واشنطن - قال مسؤولان كبيران بالإدارة الأميركية إن البيت الأبيض يحذر شركات الشحن الصينية من إغلاق أجهزة التتبع الخاصة بسفنها لإخفاء شحنات نفط إيرانية بما يمثل انتهاكا للعقوبات الأميركية. وقال أحد المسؤولين لرويترز مشترطا عدم نشر اسمه "نبعث بالكثير من الرسائل لشركات الشحن، لا تريدون فعل هذا، الأمر لا يستحق... إنه سلوك خطير للغاية وغير مسؤول". والصين هي أكبر دولة لا تزال تشتري النفط الإيراني بعدما أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض العقوبات على الخام الذي يعد سلعة التصدير الإيرانية الرئيسية. وشدد ترامب العقوبات في مايو/أيار في مسعى لخفض مبيعات النفط الإيرانية إلى الصفر. كانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات في 25 سبتمبر/أيلول على خمسة صينيين ووحدتين تابعتين لشركة "كوسكو" الصينية للملاحة البحرية قائلة إنها شحنت خاما إيرانيا بما يعد انتهاكا للعقوبات. وقالت الإدارة أمس الثلاثاء، إنها تأكدت على نحو مستقل من أن "كوسكو" تغلق نظام التعريف الآلي على متن سفنها. وقالت شركة "كوسكو" لناقلات الشحن "داليان" في بيان بالبريد الإلكتروني إن سفنها لم تغلق أجهزة نظام التعريف الآلي ولم تتوقف عن إرسال الإشارات عبر هذا النظام. وأضافت "ستظل كوسكو لناقلات الشحن "داليان" ملتزمة بالقوانين والقواعد المعمول بها في تنفيذ أنشطة عملياتها". وتوقفت شركات صينية كبرى عن شراء النفط الإيراني منها الشركات الحكومية في السابق رغم أن بكين تواصل تأكيدها الالتزام بالاتفاق النووي وتعلن بطريقة دبلوماسية على الأقل معارضتها للعقوبات الأميركية المفوضة على إيران. كما انسحبت شركة البترول الوطنية الصينية (سي.أن.بي.سي) مؤخرا من مشروع تطوير المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي، المشترك بين قطر وطهران. ويرى مراقبون إن الصين تحاول من خلال تخليها عن النفط الإيراني انجاح محادثاتها التجارية الجارية حاليا مع الولايات المتحدة، ليكون ذلك بمثابة رسالة لتهدئة الحرب التجارية بين البلدين. لكن بعض الشركات الصينية لاتزال تحاول الالتفاف على العقوبات الأميركية لشراء النفط الإيراني، حيث كشفت وكالة بلومبرغ للأنباء في وقت سابق أنه تم تفريغ نحو 910 آلاف طن من النفط الخام في الموانئ الصينية، في سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك من خلال استخدام طريقة نقل النفط من سفينة إلى أخرى في بحر الصين الجنوبي، وبالتالي فقد ارتفعت واردات الصين النفطية في سبتمبر/أيلول الماضي، ثلاثة أضعاف، مقارنة بشهر أغسطس /آب الماضي. وكانت سفن النفط الإيرانية أول من تحايل على العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب في نوفمبر الماضي على النظام الإيراني، حيث بدأت أواخر أكتوبر الماضي في إطفاء أجهزة الإرسال على متنها لتجنب أنظمة الرقابة الدولية في سابقة من نوعها منذ بدأت خدمة "تانكر تراكرز.كوم" (أو متعقّبو الناقلات) العمل في 2016. وتستخدم بعض السفن الصينية حاليا نفس الحيل لتعويض انخفاض واردات بكين النفطية من إيران وفنزويلا بوصفها أكبر مستورد للنفط في العالم، بعد فرض عقوبات أميركية على البلدين. لكن لم يتضح بعد ماذا يمكن أن تفعله إدارة ترامب لمنع الناقلات من إغلاق أجهزة التتبع، خصوصا مع تراجع رسوم استخدامها في العالم لأول مرة منذ أواخر الشهر الماضي. واليوم الأربعاء، قالت اليوم وكالة بلومبرغ للأنباء إن الرسم البياني لرسوم نقل النفط الخام عبر الناقلات ارتفع بشدة خلال تعاملات يوم الاثنين الماضي ليصل إلى مستويات قياسية بالنسبة لبعض الطرق، وذلك في ظل تراجع المشتريات الفورية لمصافي النفط من النفط الخام والتفكير في الشراء من أماكن قريبة بسبب ارتفاع تكاليف النقل. وأضافت بلومبرغ أن هذا الارتفاع القياسي في الرسوم أدى إلى تراجع هامش أرباح مصافي التكرير وأجبر أكبر شركة تكرير نفط في الصين على التفكير في تقليص نشاطها، وكذلك شركة "إنديان أويل كورب" الهندية على تقليص مشترياتها من سوق التعاقدات الفورية. وقد انخفض رسم استخدام ناقلات النفط العملاقة بين الخليج العربي والصين أمس بنسبة 28 بالمئة عن مستواه يوم الاثنين الماضي بحسب أسعار مؤشرات بورصة البلطيق للأوراق المالية "بولتيك إكستشينج" . كما تراجع الرسم بالنسبة لنقل النفط من غرب أفريقيا إلى الصين بمقدار دولارين للبرميل بعد أن كان قد وصل يوم الاثنين الماضي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق مسجلا 8.02 دولار للبرميل، وهو أول تراجع للرسوم منذ 25 أيلول/سبتمبر الماضي.
مشاركة :