أكد النرويجي أولي غونار سولسكاير مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي أنه «واثق 100 في المائة» أن ناديه يملك البنية الصحيحة وأن المال متوافر من أجل تدعيم صفوفه، وذلك قبل الموقعة المنتظرة الأحد أمام المتصدر ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. ويعاني فريق «الشياطين الحمر» هذا العام، إذ يحتل المركز الثاني عشر برصيد تسع نقاط فقط من سبع مباريات، متأخرا بفارق 15 نقطة عن غريمه ليفربول المتصدر بالعلامة الكاملة (ثمانية انتصارات في ثماني مباريات). وتقام مباراة الأحد على ملعب أولد ترافورد في مدينة مانشستر. وطالت انتقادات قاسية سياسة التعاقد مع اللاعبين بإشراف نائب الرئيس التنفيذي إد وودوارد، غير أن سولسكاير كان المدافع الأول عن رئيسه، واصفا ما قيل عنه بـ«الإهانة» وأنه يتطلع إلى المستقبل. وقال المدرب النرويجي: «لدي عقد لمدة ثلاثة أعوام، لذا بالتأكيد نحن نخطط على المدى الطويل، عندما تخسر مباراة لا تنتظر تلقي اتصال للحصول على ضمانات، ولكننا بدأنا بوضع خطة تعاقدية». وتابع: «أنا واثق بنسبة 100 في المائة من الوقت الذي أمضيته هنا بأننا نملك البنية الصحيحة، لأنه في النهاية المدرب هو من يملك الكلمة الأخيرة». وأشار سولسكاير إلى الانتقادات التي طالت تعاقدات الفريق هذا الموسم مؤكدا أن ما قيل هو «بمثابة إهانة لمسؤولي التعاقد والكشافين ولنا أيضا كمحترفين. أنا و(المدرب المساعد) ميك (فيلان)، والطاقم التدريبي. نتخذ القرارات تجاه اللاعبين الذين نريد التعاقد معهم ومن منهم متوافر ومن ثم تبدأ المفاوضات». وأنفق يونايتد في فترة الانتقالات الصيفية 145 مليون جنيه إسترليني (185 مليون دولار) للتعاقد مع المدافع هاري ماغواير والظهير الأيمن آرون وان - بيساكا والويلزي دانيال جيمس، فيما يؤكد سولسكاير أن المال متوافر من أجل شراء المزيد من اللاعبين. وأردف: «المال متوافر وأنا أبحث عن لاعبين» وأنه كان قريبا من التعاقد مع بعض اللاعبين «لكنهم لم يكونوا الأفضل». وواصل قائلا: «المال موجود لتدعيم الصفوف في يناير (كانون الثاني) والصيف المقبل. نحن نخطط ونبحث، وسنجد أهدافنا، لم يحصل ذلك قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الماضية إذ لم نتمكن من التعاقد مع لاعبين جاهزين». وتأتي تصريحات سولسكاير غداة تأكيده غياب لاعب خط الوسط الفرنسي بول بوغبا عن مباراة فريقه أمام ضيفه ليفربول في المرحلة التاسعة، والتي يرجح أن يغيب عنها أيضا الحارس الإسباني ديفيد دي خيا بسبب الإصابة، فيما لمح إلى إمكان عودة المهاجم الفرنسي أنطوني مارسيال والظهير الأيمن وان - بيساكا. ولم يتماثل بوغبا بطل مونديال روسيا 2018 للشفاء تماما من إصابة في الكاحل تعرض لها في يوليو (تموز) الماضي، إذ ابتعد لفترة عن صفوف فريقه والمنتخب، قبل أن يعود بشكل وجيز ويبتعد مجددا. أما دي خيا، فتعرض لإصابة عضلية في الساق اليمنى في مباراة منتخب بلاده مع السويد (1 - 1)، الثلاثاء ضمن تصفيات كأس أوروبا 2020. وقال سولسكاير: «تعرض بول لإصابة، عاد وعمل بجد. لعب مباريات عدة وربما خاضها برغم الألم». وتابع: «خضع لفحص بالأشعة بعد مباراة آرسنال نهاية سبتمبر (أيلول)، وربما يحتاج لمزيد من الأسابيع للراحة، لذا نأمل ألا يغيب طويلا، ولكنه لن يلعب مباراة ليفربول». وبشأن دي خيا، أوضح سولسكاير أنه يحتاج للخضوع إلى فحوص إضافية وصور أشعة «لكن أعتقد أنه سيكون خارج التشكيلة، هذا ما بدا عليه الأمر حاليا». ورغم صعوبة المواجهة أمام ليفربول، لم يختلف رأي سولسكاير في أن المباراة لن تختلف عن باقي المباريات، لكنها فرصة جديدة للفريق للخروج من أزمته التي يعانيها في الموسم الحالي. ويتمسك سولسكاير بالتفاؤل ويقول: «أرى دائما أن المباراة التالية فرصة». وقال سولسكاير، في هذه المقابلة التي أجراها معه غاري نيفيل زميله السابق في مانشستر يونايتد لصالح محطة سكاي سبورتس البريطانية: «إنها فرصة رائعة لنا من أجل قلب الأوضاع لصالحنا». كما يؤمن الإسباني خوان ماتا لاعب وسط يونايتد أن المواجهة ضد الغريم الأبرز فرصة للانتفاض، وقال: «لدينا فرصة رائعة لتغيير الوضع ونحن متحمسون لتحقيق الفوز. نحن يونايتد ونلعب على أرضنا وسنقدم كل ما لدينا لتحقيق الفوز وجماهيرنا تستحق مباراة استثنائية». ويتباين موقف الفريقين بشدة في الموسم الحالي، حيث يبدو ليفربول مصرا على استعادة لقب البطولة الغائب عن خزانته منذ نحو ثلاثة عقود فيما يمر مانشستر يونايتد بأزمة حقيقية في الموسم الحالي. ويؤكد سولسكاير: «إنني متفائل... وأفضل أن أكون متفائلا وأن أتعلم أكثر من أن أتسم بالتشاؤم وأكون مصيبا». وكان سولسكاير تولى تدريب الفريق في ديسمبر (كانون الأول) 2018 بشكل مؤقت، وأثار حماسا شديدا من خلال مسلسل انتصاراته المتتالية، ما دفع إدارة النادي للتعاقد معه على الاستمرار في المهمة. ولكن الشعور بخيبة الأمل يحاصر الفريق حاليا مثلما حدث في فترات سابقة تحت قيادة ديفيد مويس ولويس فان غال وجوزيه مورينيو. ومنذ رحيل الأسطورة سير أليكس فيرغسون عن تدريب الفريق، لم يفز مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي واقتصرت ألقابه على الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي مرة واحدة وكأس رابطة الأندية المحترفة في إنجلترا مرة واحدة والدوري الأوروبي مرة واحدة. واستهل مانشستر يونايتد مسيرته في الموسم الحالي بفوز كبير 4 - صفر على تشيلسي لكن الأمور ساءت بعدها وإن حقق الفريق فوزا آخر في البطولة على حساب ليستر سيتي فيما مني بالهزيمة أمام كل من كريستال بالاس ونيوكاسل وويستهام، ما ساهم في اهتزاز صورة الفريق في عيون مشجعيه. وقال سولسكاير: «لا أحب الهزيمة... ولكنني أرى أيضا أن هذا النادي سيعود، اللاعبون سيبذلون كل ما بوسعهم. وبعدها، سنرى إلى أين يقودنا هذا». وشهد سولسكاير مغادرة ثنائي الهجوم روميلو لوكاكو وأليكسيس سانشيز الفريق قبل انطلاق الموسم دون تعويضهما، لكنه يستشعر الآن أن الموجودين ليس بمقدورهم سد النقص، وقال: «سنسعى للتعاقد مع لاعب أو اثنين في يناير لتحسين فرصه في إنهاء الموسم ضمن المربع الذهبي. لو حصلنا على مبتغانا ووجدنا العناصر المناسبة ستتغير الأوضاع، لن أضم لاعبين بعقود ضخمة ورواتب باهظة إذا لم يخدموا الفريق والمجموعة كلها». وأشار إلى أن إصابة مارسيال، الذي لم يلعب منذ أغسطس (آب) كان لها دور في معاناة الفريق. وأوضح: «هناك أسباب كثيرة للتراجع، لكن إصابة أنطوني من بينها. صناعة الفرص من التحديات التي تواجهنا». وتابع: «نحاول التدرب على أساليب مختلفة كل أسبوع. عندما يستعيد اللاعبون لياقتهم فإنني سأجعل ماركوس راشفورد ومارسيال يسجلان هذه الفرص». في المقابل تبدو صفوف ليفربول مكتملة بشفاء مهاجمه المصري محمد صلاح من كدمة تعرض لها قبل فترة التوقف الدولي، كما عاد المدافع جويل ماتيب للتدريبات بعد تعافيه من كدمة أصيب بها الشهر الماضي وكذلك الحارس أليسون بيكر من إصابة بربلة الساق. ومن المرجح أن يلعب ماتيب، 28 عاما، الذي شارك أساسيا في ست مباريات بالدوري حتى الآن، بجوار الهولندي فيرجيل فان دايك في مواجهة مانشستر يونايتد. وتدرب البرازيلي أليسون مع حراس ليفربول ويأمل أن يخوض مباراته الأولى منذ إصابته أمام نوريتش سيتي في الجولة الافتتاحية للدوري. على جانب آخر أشار الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو المدير الفني لفريق توتنهام إلى أن النادي ليس بحاجة إلى إنفاق الكثير خلال سوق الانتقالات الشتوية المقبلة في يناير. وعانى توتنهام من بداية متواضعة في الموسم الحالي ويحتل المركز التاسع في الدوري الممتاز بفارق 13 نقطة خلف ليفربول المتصدر، لكن بوكيتينو قال إنه لا توجد ضرورة لإجراء تغييرات كبيرة، وقال أمس ردا على سؤاله عما إذا كان النادي يعتزم إجراء تغييرات جذرية بالفريق: «لا أعتقد هذا، أنا أثق في اللاعبين الموجودين في توتنهام، أحترم وجهات نظر من يرون أننا بحاجة إلى التغيير، ولو كان القرار قراري، سأستمر باللاعبين الحاليين لأنهم يتمتعون بالكفاءة».
مشاركة :