ترامب لأردوغان: لا تكن أحمق

  • 10/18/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن ـ حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان في رسالة عن التوغل التركي في سوريا، قائلا "لا تكن متصلبا. لا تكن أحمق”. ونشر البيت الأبيض الأربعاء الرسالة التي أرسلها ترامب لأردوغان في التاسع من أكتوبر وسط محاولات الرئيس الأميركي لاحتواء الخسائر السياسية التي أعقبت قراره بسحب القوات الأميركية من شمال سوريا مما مهد الطريق أمام هجوم تركيا على حلفاء واشنطن في تلك المنطقة. وكانت الرسالة محاولة لإقناع أردوغان بالتراجع عن قرار غزو سوريا الذي أبلغ الرئيس التركي نظيره الأمريكي به في مكالمة هاتفية في السادس من أكتوبر تشرين الأول. ويقول ترامب في الرسالة “فلنتوصل إلى اتفاق جيد!… أنت لا تريد أن تكون مسؤولا عن ذبح آلاف الأشخاص وأنا لا أريد أن أكون مسؤولا عن تدمير الاقتصاد التركي، وسأفعل ذلك”. وقرر ترامب نشر الرسالة لدعم موقفه وتأكيد أنه لم يمنح تركيا الضوء الأخضر لغزو سوريا. وكان عدد كبير من النواب قد انتقدوا قراره سحب القوات الأميركية من منطقة الصراع بشدة. ويضيف ترامب في الرسالة “عملت جاهدا على حل بعض مشاكلك. لا تخذل العالم. يمكنك إبرام اتفاق عظيم”. وكتب الرئيس أن مظلوم كوباني عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد مستعد للتفاوض وتقديم بعض التنازلات. وذكر ترامب أنه أرفق مع رسالته لأردوغان نسخة من رسالة بعث بها مظلوم إليه. وقال “سينظر إليك التاريخ باستحسان إذا قمت بذلك بالطريقة الصحيحة والإنسانية. وسينظر إليك إلى الأبد على أنك شيطان إذا لم تحدث أمور جيدة. لا تكن متصلبا. لا تكن أحمق!”. من جهة أخرى، دافع ترامب عن قراره سحب الجنود الأميركيين من سوريا ووصفه بأنه “رائع استراتيجياً” في حين دان مجلس النواب بغالبية كبيرة هذا القرار في اتفاق نادر بين الديموقراطيين والجمهوريين. ويأتي ذلك بينما توجه نائب الرئيس مايك بينس ووزير الخارجية مايك بومبيو إلى تركيا لمحاولة إقناع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بوقف الهجوم في شمال سوريا. وانضم 129 من نواب الحزب الجمهوري إلى الديمقراطيين لشجب سحب القوات الأميركية من شمال سوريا بأغلبية 354-60 صوتًا. ودعا القرار المشترك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا. وفي إشارة إلى تدهور علاقة ترامب بالكونغرس بينما يجري مجلس النواب تحقيقًا يهدف إلى عزله، انسحبت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر مما وصفوه بأنه لقاء عاصف في البيت الأبيض مع ترامب. وقال شومر إن ترامب وصف بيلوسي بأنها "سياسية من الدرجة الثالثة" بينما قالت بيلوسي إن الرئيس كان في حالة “انهيار”. لكن ترامب انتقل إلى تويتر متهمًا بيلوسي بأنها “تعاني من الانهيار” وأضاف أن المسؤولة الديمقراطية “نانسي بيلوسي تحتاج إلى مساعدة وبسرعة! إما أن شيئا ما لا يعمل (في عقلها) أو أنها ببساطة لا تحب بلدنا”. في مواجهة تصاعد الانتقادات من الحزبين في واشنطن بشأن الانسحاب المفاجئ للقوات الأميركية من سوريا، نفى ترامب أنه أعطى أردوغان “ضوءاً أخضر” لشن عملية عسكرية ضد الأكراد. وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض “قرار الرئيس أردوغان لم يفاجئني لأنه أراد القيام بذلك منذ فترة طويلة (…) كان يحشد قوات على الحدود مع سوريا منذ فترة طويلة”. وذهب الرئيس الأميركي إلى حد الاستخفاف بالحلفاء الأكراد الذين تخلى عنهم في وجه الهجوم التركي، ليصفهم بأنهم “ليسوا ملائكة”، وكذلك بمنتقديه الجمهوريين. وأكد ترامب أن القوات الأميركية باتت في مأمن وأن تداعيات الانسحاب الأميركي ستحض سوريا وتركيا وروسيا على تسوية الأمور فيما بينها. وقال ترامب “أرى أن الوضع على الحدود التركية مع سوريا بالنسبة للولايات المتحدة، رائع من الناحية الاستراتيجية. جنودنا خارج تلك المنطقة، جنودنا آمنون تمامًا. عليهم أن يتصرفوا”. وتابع “دخلت تركيا إلى سوريا. إذا ذهبت تركيا إلى سوريا، فهذا بين تركيا وسوريا وليس بين تركيا والولايات المتحدة، مثلما يريد كثير من الأغبياء أن يجعلوكم تصدقوا”. ودافع مجدداً عن موقفه في تغريدة أرسلها في وقت متأخر من الليل. وقال “أنا الوحيد الذي يمكنه الكفاح من أجل سلامة قواتنا وإعادتهم إلى الوطن من حروب لا نهاية لها سخيفة ومكلفة، ثم أتعرض للسخرية. كان الديموقراطيون يحبذون دائمًا هذا الموقف، حتى تبنيته”. كما عبر ترامب عن ثقته في أن الأسلحة النووية الأميركية المخزنة في قاعدة إنجرليك الجوية التركية آمنة، على الرغم من التوتر الشديد بين أنقرة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشأن التوغل في سوريا. وقلل من شأن هروب مقاتلي داعش الذين كان يحتجزهم الأكراد كمحاولة “لجعلنا نبدو وكأنه علينا أن نعود إلى هناك”. وحذر معارضو الانسحاب من أن هروب هؤلاء يعطي الجهاديين فرصة لإعادة تجميع صفوفهم بعد انهيار “خلافتهم” في سوريا تحت ضربات القوات الأميركية وحلفائها الأكراد. ورأى ترامب إن حزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردًا منذ عقود ضد أنقرة، يمثل “على الأرجح” تهديدًا أكبر من جماعة الدولة الإسلامية. وقال إن “حزب العمال الكردستاني الذي هو جزء من الأكراد، كما تعلمون، هو على الأرجح أسوأ في الإرهاب ويمثل تهديداً إرهابياً اكبر من نواح كثيرة”. وهاجم ترامب منتقدي قرار الانسحاب، وخصوصاً السناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي كان مدافعًا قويًا عن الرئيس. وقال ترامب “يود ليندسي غراهام البقاء في الشرق الأوسط لألف سنة قادمة مع الآلاف من الجنود الذين يخوضون حروب الآخرين. أريد أن أخرج من الشرق الأوسط. دعهم يخوضون حروبهم”. للمزيد: أنقرة تستنجد بموسكو لمنع صدام غير محسوب مع الجيش السوري

مشاركة :