تراجعت أسعار النفط أمس بفعل مخاوف بشأن الطلب الصيني بعد أن سجلت بكين -أكبر مستورد للخام في العالم- أضعف نمو اقتصادي فصلي في نحو 30 عاما، بفعل النزاع التجاري مع الولايات المتحدة الذي لا يزال يهيمن على الأسواق. بحسب "رويترز"، تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 21 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 59.70 دولار للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أربعة سنتات أو 0.1 في المائة إلى 53.89 دولار للبرميل، في ظل تراجع التفاؤل بشأن إمكانية توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق تجاري، على خلفية إشارات تشي بأنه سيكون حتى من الصعب التوصل إلى اتفاق محدود، في الوقت الذي يعطي فيه المخزون الأمريكي من الخام صورة مختلطة. وهناك مخاوف من جانب المستثمرين تجاه مستويات الطلب على الخام، بعد أن أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس ارتفاع مخزونات النفط بمقدار 9.3 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 11 تشرين الأول (أكتوبر) لتصل إلى 434.9 مليون برميل. وكانت توقعات المحللين تشير إلى ارتفاع مخزونات الولايات المتحدة بمقدار 2.7 مليون برميل خلال الفترة نفسها، في حين تراجعت مخزونات البنزين بنحو 2.6 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي. واستقر إنتاج النفط في الولايات المتحدة عند أعلى مستوياته على الإطلاق خلال الأسبوع الماضي، مع تجاوز صافي واردات الخام الأمريكية ثلاثة ملايين برميل يوميا. وكشفت التقرير الأسبوعي، أن متوسط الإنتاج بلغ 12.600 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي وهي مستويات الأسبوع السابق له نفسها. بذلك يقف إنتاج النفط الأمريكي عند أعلى مستوياته في التاريخ على الصعيد الأسبوعي، التي سجلها في الأسبوع الأول من هذا الشهر. وارتفعت واردات النفط الأمريكي بنحو 70 ألف برميل يوميا في الأسبوع الماضي لتصل إلى 6.295 مليون برميل يوميا. في حين تراجعت الصادرات الأمريكية بنحو 153 ألف برميل يوميا مسجلة 3.248 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنقضي. ومع صعود الواردات النفطية وتراجع الصادرات، فإن صافي واردات الولايات المتحدة سجل 3.047 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنصرم وهو أعلى بنحو 223 ألف برميل يوميا عن مستويات الأسبوع السابق له. وصعدت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي بأكثر مما يتوقعه المحللون. وزادت مخزونات الغاز الطبيعي بمقدار 104 مليار قدم مكعبة خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى مستوى 3519 مليار قدم مكعبة. وكانت تقديرات المحللين تشير إلى ارتفاع مخزونات الغاز الطبيعي الأمريكية بنحو مائة مليار قدم مكعبة. وارتفع سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعي تسليم تشرين الثاني (نوفمبر) بنحو 1.6 في المائة إلى 2.34 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وخفضت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام الجاري و2020، وحذرت من تباطؤ الاقتصاد العالمي. وذكرت الوكالة أنها خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط للعام الجاري بمقدار 65 ألف برميل يوميا ليصل النمو المتوقع في الطلب إلى مليون برميل يوميا. أما في 2020، فإن الوكالة حفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 105 آلاف برميل يوميا ليسجل 1.2 مليون برميل يوميا. وتتوقع الوكالة "أن يكون النمو في 2019 هو الأضعف منذ 2016، مع وجود أدلة على التباطؤ الاقتصادي في عدد من الأقاليم الاستهلاكية الكبيرة مثل أوروبا والهند واليابان". وأضافت الوكالة أن "التخفيض يعكس بشكل أساسي تعديلات تقنية نتيجة البيانات التي تظهر ارتفاع الطلب الأمريكي في 2018، التي خفضت أرقام النمو في العام الجاري، مع ضغف توقعات نمو الاقتصاد العالمي". وتابعت الوكالة الدولية أن "العام الجاري يظهر نصفين مختلفين، الأول أن الطلب العالمي قد يسجل نموا بمقدار 0.4 مليون برميل يوميا، أما النصف الثاني فقد يسجل نموا بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا". في المقابل، تلقى أسعار النفط دعما من احتمالات بتعميق تحالف "أوبك+" اتفاق خفض الإنتاج خلال الاجتماع المقبل في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وأشارت مصادر في "أوبك" إلى أن اللجنة الفنية المشتركة التي تراقب تنفيذ الاتفاق توصلت إلى أن نسبة الالتزام بالتخفيضات الإنتاجية في أيلول (سبتمبر) بلغت 236 في المائة. وأضافت المصادر أن اللجنة، التي اجتمعت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، ناقشت التزاما ضعيفا بالتخفيضات من نيجيريا والعراق العضوين في "أوبك". وذكرت المصادر أن الالتزام من جانب "أوبك" كان أعلى من المنتجين غير الأعضاء في المنظمة، مدفوعا بهبوط في إنتاج الخام عقب الهجمات الإرهابية في الـ14 من أيلول (سبتمبر).
مشاركة :