أعلن الجيش السوداني أمس، أن «مضاداته الأرضية تصدّت لـ «جسم ضوئي متحرك»، حلّق قرب قاعدة عسكرية غرب مدينة أم درمان، ثاني كبرى مدن العاصمة الخرطوم، نافياً أن يكون هناك عدوان خارجي أو حصول اشتباكات. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الصومالي خالد سعد، إن قوات الدفاع الجوي اشتبهت بوجود جسم متحرك «صاروخ، أو طائرة»، وتصدّت له المضادات الأرضية. وأضاف أن «قيادة الدفاع الجوي هرعت إلى المكان ﻻستجلاء اﻷمر، ولم يتّضح وجود أي اعتداء داخلي أو خارجي». ونفى سعد الإشاعات التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي السودانية، والتي تحدثت عن «محاولة انقلاب أو اشتباكات أو هجوم خارجي». ورأى أن تصدّي المضادات «يؤكد يقظة القوات المسلّحة واستعدادها لإسقاط أي هدف معاد». وذكرت مصادر عسكرية، أنه مساء أمس الأول، ظهرت أهداف على رادارات الدفاع الجوي في القاعدة العسكرية، وأطلقت الدفاعات الجوية صاروخين على الأجسام المتحركة وأسقطتها، وأجرت طائرات من دون طيار طلعات استكشافية في المنطقة، مؤكدةً عدم وقوع أي إصابات في الأرواح أو الممتلكات. وقال مواطنون من أحياء غرب أم درمان المجاورة للمنطقة العسكرية، إنهم سمعوا انفجارين هائلين توقعوا أن يكون سببهما هجمات صاروخية، ما أثار هلعاً في المنطقة. وسبق أن عاش السودانيون في منطقة الخرطوم أجواءً مماثلة، عندما هاجمت 4 طائرات إسرائيلية مصنع اليرموك لتصنيع الأسلحة في جنوب العاصمة في تشرين الأول (أكتوبر) 2012، واتهمت الخرطوم إسرائيل بشنّ غارة جوية في حزيران (يونيو) 2011، استهدفت سيارة في «بورتسودان» شرقي البلاد، أدت إلى سقوط قتيلين. إلى ذلك، زار وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم حسين، أمس، كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان المضطربة. وأعلنت القوات الحكومية أنها دمرت 4 قواعد للمتمردين حول المدينة، وحررت 65 مواطناً من قبضتهم في منطقتي شات الدمام وشات أم زراق. وتوقعت حكومة الولاية تحرير أعداد كبيرة من المواطنين في الأيام القليلة المقبلة. وذكرت القوات الحكومية أنها شنّت حملة لتطهير منطقتي شات الدمام وشات أم زراق، وحررت عشرات المواطنين من المتمردين وأعادتهم إلى عاصمة الولاية كادوقلي. وقال محافظ محلية البرام جابر إبراهيم، إن المواطنين الذين حررتهم القوات الحكومية، كانوا يعانون من أوضاع إنسانية قاسية، بخاصة وأن غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ. من جهة أخرى، كشف قياديان من متمردي «حركة العدل والمساواة»، برئاسة جبريل ابراهيم، عن تولّي شركات أمنية وخبراء أجانب، تدريب قوات الحركة، ووضع خطط قتالية لمساعدتها على إطاحة النظام في الخرطوم واستلام السلطة. كما وضعوا مخططاً تخريبياً يستهدف حقول النفط وبعض المطارات واغتيال شخصيات عسكرية وسياسية. وقال حسن محمد عبدالله، نائب مسؤول الإعمار، ومحمد آدم عليان مسؤول التدريب في الحركة، خلال مؤتمر صحافي عقداه في الخرطوم أمس، عقب هروبهما من صفوف الحركة التي تقاتلها الحكومة السودانية في دارفور، إن «حركة العدل والمساواة» استعانت بـ40 ضابطاً من بريطانيا وجنوب أفريقيا وأستراليا وإسرائيل بقيادة جنرال يُدعى «رودلف»، لتدريب جنود الحركة وتأهيلهم للقتال. وأضاف عبدالله أن الخبراء تولوا تصميم مواقع إلكترونية للحركة، وإصدار وثائق، ووضع مخطط تخريبي يستهدف تفجير حقول النفط والمطارات. وكشف عن إرسال تلك الدول 35 طائرة من طراز أنطنوف، محمّلة بالذخائر وقطع الغيار والعتاد لمساعدة قوات رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، في حربه ضد نائبه السابق رياك مشار. في جنوب السودان، تصاعدت المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين أمس، حيث أعلنت حركة التمرد بزعامة رياك مشار مقتل 125 جندياً حكومياً وإصابة 91 آخرين في معارك في ولايتي الوحدة وأعالي النيل النفطيتين. وقال ناطق باسم حركة التمرد، ديسكون جاتلواك إن قواتهم أحكمت سيطرتها على فارينق في منطقة لالوب القريبة من حقول النفط في ولاية الوحدة وام دويس شمال الرنك في ولاية اعالي النيل وصدت هجوماً للقوات الحكومية على منطقة تيبون، مشيراً إلى أنهم يستعدون لمهاجمة مناطق ماينديت واللير عبر ولاية البحيرات. وذكر أن القوات الحكومية تراجعت عن مناطق عدة في ولاية أعالي النيل تحت ضغط المتمردين وتكبدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، متوعداً بهجوم واسع للسيطرة على مناطق بوم وعطار وكلاداك وكاندال وخور فلوس ودوليب واوبيل وتونجا. وأضاف جاتلواك أن المتمردين سينتشرون خلال يومين في بلوط وغناديل عقب انسحاب القوات الحكومية منها الى مناطق اكوكا ومالويث. وكشف أن مؤتمر حركتهم الأخير في منطقة فاجاك القريبة من الحدود الأثيوبية، أقر خطة عسكرية وأخرى سياسية لتحقيق السلام. إلى ذلك، أعلن زعيم حزب «الحركة الشعبية للتغيير الديموقراطي» المعارض لام أكول، رفع الإقامة الجبرية التي فُرِضت عليه من قبل السلطات في جوبا لمدة أسبوع، حيث حاصرت مقر اقامته وأغلقت الطريق المؤدية إليه. ولم يستبعد أكول أن تكون الانتقادات التي وجهها للحكومة بسبب الطريقة التي تدار بها الدولة، وعدم دستورية تمديد ولاية الرئيس سلفاكير ميارديت، وحديثه عن غياب الحريات، وراء فرض الإقامة الجبرية عليه. وحذر أكول من «محاولات تحويل البلاد من دولة ديموقراطية إلى دولة ديكتاتورية»، موضحاً أن «الحكومة أصبحت معزولة دولياً في ظل تدهور الوضع الاقتصادي».
مشاركة :