د. أبو ملحة: لا أحب التسلّل.. وأعمل للإعلام الرياضي 1000 حساب

  • 10/17/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها. تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية. يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن. «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر زاوية «الخط الأبيض» التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفنا اليوم أستاذ الأدب الحديث بجامعة الملك خالد الدكتور محمد أبو ملحة. *هل هناك ثمة تشابه بين الثقافة والرياضة؟ لا شك أن ثمة تشابهاً بين الثقافة والرياضة؛ فالرياضة تمظهر ثقافي بارز، والرياضات شكل من أشكال التعبير الثقافي.ماذا ينقص الأندية الأدبية لتكون أكثر تألقاً وجاذبية؟ الأندية الأدبية لا ينقصها الدعم المادي ولا ينقصها دعم المسؤولين، ولكنّ بعضها يفتقد للمثقف الواعي والأديب المتجرّد الذي يترفّع عن التجاذبات البائسة والمصالح الشخصية. هل تؤيد إقامة مسابقات للرواية من قبل الأندية الرياضية تفعيلاً للمجال الثقافي؟ لا شك أن المجال الثقافي من المجالات الهامة في الأندية الرياضية، وإقامة تلك الأندية مسابقات في الرواية سيعزّز الوجه الثقافي لتلك الأندية، ولكن من المهمّ عدم التساهل في المعايير الأدبية والفنية لتلك المسابقات، حتى تكون إضافة حقيقية للمشهد الثقافي. لماذا غابت المكتبات ودورها الثقافي بالأندية عما كانت عليه في السابق؟ ربما تراجع الاهتمام بالجانب الثقافي في بعض تلك المؤسسات مما قلّص العناية بالمكتبات، ووجود الكتاب في الفضاءات والمنشآت الرياضية مهمّ لأنه يوسّع آفاق روّاد تلك المنشآت ممّا يعزّز من عطائهم بشتى المجالات.التعصب في التشجيع هل يمكن أن نسميه تطرفاً فكرياً رياضياً؟ ولماذا؟ لا شك أن التعصّب الرياضي من الإشكالات التي تشوّه وجه الرياضة، وربما كان لهذا التعصب أسباب نفسية وحمولات تاريخية ووقود إعلامي، ويستدعي ذلك وعيًا جماهيريًّا لمكافحته، ونقله من اللا وعي إلى الوعي للحوار حوله بشفافية واقتراح حلول عملية للحدّ منه. هل ترى بأن هناك ثمة علاقة تجمع الرياضة بالثقافة حالياً؟ المقارنة بين مبدعي الرياضة ومبدعي المجالات الأخرى موضوع جديرٌ بالتأمل، ويمكن القول إن الأمر يتعلق بالإعلام والمزاج المجتمعي، ولكن يمكن القول أيضًا إن الاحتفاء بالمبدع الرياضي أفقي بينما المبدع في المجالات الأخرى يحظى باحتفاء عمودي أضيق مساحة لكنه أكثر عمقًا وأبقى زمنًا، ولو شئت فقارن بين نجيب محفوظ مثلا وأي مبدع في مجال رياضي من مُجايِلي محفوظ.وهل ترى بأن الرياضة ثقافة وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ الرياضة شكل من أشكال الثقافة المجتمعية، ومن المهم تشجيع الوعي الرياضي لأن الرياضة لغة عالمية مشتركة تقرّب بين الشعوب والثقافات المختلفة أو هكذا يجب أن تكون. الشهرة عالم، كيف يمكن أن تكون شهرة لاعبي الكرة طريقاً لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟ للمشاهير في هذه الفترة تأثير كبير في سلوك النشء؛ ومن ثمّ فإن عليهم مسؤولية كبيرة لتعزيز القيم الإيجابية والترفع عن الممارسات الخاطئة.    كيف صارت لغة المال والاحتراف طاغية على الإبداع والإخلاص عند اللاعبين السعوديين؟ - يفترض أن يكون الاحتراف والدعم يعزّزان إبداع اللاعب وهذا ما نراه عالميًّا، ولكن ربما لم ينطبق ذلك على بعض اللاعبين الذين لا يقدمون عطاء أو انضباطا يكافئ حجم الدعم ويليق بمفهوم الاحتراف. بين مرتبات اللاعبين والأكاديميين من يغلب من؟  أتوقع أن إجابة السؤال عن الموازنة بين مرتبات اللاعبين والأكاديميين بحاجة إلى الاستقراء والأخذ في الاعتبار النسبة والتناسب وعدد سنوات الخدمة إلى غير ذلك من الاعتبارات، كما أن الجانب المادي ليس الحافز الوحيد. الواسطة "لا تصنع النجوم" هل ترى في الوسط الرياضي نجوماً صنعتها الواسطة؟ ربما تمنح الواسطة لاعبًا فرصة أكبر من غيره لكن لا يمكنها أن تصنع نجمًا، لأنه لا يمكن أن يبرز إلا من كان يمتلك الموهبة والمهارة. يُقال إن حرية الكتابة في المجال الرياضي أكبر منها في الشؤون الأخرى، إلى أي مدى تقنعك هذه المقولة؟ - ربما كان التنافس بين الأندية وإعلامها يمنح هامشًا أكبر للكتابة، لكن أقول إن الكاتب المخلص في أي مجال يمكن أن يجد اللغة المناسبة لإيصال فكرته ورسالته. بعد إقرار وفاعلية الرياضة النسائية، ماذا ينقصها لتكون أكثر تألقاً؟ لتكون الرياضة النسائية ناجحة يفترض أن تكون متناسقة مع قيم المجتمع ومنسجمة مع ثوابته.بين القمر والشمس هل هناك ثمة مكان لميولك؟ ميولي الرياضية الثابتة لا للشمس ولا للقمر، بل لتلك الراية الخضراء راية منتخبنا الوطني. لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ لكل رياضي مخلص لوطنه، يحترم مجتمعه، ويتحلى بالأخلاق الرياضية الرفيعة. *هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة "تسلل" بلغة كرة القدم؟ لا أحب التسلّل بل أحب التقدّم من العمق. ما  المساحة الحقيقية للرياضة في حياتك؟ - للرياضة مساحة معتبرة في حياتي فأنا أحب ممارسة الرياضة بشكل شبه يومي، كما أنني أشاهد بعض المباريات التي أتوقع فيها حماسًا ومتعة. الأنديــة الأدبية تفتقد المثقـف الواعـــي.. والرياضة النسائيـة لـــن تنجــــح إلا بالقيــــــم متى كانت آخر زيارة لك للملاعب السعودية؟ زرت بعض الملاعب العالمية مؤخرًا، وأما الملاعب المحلية فلعل آخر زيارة لها كانت قبل بضعة عشر عامًا، لكن ربما في المستقبل القريب.لأي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟ بين أبنائي في المنزل يُجمِع الكل على تشجيع منتخبنا الوطني أكثر من أي نادٍ. البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ في وجه كل من يحرّض على التعصب الرياضي بممارساته أو أقواله أو كتاباته. ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ لكل لاعب يقدّم لناديه من العطاء أكثر ممّا يقدم لمنتخبنا الوطني. إن قيض لك اقتحام المجال الرياضي ما الأمر الذي تحسب له ألف حساب؟ - أحسب 1000 حساب للإعلام الرياضي. الدعم الحكومي الكبير للأندية خصوصا بالموسمين الاخيرين ماذا ينقصه إعلامياً؟ على المستوى الإعلامي يفترض أن يدرك الإعلاميون مسؤوليتهم في مواكبة هذا الدعم السخي من خلال الارتقاء بالبرامج الرياضية والتغطيات الإعلامية، والنقد الهادف للممارسات غير الملائمة من قبَل الأندية أو الأفراد.المساحة لك لتوجه روشتة لكافة اللاعبين وكذلك الرياضيين؟ للاعبين أقول: "تحلّوا بالأخلاق الفاضلة كما عوّدتمونا وكونوا منضبطين على المستوى الاحترافي، وتذكروا دوما أن الأولوية لتمثيل القميص الأخضر الوطني". أكد على أنه وأولاده يجمعون على تشجيع "الأخضر" أكثر من أي ناد ٍ (تصوير/ حساب المنتخب السعودي على "تويتر") الجمهور السعودي هو الأكثر تأثيراً في العالم العربي

مشاركة :