمركز مالي كبير. واستبعدت لام تقديم أي تنازلات للمحتجين في مواجهة الاضطرابات المتصاعدة قائلة إن “العنف لن يجلب سوى المزيد من العنف”. وألقت لام خطابها في وقت لاحق عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
مشاركة :