حكم دعاء تسهيل الولادة

  • 10/18/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

د. عارف الشيخ يسألنا العوام أحياناً أسئلة تعجيزية، يريدون من القرآن لكل شيء دعاء خاصاً به لتحقيقه أو لتخفيف معاناته معه، وكأن القرآن صيدلية، ووزّعت سوره أو آياته على الأمراض والمصائب والابتلاءات.- نعم.. القرآن الكريم جملة شفاء ورحمة، وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم خصوصية معينة لبعض السور وبعض الآيات في مواقف معينة، ولكن لا يعني ذلك أن نوزّع آيات القرآن على حوائجنا وطلباتنا وأمراضنا، فلا نقرأ إلا الآيات التي تعيننا مباشرة وندع قراءة القرآن جملة.- ومن تلك الأسئلة سؤال الكثيرات من النساء اليوم: أي سورة من القرآن أو أي آية من القرآن نقرأ على الحامل التي أوشكت على الوضع، وتعسّرت الولادة عليها؟- وبعضهم يلجأ إلى شيخ موثوق بكلامه فيقول: إن قراءة سورة مريم وسورة محمد تسهّل الولادة على المرأة، والواقع أن هذا هو اجتهاد من هذا الشيخ، ولعله مرّ بتجربة أو أنه استفاد من تجارب غيره.- على كل حال لا نستطيع الجزم بصحة هذا القول، ولا نقول بعدم قراءة هاتين السورتين لتيسير الولادة، طالما هما قرآن، والقرآن كما قلنا كله شفاء ورحمة، ومطلوب منا أن نلجأ في الشدة إلى الله تعالى بأسمائه وكلامه وصفاته.ومثلما نلجأ إلى القرآن نلجأ إلى السنة النبوية أيضاً، فالرسول صلى الله عليه وسلم علم أصحابه في بعض المواقف أن يقرؤوا أدعية معينة، والاستعانة بالمأثور عن الرسول خير من اجتهاداتنا.يفرد ابن القيم في «زاد المعاد» كتاباً لعسر الولادة، ويقول: قال الخلال: حدثني عبدالله بن أحمد قال: رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جسام أبيض أو شيء نظيف، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين. ((كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون))»، (الآية 35 من سورة الأحقاف).«كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها»، (الآية 46 من سورة النازعات).- ويذكر ابن القيم أيضاً: ويروى عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مرّ عيسى عليه السلام على بقرة قد اعترض ولدها في بطنها، فقالت: يا كلمة الله ادع الله لي أن يخلصني مما أنا فيه فقال عيسى عليه السلام: «يا خالق النفس من النفس، ويا مخلص النفس من النفس، ويا مخرج النفس من النفس خلصها»، قال: فرمت بولدها فإذا هي قائمة تشمّه.قال: فإذا عسر على المرأة ولدها فاكتبه لها فإنها نافعة بإذن الله (انظر زاد المعاد لابن القيم ج4 ص 326).- وسئل ابن عثيمين: هل هناك آيات واردة تقرأ لتسهيل الولادة على المرأة؟فأجاب: لا أعلم في ذلك شيئاً من السنة، لكن إذا قرأ الإنسان على الحامل التي أخذها الطلق ما يدل على التيسير مثل: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر».أو ما يتحدث عن الحمل والوضع كقوله تعالى: «وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه» أو مثل قوله تعالى: «إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها» فإن كل هذه نافعة ومجربة بإذن الله، والقرآن كله شفاء.

مشاركة :