يبدأ رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح غدا (الأحد)، على رأس وفد رفيع المستوى، زيارة رسمية إلى مصر تستغرق ثلاثة أيام، يلتقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في وقت تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين تناميا ملحوظا في مختلف المجالات.ويبحث الرئيس السيسي والشيخ جابر المبارك، أوجه العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين الشقيقين، وتطورات الأوضاع على الساحتين الاقليمية والدولية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.كما يبحث رئيسا الوزراء المصري والكويتي، أوجه التعاون الاقتصادي بين البلدين، والتوقيع على عدد من الاتفاقيات التي من شأنها تعزيز أوجه التعاون المشترك في مختلف المجالات، في ظل العلاقات التاريخية الوطيدة التى تربط بين البلدين، على المستويين الرسمي والشعبي.تأتى زيارة رئيس الوزراء الكويتي إلى مصر، فى إطار ما شهدته العلاقات الثنائية في الآونة الأخيرة، من تطورات ملموسة فى مختلف أوجه التعاون المشترك، وهو ما ظهر من خلال الزيارات المتبادلة مؤخرا، والتي كان آخرها الزيارة الناجحة للرئيس السيسي إلى الكويت مطلع سبتمبر الماضي، وقبلها زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى مصر، للمشاركة فى القمة العربية – الأوروبية، التي عقدت في شرم الشيخ في فبراير الماضي، وكذلك زيارة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم إلى مصر فى سبتمبر الماضي، وزيارة رئيس مجلس النواب المصري الدكتور على عبدالعال إلى الكويت في يناير الماضي، فضلا عن عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في الكويت خلال شهر ديسمبر الماضي، برئاسة وزيرى خارجية البلدين، والتي توجت بتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون بينهما.وتلقى زيارة الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح إلى مصر، أهمية كبيرة لدى الجانبين، خاصة في ضوء التطورات الاقليمية المتلاحقة التى تشهدها المنطقة حاليا، وما تفرضه من تحديات جسام على البلدين، تتطلب تكثيف التشاور الوثيق بينهما، خاصة وأن الكويت تشغل حاليا مقعد العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي.ويلاحظ المتابع لمسار العلاقات المصرية الكويتية، أن ملامح تطور العلاقات الثنائية ، انطلقت خلال السنوات القليلة الماضية إلى آفاق أرحب وأوسع؛ حيث زادت الزيارات الرسمية رفيعة المستوى بين البلدين، واتسعت أوجه التعاون بينهما في مختلف المجالات، وهو ما ظهر جليا من خلال انعقاد ملتقى التعاون المصري الكويتي في الكويت خلال نوفمبر الماضي برئاسة رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وبحضور وزيري التجارة والصناعة المصري والكويتي، وعدد كبير من كبار رجال الأعمال في البلدين.وتحتل الكويت المركز الرابع عالميا ضمن قائمة المستثمرين الأجانب في مصر، والثالث عربيا، من خلال استثمارات متراكمة تجاوزت الـ15 مليار دولار، إضافة إلى أن ما يقارب ألف و227 شركة كويتية تعمل في مجال التجارة والاستثمار في مصر، وهو ما ساهم في زيادة حركة تنقل الأفراد بين البلدين، بمعدل 64 رحلة جوية أسبوعيا، ونحو 170 ألف زائر كويتي سنويا، في حين ازداد حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل ملحوظ مؤخرا، ليصل إلى نحو ثلاثة مليارات دولار أمريكي خلال السنوات الأربع الماضية، فضلا عن كون العلاقات الثقافية التى تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، أحد أهم روافد العلاقات بين البلدين؛ حيث يتلقى حاليا نحو 24 ألف طالب كويتي، دراستهم في مصر سنويا، ما بين التعليم الجامعي وما فوق الجامعي (الدراسات العليا – ماجستير – دكتوراه).وخلال تاريخ العلاقات المصرية – الكويتية، وتأكيدا لأطر التعاون المشترك في مختلف المجالات، وقع البلدان منذ عام 1963 وحتى عام 2018، نحو 114 إتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم، وهو ما يعكس مدى عمق وقوة العلاقات بين البلدين الشقيقين، فضلا عن الشراكة الطويلة والمثمرة بين مصر والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية منذ نشأته عام 1961؛ حيث بلغ عدد المشروعات الممولة من قبل الصندوق الكويتي نحو 50 مشروعا بقيمة مليار دينار (4ر3 مليار دولار)، في مختلف القطاعات التنموية والحيوية في مصر.ويأتي دور الجالية المصرية في عملية التنمية الاقتصادية في الكويت، والذى يحظى بتقدير واحترام من قبل مختلف أطياف الشعب الكويتي والمسئولين الكويتيين ورجال الأعمال، كأحد أهم أوجه العلاقات القوية بين البلدين؛ حيث هناك ما يقرب من 700 الف مصري يعملون في مختلف مواقع العمل في الكويت، يمثلون ثاني أكبر جالية في الكويت بعد الهندية، والتي يبلغ عددها وفقا للاحصاءات الكويتية نحو مليون وافد.
مشاركة :