7 مايو أيار (رويترز) - عندما تحضر كيم فورست عروض الكلاب في الولايات المتحدة فإن الأمر لا يتعلق فقط بكلبيها المنقطين الصغيرين بل انها تقوم أيضا بدراسات وبحوث تفيدها في عملها كمديرة للمحافظ الاستثمارية ومحللة للاسهم. وتعتقد فورست التي تعمل في فورت بيت كابيتال جروب ومقرها بيتسبرج أن عروض الكلاب تشارك فيها الطبقة الوسطى بالأساس ولذا فإنها تعتبرا مؤشرا اقتصاديا جيدا. وقالت إنه يحدد بشكل واضح الدخل المتاح للإنفاق. وليست فورست وحدها هي التي تستخدم مؤشرا غريبا حيث يتطلع بعض المحللين والمستثمرين إلى بيانات غير معتادة ويأملون في أن تساعدهم في توضيح الإتجاهات الاقتصادية في وقت أسرع أو فهمها بشكل أفضل من هؤلاء الذين يعتمدون على الوسائل التقليدية. وقال نيك كولاس خبير الأسواق لدى كونفيرج إكس جروب في نيويورك يتشبث كثير من خبراء الأسواق بمحاضر الاحتياطي الاتحادي ومعلومات نمطية أخرى. إذا كنت أريد زيادة قدراتي التنافسية فإنني أحتاج شيئا مختلفا. ويتتبع كولاس الفحوصات الخاصة بتراخيص السلاح وطوابع الطعام ووتيرة البحث على جوجل. ويقوم آخرون بتحليل الاعلانات التجارية التلفزيونية لعروض حفلات الزفاف وأعداد المترددين على مراكز التسوق وكميات القمامة. ويقول جميعهم إن المؤشرات غير التقليدية مفيدة وبصفة خاصة في الأوقات التي ترسل فيها البيانات التقليدية دلالات متباينة. وعلى سبيل المثال وفي الأسابيع القليلة الماضية سجلت طلبات إعانات البطالة أدنى مستوياتها في 15 عاما لكن بيانات الناتج المحلي الإجمالي أظهرت تباطؤا ملحوظا في النمو في الولايات المتحدة. لكن ما الذي تظهره البيانات غير التقليدية؟. أظهرت تلك البيانات بشكل أساسي أن التعافي الاقتصادي لا يزال هشا بعد ما يقرب من ست سنوات على إنتهاء الركود الكبير. ويشير كولاس على سبيل المثال الي أن الفحوصات الخاصة بتراخيص السلاح تشهد زيادة وهو ما يعتبره علامة جيدة. ويقر كولاس بأنه ربما تكون هناك عوامل كثيرة تؤثر على مبيعات الأسلحة النارية لكنه يرى أن الاستعداد لإنفاق مئات الدولارات على شراء سلاح يعد مقياسا للقدرة على الإنفاق. ومن جهة أخرى استمرت طوابع الوجبات الغذائية المجانية التي يراقبها كولاس أيضا عند مستويات مستقرة بينما ارتفعت وتيرة البحث على جوجل عن مصطلح الطوابع الغذائية. وفال كولاس خلاصة القول اننا نشهد تعافيا فاترا. وشعرت فورست بقلق أيضا حينما حضرت استعراضات للكلاب في غرب بنسلفانيا الشهر الماضي ولاحظت انخفاضا في عدد المشاركين. وقالت يخبرني هذا بأن الأمور ليست على ما يرام. وشعر بيل سميد خبير الاستثمار لدى سميد كابيتال مانجمنت ومقرها سياتل على سبيل المثال بتفاؤل بوتيرة الإعلانات التليفزيونية لشركة الطيران ساوث ويست إيرلاينز والتي تتضمن أسعار تذاكر مخفضة في موسم الزواج القادم. وقال سميد يعقب الزواج في العادة شراء منازل وإنجاب أطفال وشراء سيارات تناسب من لديهم أطفال ..وهذا هو المحرك لاقتصاد الولايات المتحدة. ويقر سميد بأن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن يقرر المتزوجون حديثا إنجاب أطفال لكنه قال إن فلسفته الاستثمارية تتضمن أن يكون صبورا وأحيانا مخالفا للاتجاه العام وينظر الي السنوات القادمة مستعينا بمؤشرات غير تقليدية. ويرى بيتر كيني خبير الأسواق لدى كليربول جروب ومقرها نيويورك أيضا علامات إيجابية من بحوثه. ويذهب كيني مرة كل أربعة إلى ستة أسابيع الي أحد مراكز التسوق ليرى مدى ازدحامه وكيفية أداء متاجر التجزئة الراقية مثل أبل وميدويل للملابس النسائية ولاحظ أن عدد المترددين ارتفع بشكل واضح الشهر الماضي. وقد تكون متابعة استعراضات الكلاب أكثر تشويقا من الإمعان في بيانات الوظائف في القطاعات غير الزراعية.. لكن هل يجدي ذلك نفعا؟. ويقول تيم دوي أستاذ الاقتصاد بجامعة أوريجون إن المؤشرات غير التقليدية يمكن أن تساعد المستثمرين على بلورة رؤيتهم لكن عليهم أن يكونوا أكثر حذرا في تفسيرها. وقال تتمثل الصعوبة في تلك المؤشرات في فصل التحركات التي لا ترجع إلى عوامل اقتصادية مضيفا أنه على سبيل المثال فإن زيادة في مبيعات الأسلحة ربما تكون تحسبا لتشديد قوانين حمل السلاح. ويقول محللون ومستثمرون إن تلك المؤشرات ليست دقيقة بما يكفي لكن المضي في إتجاه غير مألوف يستحق العناء. ويقول كولاس على سبيل المثال إن الطوابع الغذائية تعد مؤشرا يمكن الوثوق به الي متانة الاقتصاد الأمريكي وساعدت في تشكيل اعتقاده بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيتحلى بالصبر في رفع أسعار الفائدة. ويقول كيني إن نتائج جولاته في مراكز التسوق توافقت مع بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من العام والتي أظهرت تباطؤ التعافي الاقتصادي ويتوقع الآن بيانات جديدة لتأكيد النمو الذي لاحظه على مدى الأسابيع القليلة الماضية. ويقول دوي - الذي يجمع بيانات شهرية عن النفايات في أوريجون نظرا لأنه يعتقد أن الاقتصاد ينتج مزيدا من المخلفات عندما ينمو- أن الأرقام على مدى السنوات توافقت مع نتائج المؤشرات الأكثر تقليدية. (إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)
مشاركة :