يستأنف طاقما المفاوضات للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، اليوم الأربعاء، في لوكسمبورغ، الجولة الثانية من المحادثات للتوصل إلى اتفاق يتيح خروجاً منظماً لبريطانيا من التكتّل، وذلك من غير أن يتضح مدى التقدّم الذي تمّ إحرازه في المفاوضات التي انتهت جولتها الأولى في ساعة متأخرة من ليلة أمس. ونقلت "رويترز" عن مسؤولين مشاركين في مفاوضات الطلاق بين خامس أكبر اقتصاد في العالم وأضخم كتلة تجارية، أن الخلافات بشأن شروط انفصال بريطانيا عن الدول الأعضاء السبعة والعشرين، قد ضاقت إلى حد كبير. وأعرب وزير المالية الفرنسي برونو لو ماير في تصريحات أدلى بها صباح اليوم لإذاعة "أوروبا ون"، أعرب عن تفاؤله الحذر بشأن نتائج المفاوضات، وقال: "إن ثمة بصيص أمل" في إمكانية التوصل إلى اتفاق لخروج المملكة المتحدة من التكتّل قبل الموعد المقرر لمغادرتها في الحادي والثلاثين من شهر تشرين أول/أكتوبر الجاري. ولطالما أعرب المسؤولون في بروكسل عن تأكيدهم على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع لندن قبل موعد القمّة الأوروبية التي تنطلق يومَ غدٍ الخميس في بروكسل وتستمر ليومين. لكن، وفي حال لم يصار إلى التوصل إلى اتفاق قبل موعد القمّة ، فحينها سيتعيّن على رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تأجيل خروج بلاده مرة أخرى، وهي المرة الثالثة التي يتمّ فيها التمديد لـ"بريكست" منذ الاستفتاء الذي شهدته المملكة المتحدة في حزيران/يونيو من العام 2016 والذي تقرر من خلال نتائجه الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. مسؤول أوروبي مطّلع على مجرى المفاوضات في لوكسمبورغ، أوضح أن محادثات يوم أمس دامت 16 ساعة وانتهت في الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل، ووصف ناطق باسم الحكومة البريطانية تلك المحادثات بأنها "بناءة" وقال إن المفاوضين واصلوا إحراز تقدم. للمزيد في "يورونيوز":اجتماعٌ لوزراء الاتحاد الأوروبي ومؤشرات ترجّح التمديد لـ"بريكست"جونسون في أزمة: تعرف على سيناريوهات بريطانيا الخمسة في متاهة "بريكست"بوريس جونسون يلتقي رئيس حكومة إيرلندا لكسر الجمود بشأن بريكست وتدور رحى المفاوضات حول الحدود بين إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي ومقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية، والسبيل لتجنب إعادة فرض حدود صلبة، بعد بريكست بين شطري الجزيرة الإيرلندية مع القيام بعمليات التفتيش الجمركية، وتقترح لندن أن تبقى إيرلندا الشمالية ضمن نطاق جمركي موحد مع المملكة المتحدة، مع تطبيق القواعد الأوروبية في الوقت نفسه على المنتجات الأوروبية فقط، علماً أنه سبق أن رفض الأوروبيون مقترحا بوضع معايير مختلفة بحسب الوجهة النهائية للبضائع التي تدخل شمال أيرلندا. وقال مسؤول ألماني "يمكن أن يقول (كبير المفاوضين الأوروبيين ميشيل) بارنييه خلال القمة:لا يزال يتعين علي القيام بالقليل من العمل ولا نزال بحاجة لمزيد من الوقت"، واستطرد المسؤول الألماني بالقول: "لن يعارض أحد ذلك"، في إشارة، ربما، إلى إمكانية التمديد لـ"بريكست" حتى شهر حزيران/يونيو المقبل كاقتراح تمّ تداوله مؤخراً في غرف المفوضية الأوروبية. وقال رئيس الوزراء الفنلندي انتي رين الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ان المفاوضات يمكن أن تتواصل بعد القمة الأوروبية، فيما بات يُسمع في أروقة الاتحاد الأوروبي همساً عن إمكانية عقد قمّة أوروبية استثنائية ثانية قبل الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
مشاركة :