البيت الأبيض يعترف بأن ترامب ربط منح مساعدات مقررة لأوكرانيا بالسياسة الأمريكية

  • 10/19/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - (أ ف ب): اعترف البيت الأبيض يوم الخميس للمرة الأولى بأن دونالد ترامب ربط منح مساعدات مقررة لأوكرانيا باعتبارات تتعلق بالسياسة الداخلية الأمريكية، وقدم بذلك حججا جديدة للديمقراطيين الذين يسعون إلى عزل الرئيس. وأثار كبير موظفي البيت الأبيض ميك مالفاني مفاجأة بإطلاقه هذا الاعتراف في مؤتمر صحفي قبل انعقاد قمة مجموعة السبع. وكان ترامب طلب في نهاية يوليو من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إجراء تحقيق حول جو بايدن وأعمال ابنه هانتر بايدن في أوكرانيا. وكانت ادارة ترامب قد جمدت في الشهر نفسه مساعدة عسكرية بقيمة نحو 400 مليون دولار مخصصة لأوكرانيا. ويشكل هذا القرار لبّ التحقيق الذي فتحه قبل ثلاثة أسابيع البرلمانيون الديمقراطيون في إطار سعيهم لعزل ترامب. وهم يريدون أن يحددوا ما إذا كان ترامب قد استغل منصبه لأغراض شخصية وخصوصا عبر تجميد أموال لإجبار كييف على التعاون. ويؤكد الملياردير الجمهوري أنه لم يمارس «أي ضغط» على الرئيس زيلينسكي وأن المساعدة تم تجميدها خلال فترة تقييم المساعدات التي يقدمها إلى أوكرانيا شركاؤها الغربيون الآخرون. لكن للمرة الأولى اعترف البيت الأبيض يوم الخميس بأن ترامب كانت لديه دوافع أخرى. وقال مالفاني: «هل ذكر لي الفساد المرتبط بالخادم المعلوماتي للحزب الديمقراطي؟ بالتأكيد. لا شك في ذلك، لهذا السبب جمدنا الأموال». وأضاف: «نحن نقوم بهذا الأمر دائما في السياسة الخارجية»، مؤكدا أنه «عليكم تخطي ذلك، لا بد أن يكون هناك تأثير سياسي في السياسة الخارجية». يشير مالفاني إلى فكرة ولدت في أوساط أصحاب نظرية المؤامرة ونقلها ترامب والمقربون منه، تفيد بأن أوكرانيا هي التي قامت بقرصنة الرسائل الالكترونية للحزب الديمقراطي خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في 2016، وليس روسيا كما تؤكد وكالات الاستخبارات الأمريكية. وطرحت هذه الحجة للتشكيك في مصداقية التحقيق حول شبهات بتواطؤ بين فريق حملة المرشح الجمهوري وموسكو، الذي هيمن على أول سنتين من ولاية ترامب. وقال ميك مالفاني إن «العودة إلى ما حدث في 2016 كان ضروريا بالمطلق»، مؤكدا أن المساعدة دفعت لأوكرانيا في سبتمبر في نهاية المطاف. ورد الديمقراطي آدم شيف الذي يشرف على تحقيق الكونغرس حول ترامب بالقول إن «مالفاني قال للتو إن المساعدة العسكرية لأوكرانيا تم تعليقها لإجبار كييف على التحقيق حول الديمقراطيين». واضاف أن «الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ». وفي مواجهة الجدل الذي أثارته تصريحاته، نشر مالفاني بعد ساعات بيانا أكد فيه أن وسائل الإعلام «شوهت تصريحاته» التي أدلى بها أمام كاميرات، في إطار «الحملة الشعواء» ضد دونالد ترامب. على جبهة أخرى، كشف السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند أن دونالد ترامب فرض على الدبلوماسيين المكلفين بالملف الأوكراني العمل مع محاميه الشخصي رودي جولياني الذي يدافع عنه بقوة. ومع أنه معروف بقربه من ترامب، قال رجل الأعمال: «شعرنا بخيبة أمل من أمر ترامب إشراك جولياني». وأضاف سوندلاند أن جولياني أوضح للدبلوماسيين بعد ذلك أن الرئيس ترامب كان يريد أن يدلي نظيره الأوكراني «بتصريحين علنيين حول الفساد» ويشير إلى «تحقيق في قضيتين مهمتين» هما «الخادم المعلوماتي الديمقراطي» ومجموعة الغاز «بوريسما» التي عمل فيها هانتر بايدن نجل جو بايدن. وأكد السفير: «لم أدرك إلا متأخرا أن أحد أهداف جولياني قد يكون (إقحام الأوكرانيين بشكل مباشر أو غير مباشر بالحملة لإعادة انتخاب الرئيس في 2020».

مشاركة :