البريطانيون يحسمون خيارهم اليوم.. و4 سيناريوهات للحكومة المقبلة

  • 5/7/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اختتم القادة السياسيون البريطانيون حملتهم الانتخابية أمس استعدادًا ليوم الحسم الذي تحتدم فيه المنافسة بشكل غير مسبوق ويصعب التكهن بنتائجها. ومع صعوبة حصول أي من رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون ومنافسه العمالي إد ميليباند على غالبية الأصوات في الانتخابات العامة المقررة اليوم، ومع صعود أحزاب صغيرة، من المرجح أن تأتي الانتخابات بأسلوب جديد من السياسات المفككة معروف أكثر في أنحاء أخرى من أوروبا. وبينما بدا مؤكدًا أن أيًا من الحزبين الرئيسيين سيكون عاجزًا عن الفوز بغالبية مطلقة (326 مقعدًا) تمكنه من تشكيل حكومة غالبية بمفرده، فإن أربعة سيناريوهات باتت تلوح في الأفق بعد بروز «برلمان معلق» لثاني مرة على التوالي. أول هذه السيناريوهات يتمثل في حصول حزب المحافظين، على أعلى أصوات، مما يمكنه من تشكيل ائتلاف حاكم على غرار الائتلاف الذي شكله مع الليبراليين الديمقراطيين في 2010 وقادا عبره البلاد طيلة السنوات الخمس الماضية. ويبرز الحزب الليبرالي الديمقراطي وحزب «الاستقلال» المناهض للاندماج مع الاتحاد الأوروبي في مقدمة التشكيلات التي يرغب المحافظون في بناء ائتلاف حكومي معهما، نظرا لتقارب الأفكار والأجندات السياسية. لكن من الممكن أيضًا إقدام حزب المحافظين على تشكيل حكومة أقلية (بمفرده) ودخوله في مشاورات جزئية يضمن بها اقتراع الثقة في البرلمان والتصويت على القوانين في كل مرة. في المقابل، إذا تقدم حزب العمال المعارض، وهو أمر مرجح أيضًا فإن السيناريو الثالث قد يتجسد في تشكيل ائتلاف حكومي بين الحزب اليساري وأحزاب صغرى أخرى على غرار الحزب القومي الاسكوتلندي أو الحزب الليبرالي الديمقراطي. وفي الحالة المرجحة الأخرى، قد يشكل العماليون حكومة بمفردهم وينسقون مع أحزاب أصغر في اقتراع الثقة والتصويت على القوانين. ويبرز الحزب القومي الاسكوتلندي بزعامة نيكولا ستورجن في مقدمة التشكيلات التي قد ينسق معها العماليون، رغم أن ميليباند حاول النأي بنفسه عن هذا الخيار. وفي اليوم الأخير من الحملة الانتخابية، قام كل من كاميرون وميليباند اللذين يتساويان تقريبا في استطلاعات الرأي، بجولات في البلاد في مساع أخيرة لكسب الأصوات. وكتب كاميرون في صحيفة «تايمز» أمس «مستقبل بريطانيا على المحك، سيكون من المؤسف أن نرمي كل العمل الشاق في السنوات الخمس الماضية ونعود إلى المربع الأول». أما ميليباند الذي يضع نظام الخدمات الصحية الثمين لكن المحفوف بالمشاكل في قلب حملته، فقد عقد آخر مهرجان انتخابي في إنجلترا مساء أمس. وقال الزعيم العمالي لمؤيديه «هذا هو الخيار (الماثل أمامكم) في الانتخابات: إما حكومة عمال تضع الطبقة العاملة أولا أو حكومة ستقف فقط في صف القلة من ذوي الامتيازات». وبدوره، لمح نائب رئيس الوزراء نيك كليغ، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الوسطي الذي يشارك في ائتلاف مع المحافظين منذ خمس سنوات، إلى احتمال إجراء انتخابات أخرى هذا العام. أما زعيمة القوميين الاسكوتلنديين فقالت في خطابها الأخير أمام الناخبين أمس إن «إن البريطانيين سيتخذون غدا (اليوم) القرار الأكثر أهمية منذ نحو 35 عاما». يصر كل من كاميرون وميليباند على أنهما يسعيان للحصول غالبية واضحة في مجلس العموم المكون من 650 مقعدا تمكنهما من الحكم منفردين، لكن الأنظار تتوجه بازدياد إلى التحالفات الممكنة مع أحزاب أصغر. وأقر كاميرون بإمكانية عقد ائتلاف جديد أو تشكيل حكومة أقلية. وقال في مقابلة مع إذاعة «بي بي سي» إن «الناس يعرفون معي أنه في 2010 لم نحصل على غالبية، وضعت البلاد أولا، شكلت حكومة ائتلاف للمرة الأولى منذ 70 عاما لأنني أردت أن آتي بحكومة قوية ومستقرة». وترك الليبراليون الديمقراطيون الاحتمالات مفتوحة أمام دعم المحافظين أو العمال، وقال القوميون الاسكوتلنديون بأنهم لن يدعموا المحافظين، فيما يبدو من غير المرجح فوز حزب الاستقلال البريطاني المعارض للاتحاد الأوروبي بأكثر من بضعة مقاعد. والأمر الوحيد المؤكد هو أن الحزب القومي الاسكوتلندي سيحقق مكاسب كبيرة وسيفوز بغالبية المقاعد في اسكوتلندا على حساب العمال، مما سيجلب تغييرا على المشهد السياسي لبريطانيا ويزيد من احتمالات استقلال اسكوتلندا. ويبدو أن المشاورات لتشكيل حكومة ستكون معقدة. وتفجر نقاش ساخن حول الشرعية السياسية علما بأن الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من المقاعد ربما لا يكون هو الحاكم. وسيكون الاختبار الكبير الأول للحكومة الجديدة عندما يصوت البرلمان على برنامجه التشريعي بعد خطاب الملكة في 27 مايو (أيار) الحالي وهو تصويت على الثقة بحكم الأمر الواقع. يذكر أن مراكز الاقتراع ستفتح أبوابها اليوم عند الساعة السادسة صباحًا على أن تغلق عند التاسعة مساء. وستنشر نتائج استطلاعات الخروج فورا، وتبدأ النتائج الأولية بالظهور نحو منتصف الليل، فيما يتوقع صدور النتائج النهائية بعد ظهر غد الجمعة. ويدلي البريطانيون بأصواتهم في نحو 50 ألف مركز اقتراع منتشرة في كافة أنحاء بريطانيا وفي أماكن غير اعتيادية مثل الحانات ومنازل نقالة ومرائب سيارات. وتم تسليم أولى صناديق الاقتراع إلى مناطق نائية من بريطانيا مثل جزيرة راثلين قبالة السواحل الشمالية الشرقية لآيرلندا الشمالية. وفي آخر استطلاع للرأي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، حصل حزب المحافظين على 34 في المائة من الأصوات يليه العمال مع 33 في المائة وحزب الاستقلال البريطاني على 14 في المائة والليبرالي الديمقراطي على 8 في المائة فقط. غير أن تلك النسب ليست مؤشرا جيدا لنتائج الانتخابات في بريطانيا بسبب النظام الذي يحتسب النتائج فقط في الدوائر المنفردة وليس في التصويت الإجمالي.

مشاركة :