من المتوقع أن يجدد الرئيس الأمريكي محاولاته لنشر منظومة دفاع صاروخية في منطقة الخليج في مرحلة تواجه فيها المنطقة صعوبات تتعلق باحتمال توقيع اتفاق نووي نهائي بين إيران والولايات المتحدة، إضافة للأزمة اليمنية والعمليات ضد الحوثيين الشيعة هناك. توقعت مصادر أمريكية أن يعاود الرئيس باراك أوباما مساعيه لنشر منظومة دفاع صاروخية في منطقة الخليج العربي لمواجهة خطر الصواريخ الإيرانية، في وقت يسعى فيه لطمأنة حلفائه الخليجيين تجاه أي اتفاق محتمل بشأن الملف النووي الإيراني. وبهذا الشأن يرى مسؤولون أمريكيون احتمال أن يكون العرض مصحوباً بالتزامات أمنية، وصفقات أسلحة جديدة، والمزيد من المناورات العسكرية المشتركة. فبينما يستعد أوباما لاستضافة قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست في منتجع كامب ديفيد الرئاسي، يبحث مساعدوه الخيارات المتاحة بهذا الشأن في لقاءات تسبق القمة مع الدبلوماسيين العرب. ويقول مسؤولون أمريكيون إنه لم تتخذ أي قرارات نهائية بشأن الاقتراحات الأمريكية المحتملة. وفي هذا اللقاء قد يعيد الرئيس الأمريكي طرح مبادرة وزير دفاعه السابق تشاك هاجل، التي تسمح لدول مجلس التعاون الخليجي بشراء العتاد ككتلة واحدة (وليس كدول منفردة)، والبدء في ربط شبكات الرادار وأجهزة الاستشعار وشبكات الإنذار المبكر بمساعدة أمريكية، وقال أحد المصادر إن هذه الفكرة قد تتبلور في صورة مجموعة عمل مشتركة جديدة على مستوى عال تحت قيادة وزارة الدفاع الأمريكية. وقالت المصادر المطلعة إن من المرجح إبرام عدة صفقات أسلحة بما في ذلك إعادة تزويد دول الخليج بالقنابل والصواريخ لتعويض ما استنفد منها في الهجمات الجوية في اليمن والضربات الموجهة لتنظيم الدولة الإسلامية في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا. وتشعر إدارة أوباما بالقلق بشأن أوجه القصور في قدرات العمليات المشتركة لدول الخليج والتي كشفت عنها حملة القصف الجوي التي تقودها السعودية في اليمن وأخفقت في صد المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران. وقال ريكي إليسون مؤسس تحالف مناصرة الدفاع الصاروخي وهي منظمة لا تهدف للربح الدفاع الصاروخي حاسم بكل تأكيد لمجلس التعاون الخليجي الآن.، وأضاف أن كفاءة الدفاع الصاروخي تزداد في حالة ربط الوحدات المختلفة ليكون أداؤها بمثابة أداء فريق واحد. الخلاف الخليجي والتوتر في المنطقة وفي حين سبق أن اشترت دول خليجية نظما دفاعية صاروخية أمريكية مثل نظام صواريخ باتريوت التي تصنعها شركة ريثيون وكذلك نظام تي.اتش.ايه.ايه.دي من تصنيع شركة لوكهيد مارتن، فشلت الجهود الأمريكية السابقة في توحيد هذه المنظومات بسبب مشاعر ارتياب بين بعض الدول الخليجية، وفي سبيل استكمال هذه الجهود يتعين طرح الخلافات التي لا تزال قائمة بين بعض الدول الخليجية، وبالأخص قطر والإمارات، جانباً. وقال مسؤول أمريكي إن الصفقة المقترحة من الكويت لشراء 28 طائرة من شركة بوينج وهي طائرات مقاتلة متقدمة من طراز إف/إيه 18إي/إف سوبر هورنيت تقدر قيمتها بأكثر من ثلاثة مليارات دولار ستناقش على الأرجح أثناء القمة لكن لم يتضح إن كانت ستوضع اللمسات النهائية للصفقة حينذاك. ووفقا لأشخاص على علم بالصفقة فانه من المتوقع أن يصدر إعلان في الأسابيع القادمة. وربما يؤدي الإخفاق في تهدئة مخاوف القادة الخليجيين إزاء أولويات سياسة أوباما الخارجية، خصوصاً مع اقتراب الموعد الأقصى للتوصل لاتفاق نووي مع إيران بتاريخ 30 يونيو، إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين الجانبين. حيث تخشى دول الخليج العربية وعلى رأسها السعودية، أبرز حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، من استمرار إيران في السعي لامتلاك سلاح نووي وتدفق المال عليها نتيجة رفع العقوبات وتحرير الأرصدة المجمدة مما سيسمح لها بتوسعة نفوذها وتمويل منظمات تعمل لحسابها في دول مثل سوريا واليمن ولبنان. ويسلم مسؤولون أمريكيون مطلعون على ما يدور في المناقشات الداخلية بأن أوباما يتعرض لضغوط من أجل تهدئة مخاوف العرب بتقديم التزامات أقوى أثراً. من جانب آخر فإن القبول بالتزامات دفاعية إضافية سيحمل في طياته خطر تورط الولايات المتحدة في صراعات جديدة في الشرق الأوسط. وأصبح في حكم المؤكد أن أوباما لن يصل به الأمر إلى حد إبرام معاهدة أمنية كاملة مع السعودية أو دول أخرى في الخليج لأن ذلك سيتطلب موافقة مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون ويمثل مجازفة ستؤجج التوترات مع إسرائيل الحليف الرئيسي لواشنطن في الشرق الأوسط. فرانس 24/ رويترز نشرت في : 07/05/2015
مشاركة :