فيما احتدمت المعارك في مدينة رأس العين السورية الحدودية، أمس (الأربعاء)، بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية، والقوات الكردية، تشهد منطقة شمال شرقي سوريا انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان من قبل الجيش التركي والفصائل المسلحة الموالية له بما فيها نزوح مئات الآلاف ومجازر عرقية وأعمال إعدام واغتصاب وتعذيب تصل إلى “جرائم حرب”. وطبقاً لـ”سكاي نيوز” فإن حرب شوارع حقيقية تدور في رأس العين، إذ يمكن سماع صوت النار داخل الأراضي السورية، بينما أظهرت لقطات الفيديو تصاعد أعمدة الدخان في المدينة جراء القصف التركي على مركز المدينة وأطرافها في اشتباكات تعد الأعنف منذ بدء العملية العسكرية التركية شمال شرقي سوريا منذ أسبوع. وقالت الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا التي يقودها الأكراد، إن ما يقرب من 200 ألف نزحوا بسببه العدوان التركي، فيما قدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عدد النازحين بأكثر من 100 ألف من مدينتي تل أبيض ورأس العين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العدوان العسكري التركي على شمال شرق سوريا تسبب في مقتل 71 مدنيًا منذ انطلاقها الأربعاء الماضي حتى أمس، موضحاً أن من بين القتلى المدنيين 21 طفلاً، وأن العدوان أسفر أيضا عن مقتل 177 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) جراء القصف الجوي والبري والاشتباكات، إلى جانب مقتل 161 من المسلحين الموالين لتركيا، وتسبب في نزوح 300 ألف شخص من المناطق القريبة من الحدود إلى عمق المنطقة. وفي محيط جرابلس ومنبج، سمع دوي انفجارات في أطرق المنطقين، وانتشر الجيش السوري في المنطقة في إطار اتفاق مع الإدارة الذاتية الكردية للتصدي للغزو التركي، إذ سيطر الجيش السوري، أمس، على قاعدة عسكرية في شمالي سوريا كانت تتمركز فيها قوات أمريكية وأخلتها. ودخلت روسيا على خطة المواجهة في المنطقة، وقالت على لسان موفدها الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، إن موسكو لن تسمح بحدوث مواجهة بين الطرفين، مشيراً إلى مفاوضات جارية لتجنب النزاع بينما. وقال الكرملين أمس إن العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا يجب ألا تضر بالعملية السياسية في سوريا، مؤكداً أن الغزو التركي سمح لعناصر “داعش” بالانتشار في كل أنحاء العالم. في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الأربعاء، فرار 9 فرنسيات من مخيم خاضع لسيطرة الأكراد في سوريا، مؤكداً أن المخيمات التي تأوي معتقلي “داعش” بشمال شرقي سوريا ليست مهددة “في الوقت الراهن”. وفي داخل تركيا، شنت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان حملة اعتقالات بحق أشخاص يشتبه بدعمهم لحزب العمال الكردستاني والوحدات الكردية، وفقاً لصحيفة “حرييت”، التي بينت أن النيابة العامة أصدرت قراراً باعتقال 14 شخصاً في أنقرة، للاشتباه بدعمهم للوحدات الكردية، لافتة إلى أنه جرى اعتقال 11 شخصا منهم حتى اللحظة. فيما وجهت الإدارة الأمريكية ضربة قاصمة للاقتصاد التركي عبر إعادة قضية بنك “خلق” التركي إلى الواجهة، إذ أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنّها وجّهت إلى بنك “خلق”، تهمة الالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، علماً أنّ أحد مسؤولي هذا المصرف العمومي التركي أدين في نيويورك في 2018 بهذه التهمة.
مشاركة :