خطيب الحرم: «شكر النعم» دليل على كمال العقل وصلاح القلب

  • 10/19/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ أسامة خياط، إن من عظيم منن الله تعالى على الصفوة من عباده، كريم السجايا، وجميل الصفات، التي عظمت بها أقدارهم، وسمت بها منازلهم، وارتفعت بها درجاتهم عند ربهم، مشيرًا إلى أن من أجل هذه الصفات قدرًا، وأعظمها أثرًا: صفة الشكر، وهو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافًا، وعلى قلبه محبة وشهودًا، وعلى جوارحه طاعة وانقيادًا. » سمو الروح وأكد خياط، في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، أن هذا دليل على كمال عقل، وصلاح قلب، وصحة نفس، وسمو روح، وجاء في كتاب الله الأمر به، كما جاء النهي عن ضده، وهو الكفران وجحود النعم، وعدم الإقرار بها، أو استعمالها فيما يكره المنعم، وجاء فيه أيضًا الثناء على أهل الشكر. » دعاء الرسول وأضاف: «قلة أهل الشكر في العالمين دليل على أنهم خواص خلقه، ومضى رسول الهدى -صلوات الله وسلامه عليه- على طريق من سبقه من الرسل في لزوم الشكر لله في كل حال، شكرًا تترجم عنه الأعمال، وتصوره الأفعال»، مستشهدًا بقول الله تعالى: «اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ». وأكمل أنه كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكاراً، لك ذكاراً، لك رهاباً، لك مطواعاً، إليك مخبتًا إليك أواهًا منيبًا». » شكر النعم وبين أن التقصير في شكر النعم لما كان ناشئًا عن الجهل به، أو عن الغفلة عنها ونسيانها، كان الطريق إلى شكرها بنظر كل امرئ إلى حاله، وما خص به دون غيره، فإنه ما من عبد إلا وقد رزقه الله تعالى في صورته أو أخلاقه أو صفاته أو أهله أو ولده أو ماله أو مسكنه أو بلده أو رفيقه أو أقاربه أو جاهه أو سائر محابه، لاسيما من خص بالإيمان والقرآن والعلم والسنة والصحة والفراغ والأمن. » أهل البلاء ولفت إلى أن الوقوف في مقام الشكر لله رب العالمين، ليس مختصًا بذوي النعم، بل يدخل فيه أيضًا أهل البلاء: من فقر أو مرض أو خوف أو نقص في الأنفس، إذ إن في كل بلاء أربعة أشياء يسر بها أولو الألباب فيشكرون الله عليها. وقال: إن أول هذه الأشياء أن من المتصور أن يكون وقوع هذه المصيبة على درجة أكبر مما هي عليه، فمجيئها على هذه الدرجة نعمة تستوجب الشكر والثاني: أنها لم تكن في الدين، إذ لا مصيبة أعظم من المصيبة فيه، والثالث: أن فيها من ثواب للصابر عليها ورفعة مقامها وتكفير سيئاتها ما يحولها إلى رحمة ونعمة، والرابع: أنها كانت مكتوبة في أم الكتاب ولم يكن بد من وصولها إلى من كتبت عليه، ولا مناص له من التسليم والرضا بها. » إحسان بالشكر وقال خياط: إن شكر العبد إحسانًا منه إلى نفسه دنيا وآخرة، فإنه محسن إلى نفسه بالشكر لا أنه مكافئ به لنعم الرب، فالله تعالى لا يستطيع أحد أن يكافئ نعمه أبدًا، ولا أقله ولا أدنى نعمة من نعمه، فإنه تعالى هو المنعم المتفضل الخالق للشكر والشاكر وما يشكر عليه، فلا يستطيع أحد أن يحصي ثناء عليه فإنه هو المحسن إلى عبده بنعمه، والمحسن إليه بأن أوزعه شكرها، فشكر نعمة من الله أنعم بها عليه تحتاج إلى شكر آخر وهكذا. وأكد أن من تمام نعمه سبحانه وعظيم بره وكرمه وجوده، محبته له على هذا الشكر، ورضاه منه به، وثناءه عليه به، ومنفعته مختصة بالعبد ولا تعود منفعته على الله. » عقل وفهم وفي المدينة المنورة، بيَن فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د.عبدالله البعيجان، في خطبة الجمعة أمس، أن الله منح الإنسان وسائل يكتسب بها العلم ووهبه العقل والفهم وأذن له في التعلم. وأضاف: لقد اختار الله سبحانه الإنسان ليستخلفه في الأرض فوهبه العلم مناط العمل والتشريف، ومنحه العقل مناط الخطاب والتكليف، فقال: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ». وأشار إلى أن من حكمة الله وسننه أن حجب الغيب عن خلقه، بل وعن أحب عباده إليه، فلا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل، وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يفوض الأمور إليه وأن يخبر عن نفسه أنه لا يعلم الغيب ولا اطلاع له على شيء من ذلك إلا بما أطلعه الله عليه، فقال: «قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ». وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي أن قلب عبد لا يجتمع فيه إيمان بالقرآن الكريم وتصديق لهؤلاء الكهنة الدجالين، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد». وأكمل: «تحصنوا بعقيدتكم وتمسكوا بقرآنكم واعلموا أن الله عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً ، ولقد أمتحن الناس بدجل الكهنة والسحرة والعرافين والمشعوذين، فتسلطوا على الضعفاء وتربصوا بهم واستهزأوا بعقولهم غاية الاستهزاء حتى التجأوا إليهم في السراء والضراء وصدقوهم في علم الغيب وخبر السماء وقد ثبت النهي عن إتيانهم وتصديقهم». واختتم فضيلته الخطبة بقوله إن الله هو المتفرد وحده بعلم الغيب فمن ادعى مشاركة الله في شيء من ذلك فقد جعل لله شريكا وكذب على الله ورسوله.

مشاركة :