حديث من وحي اللقاء مع جلالة الملك

  • 10/17/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حين دخلت مجلس العزاء وكان جميع الحاضرين يتذكرون مناقب المتوفى رحمه الله، وكم كان شهمًا ويحب الخير للجميع, وكان الحديث عن مدى إخلاصه وحبه لوطنه ولأمته، وكان الحضور يتذكرون تلك المواقف التي جمعتهم به، عندما تفاجأ الجميع بدخول جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظة الله إلى مجلس العزاء، عندها نظرت إلى جلالة الملك وقلت في نفسي أي شمائل طيبة حملتك يا جلالة الملك لكي تخفف عن أهل المتوفى مصابهم، وأي قائد عظيم يتفقد رعيته ويتفقد أحوالهم ويزورهم في مجالسهم كما تفعل أنت! أيها الأب الحاني والملك المتواضع. وقد أحببت أن أتشرف بتحية جلالة الملك وان أبادر بالسلام عليه، فاندفعت نحو جلالته لأتقدم الصفوف للسلام على جلالته، ولقد كانت لحظة فارقة في حياتي بأكملها، فلطالما كنت من المعجبين بشخصية جلالة الملك وبحكمته وذكائه، وكم أعربت عن ذلك في العديد من المقالات والقصائد وكم تمنيت أن أتشرف بلقائه وأن أكون في حضرته حتى جاءت تلك اللحظة! قال لي وقد وضعت يدي بيده للسلام عليه «شلونك.. طيّب؟» فأجبته: حفظك الله وأيّدك ونصرك وبارك في عمرك. وبعدما انتهى الحاضرون من السلام على جلالته، جلسنا جميعنا في حضرة جلالة الملك نتبادل أطراف الحديث فقد كان يسأل عن أحوال كل واحد منا في مشهد استثنائي يعبر عن عمق نبل وشهامة وتواضع وعظمة جلالته. وقد راح يحدثنا ونحن نستمع إليه بكل حرص وانتباه لكي ننهل من حكمة جلالته ونستلهم من تجاربه وبعد نظره الشيء الكثير فكل كلمة كان ينطق بها جلالة الملك كانت مصدر إلهام لنا وحديث جلالته نبراس ينير لنا الطريق. وكعادته مع شعبه أخذ يطيب بخاطر أبناء المتوفى ويواسيهم ليزيل عنهم الحزن فجلالة الملك هو أب كل البحرينيين حفظه الله وأطال في عمره. إن أروع لقاء هو لقاء الراعي برعيته عندما يتفقد أحوالهم ويشاركهم في مجالسهم، وهذا هو دأبُ الزعماء المحبوبين، وهكذا أنت يا جلالة الملك. فالحب والمحبة من الوشائج والصلات الهامة التي تلعب دورًا في نجاح الحكم السياسي. كما أن وجود علاقة يسودها الحب والوئام بين الحاكم والمحكوم يجعل الناس تتقبل توجيهات الحاكم انطلاقا من نبع الحب الذي يكنه الشعب له وليس بسلطة القانون والتشريعات. فالحب يدخل في تركيبة العلاقة بين جلالة الملك وشعب البحرين الأصيل. فالشعب يحب أن يرى جلالة الملك وينتظر سماع صوته وأحاديثه وخطاباته وجلالته عادة يغمر أحاديثه بمحبة لا ترى فيها أبعاد السلطة بقدر ما ترى فيها توجيهات حكيمة من زعيم حكيم يحبه الجميع. إن شعب البحرين يحب في جلالة الملك عطفه الأبوي الذي يحن به على شعبه بقدر ما يحب فيه أيضًا القوة والعزم والشموخ الوطني، فالناس تحب من يصنع لها الأمان ويقدم لها الاطمئنان ويحميها من الخطر ويجنبها الفوضى. فقلوب البحرينيين يملؤها الحب والولاء والإخلاص لجلالة الملك، الذي يعيش في قلوب البحرينيين الذين يكنون له تقديرا وحبا لا يشوبه زيف ولا يخالطه رياء، مثلما هم يعيشون في قلب جلالته ووجدانه ويشغله دوما التفكير في سبل إسعادهم. صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أيده الله ورعاه، إنّ اللسان ليعجز أن يعبر عن الشكر والوفاء لذاتكم الملكية الرفيعة فلا توجد كلمات قد تسعفني للتعبير عمّا يخالج خاطري من الحب والولاء لمقامكم السامي، فما تقدموه لأبناء هذا الوطن من سابغ العطايا قد تجاوز كل ما توقعه المراقبون، وكرمكم يا مولاي لا يحصى ولا يعد. فيا درّة في جبين الوطن، ويا تاجًا فوق رؤوس البحرينيين جميعًا لا يخفى على أحد من أبناء هذا الوطن المعطاء ما تسعون به جاهدين من أجل رفعة وتقدم البحرين ورفاهية البحرينيين. فالإصلاح والتطوير هو شغل جلالة الملك الشاغل حتى وضع مملكة البحرين في مصاف الدول المتقدمة وأصبحت المملكة مضربًا للأمثال على صعيد الإنجازات الحضارية في كافة الميادين. فبحكمتكم وفطنتكم يا جلالة الملك وقفت البحرين في وجه التحديات وتابعت مسيرة الخير والبناء. فالناظر إلى حجم الإنجازات المتتالية التي تحققها مملكة البحرين يقف إجلالاً أمام عظم العزيمة والإصرار الذي يمتلكه جلالة الملك من أجل صنع تاريخ حافل ومشرق يكتب بماء الذهب، فغدت البحرين دولة عظمى في سجاياها وإنجازاتها. فرغم صغر مساحتها الجغرافية استطاعت أن تحصل على مرتبة متقدمة في مصاف دول العالم في كثير من المجالات. فمنذ تولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في البلاد وسحائب العز والازدهار تنهمر على المملكة مما جعل من البحرين رقمًا صعبًا في سلم التقدم والرقي. وإني لأسأل الله العلي القدير أن يوفق مليكنا وولي أمرنا جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى كل خير، وأن يحفظه ويبارك له في عمره وأن يمده بالقوة والعزم والصحة والعافية، وأن ينصره على أعدائه.. آمين. لما التقيت جلالة الملك المفدى أبصرت حبا في العيون عميقا ولمست في كف المليك رحابة جمعت قلوب الشعب لا تفريقا وعلي أقبل بالسؤال مبادرا وبنبرة الملك الوقور رفيقا فتراه يسأل عن مشاعر شعبه حبا وعطفا.. حاكما وصديقا والله لو أبصرت قوة عزمه لرأيت سيفا مصلتا وبريقا يحمي به الرحمن أوطان الهدى ويسوس فينا الحق والتوفيقا ويذود عن بحريننا بجسارة فلكم تمزق خصمه تمزيقا ملك، سليل الملك، مفخرة الورى جعل الكتاب سبيله وطريقا كرم إذا ما قلت جاوز حاتما صدق الحديث مؤيدا وحقيقا فهم الخليفة في العلا أنسابهم نسب الملوك أصالة وعريقا ‭{‬ أكاديمي متخصص في العلوم الشرعية وتنمية الموارد البشرية Dr.MohamedFaris@yahoo.com

مشاركة :