قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ أيده الله ـ لما كان وقتئذ ولياً للعهد، أثناء استقباله في مكتبه في الديوان الملكي في قصر اليمامة يوم السبت 25 شعبان 1422هـ الموافق 10 ديسمبر 2001م ، وزير التربية والتعليم ورئيس جمعية الكشافة العربية السعودية الأسبق الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ورؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر الكشفي العربي الثالث والعشرين الذي استضافته المملكة في كلمة له، أختار منها مايلي: «إنَّ الكشافة رسول خير ومحبة وسلام للعالم» ثم يقول: «..إنَّ ديننا الإسلامي يحث على الالتزام بالأخلاق الحميدة لأنه دين محبة وإخلاص ووفاء وأخلاق..» وقال أيضاً: «إنَّ للكشافة دوراً عظيماً حيث إنها ذات رسالة سامية من خلال الخدمات والجهود التي تقدمها للإنسانية جمعاء» ويقول: «إنَّ المملكة العربية السعودية كانتْ ولا تزال تهتم وتدعم المجال والحركة الكشفية في كل النواحي». ووصف الكشافة السعوديين «بأنَّهم كانوا وما زالوا خير مثال للالتزام بأخلاق الكشافة النبيلة ومثالياتها وبالشرف الكشفي». هذه رؤية واضحة أعلنها خادم الحرمين الشريفين قبل أحد عشر عاماً، وهي مقدمة أسوقها للقول إنَّه ليس غريباً.. ولا عجيباً.. أن يتحوَّل كل شبر في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة إلى ساحة عمل.. كان هذا قبل توافد حجاج بيت الله لأداء الركن الخامس للإسلام.. وليس جديداً أن نقول إنَّ ابن هذا الوطن استطاع أن ينصهر في وحدة واحدة وشعور واحد.. فمن نعم الله الكثيرة على هذا الوطن هو هذا الانصهار الذي جمع مواطنيه بجميع أطيافهم وهم يدينون بكل هذا الولاء للدين ثم المليك والوطن من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه ..وهذا الولاء هو الذي وقف ويقف خلف صلابة هذا الوطن وتماسكه.. ويربط الجميع بشعور واحد، مثَّلَته أخيراً عاطفة كشافة المملكة العربية السعودية بخدمتها ضيوف الرحمن التي تنافستْ تنافساً شريفاً وسابقتْ سِباقاً مشروعاً شأنها شأن كافة الأجهزة العاملة في مجالات خدمة ضيوف الرحمن التي يعتبرونها واجباً مقدساً خصنا الله سبحانه وتعالى ـ ونحن له بإذن الله تعالى حافظون ومقدرون ومنفذون ـ في بذل أقصى الجهود ووضع الخطط التطويرية الطموحة ليتموا مناسكهم في جوٍّ روحاني مفعم بالإيمان ويتموا فرحتهم بالركن الخامس للإسلام . قصة الكشافة السعودية في الحج تستحسن الألسنة ترديد فصولها وإعادة «السيناريو» الجميل قصة 52 عاماً من التشرف بخدمة ضيوف الرحمن. لقد رسمت الكشافة السعودية في حج هذا العام 1434هـ من خلال معسكرات الخدمة العامة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي المنافذ البرية والجوية، ومدن الحجاج، صوراً مضيئة من المواطنة النابهة المتحركة في كل اتجاه.. المتوثبة في كل خطوة والتفاتة.. أنْ يجعل لكل من وقف وراء عمل ـ مهما كان حجمه ـ دوراً يؤديه بانضباط، يسير مع عقرب الساعة والدقائق؛ ليكون كل شيء مهيأً كما ينبغي بل أفضل مما يتطلع إليه ويتصوره أيّ ضيف للرحمن حلَّ بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة. وكما تنتشر النجوم في صفحة السماء، انتشر 4500 كشاف في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فطبقوا مشروعهم الإبداعي الإرشاد المتجول، وساعدوا في إدارة الحشود، وتعاونوا مع موظفي أمانة العاصمة المقدسة في مهام شملت منع البائعين المتجولين غير النظاميين من الافتراش في الساحات والطرق العامة، ومنع الحجاج من الحلاقة حول الساحات المحيطة بجسر الجمرات وتنفيذ الأنظمة عموماً، وعملوا على إرشاد الحجاج المرضى المتحسنين وإيصالهم إلى مقار مؤسساتهم وسكنهم بعد تماثلهم للشفاء، ومراقبتهم المواد الغذائية المعروضة للبيع والتأكد من تاريخ صلاحيتها ومصادرة التالف منها بالتعاون مع وزارة التجارة، إلى جانب مراقبة الأسعار والمساعدة في مشروع الإفادة من لحوم الأضاحي، بالإضافة إلى تنظيم حضور المحاضرات، إلى جانب المساعدة في توزيع الكتب والأشرطة الإسلامية وتنظيم المستفيدين الذين يسألون عن بعض أحكام الحج في الدخول على أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ، زيادة على ذلك ابتسامتهم المشرقة التي دائماً وأبداً ترافقهم أثناء ذلك. كشافتنا السعودية، نتاج النظرة الثاقبة لدعم حكومتنا الرشيدة ـ أدامها الله ـ بمتابعة من وزير التربية والتعليم رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود، التي تطورت خدماتها واتسعت وتحرص على أنْ تقدم للعالم الصورة الحضارية عن بلادي، وهي تنطلق من هنا.. من أرض وطني (المملكة العربية السعودية) «..فبُورك قائد هذا الوطن ورمزه خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو النائب الثاني. وبورك الكشافة الذين حولوا أرض المشاعر المقدسة إلى بساط إنساني نبيل تتعانق فوقه أعمالهم كل فجر من أيام الحج. «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».
مشاركة :