انطلاق القافلة الدعوية 13 لعلماء الأزهر بمحافظة الغربية

  • 10/18/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت اليوم الجمعة، القافلة الدعوية الثالثة عشرة المشتركة بين علماء الأزهر ووزارة الأوقاف إلى محافظة الغربية مشاركة في عيدها القومي، لأداء خطبة الجمعة تحت عنوان: "ذكر الله تعالى وأثره في استقامة النفس البشرية"، وذلك في إطار التعاون المشترك والمثمر بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة، ونشر الفكر الوسطي المستنير، وبيان يسر وسماحة الإسلام، ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية، وترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعًا.فمن على منبر مسجد نور الصباح أكد الدكتور محمد إبراهيم العشماوي الأستاذ بجامعة الأزهر أن ذكر الله تعالى عبادة عظيمة القدر، ميسورة الفعل، وفضائله أكثر من أن تعد أو تحصى، وقد دعا الله (عز وجل)عباده بالإكثار منها ووعدهم بعظيم الأجر عليها، فقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"، ويقول تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ"، كما رغب النبي (صلى الله عليه وسلم) الأمة في الإكثار من ذكر الله وحثهم عليه، فقال (صلى الله عليه وسلم): (ألا أنبِّئُكُم بخَيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عندَ مَليكِكُم، وأرفعِها في درَجاتِكُم، وخَيرٌ لكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخَيرٌ لكُم مِن أن تَلقوا عدوَّكُم، فتضرِبوا أعناقَهُم، ويضرِبوا أعناقَكُم ؟)، قالوا: بلَى يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: (ذِكرُ اللَّهِ)، وعندما جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، يقول: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَنْبِئْنِي مِنْهَا بِأَمْرٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ (صلى الله عليه وسلم): (لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ).ومن على منبر مسجد السلام أكد الشيخ سامح عزت عبده توفيق عضو مجمع البحوث الإسلامية أن راحة القلوب وسعادتها لا تتحقق إلا بذكر الله (تعالى)، قال تعالى:"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، وبذكر الله (تعالى) يأتي الفرج بعد الشدَّة، واليسر بعد العسر، والفرح بعد الغم والهم، وهو تفريج الكربات، وقد كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول في الكرب: " لا إله إلا الله العظيم، لا إله إلا الله الحليم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم"، ويقول (عليه الصلاة والسلام): "دعوة ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ما دعا بها مكروب إلا فرَّج الله كربه".ومن على منبر القشطي بين الشيخ محمد عبد الله حسن عضو مجمع البحوث الإسلامية أن ذكر الله (عز وجل) لدى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان منهج حياة، يطبقونه عمليًّا، فكان مجتمعهم عامرًا بمراقبة الله تعالى، والبعد عن التعدي، ومن ذلك ما كان من سيدنا أبي بكر (رضي الله عنه) حين ولى سيدنا عمرَ بن الخطاب (رضي الله عنه) القضاء، فمكث سيدنا عمر (رضي الله عنه) سنةً كاملةً لا يتقدم إليه أحدٌ، وعندها طلب من الصديق (رضي الله عنه) إعفاءه من القضاء، فقال: أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ قال عمر (رضي الله عنه): لا يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؛ ولكن لا حاجة بي عند قوم مؤمنين،عرف كل منهم ما له من حق، فلم يطلب أكثر منه،وما عليه من واجب فلم يقصر في أدائه، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، إذا غاب أحدهم تفقدوه، وإذا مرض عادوه، وإذا افتقر أعانوه، وإذا احتاج ساعدوه، وإذا أصيب عزوه وواسوه، دينهم النصيحة، وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففيمَ يختصمون؟ ففيمَ يختصمون؟.ومن على منبر صادق الرافعي أكد الشيخ محمد حسين عبد اللطيف أن ذكر الله تعالى عبادة عظيمة القدر، ميسورة الفعل، فضائلها أكثر من أن تعد أو تحصى، ومما ورد في بيان فضلها، وعظيم قدرها ما جاء عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (رضي الله عنه)، أنه قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ (رضي الله عنه) عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ (عز وجل)، قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟ قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: (مَا أَجْلَسَكُمْ؟)، قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: (آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟)، قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: (أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي، أَنَّ اللهَ (عَزَّ وَجَلَّ) يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ).ومن على منبر المنشاوي أكد الدكتور صبري حلمي غياتي بديوان عام وزارة الأوقاف أن الذكر حياة القلوب، وأحب الكلام إلى الله (عز وجل)، وعن أبي موسى (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ)، وفي لفظ مسلم أنه (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللّهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ اللّهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ)، وعَنْ أَبِي ذَرٍّ (رضي الله عنه)، أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَادَهُ يومًا، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الكَلاَمِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ)؟ قَالَ (صلى الله عليه وسلم): (مَا اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ)، وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ).ومن على منبر مسجد الجامعة أكد الشيخ محمد جابر صادق بديوان عام وزارة الأوقاف أن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) حث على ذكر الله تعالى، وبين فضائله حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (... سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ)، قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ)، ولذلك كان ذكر الله تعالى وصية النبي (صلى الله عليه وسلم) لسيدنا معاذ (رضي الله عنه)، حيث قَالَ (صَلَّى الله عليه وسلم) له يومًا: (يَا مُعَاذُ، إِنِّي والله لأحبك)، فقال معاذ: بأبي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا وَاللَّهِ أُحِبُّكَ، فَقَالَ: (أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ، لَا تَدَعْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ).ومن على منبر مسجد خالد بن الوليد بين الشيخ سمير فوزي عبد الله سلامة بديوان عام وزارة الأوقاف أن ذكر الله (عز وجل) عبادة تلازم العبد في جميع أحواله، والمسلم مأمور بأدائها في كل وقت، وعلى أية هيئة يقول الحق سبحانه: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ"، فحياة المسلم كلها ذكر ؛ في عبادته، وفي أعماله، فالصلاة ذكر، حيث يقول الحق سبحانه: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي"، ويقول سبحانه: " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ"، أي: إن الصلاة فيها مقصودان عظيمان الأول: أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، والثاني: أنها ذكر لله (عز وجل)، والمقصود الثاني وهو ذكر الله (عز وجل) أكبر وأعظم.ومن على منبر "توكل ـ سيجر" بين الشيخ مجدي رفاعي عبد الرءوف من مديرية أوقاف الغربية، أن الإسلام شرع كثيرًا من الأذكار التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها ليجدد حياته، فعن أبي هريرة (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِذَا أَصْبَحَ، قَالَ: (اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ)، وَإِذَا أَمْسَى قَالَ: (اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نموت، وإليك المصير)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكْرُ، أَدَّى الشُّكْرَ ذَلِكَ الْيَوْمَ)، ومن فعل مثلَ ذلكَ حينَ يمسي، فقد أدَّى شكرَ ليلتِهِ، فما أجمل أن يبدأ الإنسان يومه بذكر الله، ويختم يومه بذكر الله، وهو فيما بين ذلك مداوم على ذكر مولاه.

مشاركة :