شددت خبيرة ألمانية على أن الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان، لن يسلم دون تحقيق أهدافه من الهجوم على شمال سوريا. وتصاعدت الجمعة، حدَّة الاتهامات لتركيا بانتهاك وقف إطلاق النار؛ حيث رصدت مراكز حقوقية محلية ودولية مقتل عدد من المدنيين عبر غارات جوية تركية، فيما اتهمت منظمة العفو الدولية «القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها بارتكاب جرائم حرب في هجومها ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا». وفسرت جولستان جروبي، وهي محاضر خاص بمعهد أوتو سور للعلوم السياسية بجامعة برلين الحرة لمجلة «دير شبيجل» الألمانية، استمرار العمليات العسكرية التركية وانتهاكها وقف إطلاق النار برغبة أردوغان في استكمال مخططه إلى النهاية وتحت أي ظرف؛ حيث يرى أن «وحدات حماية الشعب فرعًا لحزب العمال الكردستاني المحظور. ومن ثَمَّ فهو يريد تدمير الأخير ومنع تقوية الأكراد ككل. في بلده يمضي في القمع السياسي والعسكري ضد الأكراد. وفي الأساس، فالهجوم على الشمال السوري هو استمرار لاستراتيجية العنف هذه – بهدف تدمير الحكم الذاتي الكردي. وقد نجح حتى الآن في ذلك بالفعل». وقالت جروبي وهي متخصصة في أبحاث السلام والصراعات وحماية الأقليات الدولية وسياسة الشرق الأوسط وخاصة تلك المرتبطة بتركيا والأكراد وكردستان وقبرص، إن الأكراد وجدوا أنفسهم وحدهم في حرب غير متكافئة لن يفوزوا ولا يمكنهم الفوز بها. وعليه فإن فشل المساعدات الغربية دفعهم إلى اللجوء إلى نظام بشار الأسد. وتابعت جروبي صاحبة كتاب «بين الدولة واللا دولة. السياسة والمجتمع في كردستان العراق وفلسطين»، أنه لا يمكن للأكراد الآن، الحفاظ على حكمهم الذاتي في عهد الأسد، ورغم ذلك فقد لجأوا إلى الأخير حتى لا يكونوا وحدهم في مواجهة أردوغان. لكن الخبيرة الألمانية ترى أن الانسحاب الكردي قد مكن أنقرة من احتلال الشمال السوري، بكل ما سيترتب على ذلك من قبول تعرض السكان الأكراد والأقليات الأخرى في المنطقة للمضايقة والطرد، أو ما يمكن أن يطلق عليه التطهير العرقي، ففي عفرين، تم تهجير 200 ألف كردي العام الماضي – وقد استقرت الميليشيات المتطرفة مع أسرهم هناك بدلًا ممن تم طردهم. وهو المصير نفسه الذي ينتظر الأكراد في شمال سوريا؛ حيث يعد التغيير الديموغرافي في المنطقة لغير صالح الأكراد هدفًا أساسيًا للديكتاتور التركي. من ناحية أخرى تفسر الخبيرة الألمانية سر عدم تصاعد معارضة قوية داخلية في تركيا ضد تنكيل أردوغان بأكراد سوريا، فتقول: «هنا تتجلى القومية التركية في صيغتها المتطرفة، ولكن أيضًا في طبيعتها وأساسها المعادي للأكراد. عندما يتعلق الأمر بالأكراد، فهناك أجندة واحدة. لقد أيدت المعارضة دائمًا عمليات من هذا النوع، فلماذا لا يفعلون ذلك الآن؟».
مشاركة :