يستعرض وزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي وصل الى الرياض ليل أمس، مع كبار المسؤولين رؤية الادارة الأميركية للموقف في منطقة الخليج ولما يمكن أن يحدث في ظل أي اتفاق بين الدول الكبرى وايران في شأن البرنامج النووي، اضافة الى الموقف في اليمن ومجالات الاعلان عن هدنة تسمح بتقديم المساعدات للسكان ومعالجة الجرحى. وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن مصادر أميركية قولها أن الرئيس باراك أوباما «سيجدد المساعي مع دول مجلس التعاون الخليجي لتطوير نظام دفاع صاروخي متكامل للخليج». وكان الاجتماع الخليجي - الاميركي في أيلول (سبتمبر) الماضي شدد على ضرورة تعزيز التنسيق الأمني بين الجانبين خصوصاً في مجال الدفاع الصاروخي البالستي، والاستمرار في تحقيق التقدم في تطوير نظام دفاعي صاروخي متكامل لمنطقة الخليج. (للمزيد) وتأتي التصريحات الأميركية وسط تهديدات عدة في ظل سباق تسلح تقوده دول في المنطقة وقبيل أسبوع من قمةٍ أميركية - خليجية تبدأ في واشنطن وتنتهي في كامب ديفيد للبحث في أمن الخليج والمنطقة برمتها. وكان كيري أعرب أمس عن قلق واشنطن حيال الوضع الإنساني المزري في اليمن وقال انه سيناقش مع المسؤولين السعوديين وقفاً محتملاً للقتال. وأبلغ الوزير مؤتمراً صحافياً أن «الوضع يصبح أكثر سوءاً بمرور الأيام ونحن قلقون حيال ذلك وحضينا كل الأطراف على التزام القانون الإنساني لاتخاذ كل اجراء وقائي لإبقاء المدنيين بعيداً عن خط النار». وتعهد كيري بتقديم 68 مليون دولارمساعدات للمنظمات الانسانية العاملة في اليمن. وقالت الأمم المتحدة في بيان إن نحو 20 مليون شخص أي ما يمثل 80 في المئة من السكان يعانون من الجوع. وقال كيري «سنناقش طبيعة الهدنة وكيفية تطبيقها، انا مقتنع برغبتهم في تنفيذ الهدنة». واضاف أنه ناقش الفكرة مع دول أخرى أشارت إلى أن الحوثيين «ربما يكونون راغبين أيضا في وقف موقت للقتال». وانهت واشنطن مهمة حماية السفن التي ترفع العلم الاميركي في منطقة الخليج بعدما اعلنت مرضية افخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية أمس ان افراد طاقم سفينة الشحن «مايرسك تيغريس» التي اعترضتها البحرية الايرانية الاسبوع الماضي ونقلوا بعدها الى مرفأ بجنوب البلاد باتوا «احرارا». وفي نيويورك شدد السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي على رفض أي دور لإيران في التوصل الى حل سياسي للأزمة اليمنية. وقال لـ»الحياة» إن إيران «ليست عضواً في مجلس التعاون الخليجي ولا هي دولة مجاورة لليمن ولا عضو في جامعة الدول العربية، ولا علاقة لها بالشأن اليمني». وأضاف «إن كانت إيران تتدخل في اليمن عبر مساعدة الحوثيين ضد الشرعية القانونية اليمنية والدولية فهذا يعد تدخلاً غير مشروع وغير مقبول». وعن إمكانية أن يجري المبعوث الأممي الجديد الى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد مشاورات مع إيران في إطار مهمته الجديدة قال المعلمي إن لولد شيخ أحمد «الحق في أن يتحدث الى من يشاء ونحن لا رقابة لنا على من يتحدث معهم لكن إيران لا علاقة لها في الشأن اليمني». ومن المقرر أن يصل ولد شيخ أحمد اليوم الى الرياض في بداية جولة خليجية هي الأولى له منذ تسلمه منصبه. وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن إن «لإيران دوراً تؤديه في الحل السياسي في اليمن» معتبراً أن مهمة ولد شيخ أحمد «هي استمرار لمهمة سلفه جمال بنعمر، لكنه سيعمل على مسارين أساسيين وهما معالجة الوضع الإنساني في اليمن وإعادة إطلاق المسار السياسي، وهو سيكون على اتصال يومي بالأطراف المعنيين».
مشاركة :