في كل صباح يحضر حسين إلى المدرسة والابتسامة تعلو وجهه، متشوّقًا لبدء يوم دراسي جديد ومرافقة أصدقائه واللعب معهم. لم يمنعه فقدانه للأطراف منذ الولادة من السعي نحو تحقيق النجاح والتميز في دراسته وفي مجالات مواهبه العديدة.يقول حسين لـ«الأيام»: «بالرغم من أنني ولدت من دون أطراف، إلا أن والديَّ كانا الداعمَين الأساسيَين لي للتعلّم وممارسة مواهبي، خصوصًا في مجال السباحة التي أتمنى عند الكبر أن أتفوق فيها وأن أرفع اسم وطني الغالي على الصعيد العالمي، كما لا أنسى فضل مدرستي التي قدمت لي كل العناية والرعاية والاهتمام». يدرس الطالب حسين إبراهيم في مدرسة عالي الابتدائية الإعدادية للبنين، ويمارس - بالرغم من حالته الصحية - العديد من الهوايات، منها السباحة والرسم ولعب الجمباز، حيث لا يجد أي صعوبة في ممارسة تلك النشاطات الرياضية التي تتطلب مجهودًا جسديًا كبيرًا، مما أهله للحصول على الميداليات والمراكز المتقدمة في العديد من المسابقات الرياضية، ومنها مسابقة الطفل الحديدي «الآيرون كيدز» بقطعه مسافة متقدمة في السباحة. ويواصل حسين حديثه «أتطلع دائمًا إلى تعلّم كل ما هو جديد، ومن المواد الدراسية التي أميل إليها وأحقق فيها تفوقًا كاملاً الرياضيات، مما جعل معلمي يستعين بي أحيانًا لمساعدة زملائي في فهم بعض الدروس وحل التمارين، كما لي تميز في رسم العديد من اللوحات الفنية، والمشاركة في حصص التعلّم الإلكتروني». وعبّر حسين عن امتنانه للدعم اللامحدود من المعلمين والطلاب، فهو الدافع الرئيسي لتفوقه في الدراسة والمواهب، وأضاف: «لا أشعر بالاختلاف أبدًا، فزملائي الطلبة يساعدونني دائمًا، وأمارس الأنشطة الرياضية المدرسية، بعد توفير التسهيلات للعب بالكرسي المتحرك». وفي سياق متصل، تقول والدة حسين «إن الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم لابنها وغيره من ذوي الاحتياجات الخاصة، أسهمت في تطوره أكاديميًا وفي مواهبه، كما وجهت الشكر للمدرسة ولزملائه على ما قدموه من دعم. وأضافت «منذ سنوات حسين الأولى، كنا نلمس لديه موهبة في الرسم والقدرة على أداء بعض حركات الجمباز، فضلاً عن شغفه بالسباحة واشتراكه في برامج تدريبية لتطويرها لديه، وتفوقه الدراسي، خاصة في مادة الرياضيات».
مشاركة :