قال الدكتور رفيق الدياسطي، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الزقازيق، إن الأوضاع في الصومال معقدة للغاية، بسبب التدخل القطري في شئونه، بشكل يعيق إحلال السلام هناك. وأوضح لـ"البوابة نيوز"، أن أكبر دليل على أن الأمور في الصومال بالغة التعقيد، ويصعب إحلال السلام بها في وجود قطر، هو موقف حركة الشباب الإرهابية، التي انقلبت على قطر، واتهمتها بالتآمر ضد الصومال، رغم أن الجانبين كانا على وفاق، حتى بدأ الدعم القطري يتحول إلى تنظيم داعش بدلا من الحركة.وأشار إلى أن حركة الشباب أرادت الانتقام من المحور القطري التركي، بشن سلسلة هجمات ضد المصالح التركية العسكرية في الصومال، محاولة توصيل رسالة إلى قطر وتركيا، بأنهما لن يهنآن بدعم داعش، وأن التنظيم لن يحمي مصالحهما، دون موافقة ورضا حركة الشباب، وهو ما بدا واضحا في استهداف الحركة للقاعدة العسكرية التركية في الصومال أكثر من مرة، وكذلك استهدافها وفدا دبلوماسيا قطريا، في مقديشو بعملية انتحارية، في مايو 2013.وحول التسريب الصوتي، الذي كشفته صحيفة "نيويورك تايمز"، وفيه مكالمة هاتفية بين سفير قطر بالصومال، وأحد رجال الأعمال المقربين من تميم بن حمد، قال الدياسطي، إنه أصبح من الحقائق التي لا تقبل الشك، أن داعش هو أحد أذرع قطر في الشرق الأوسط وأفريقيا، تعوض به عدم امتلاكها نفوذا عسكريا كافيا، لتحقيق مصالحها.وأشار إلى أن التسريبات التي نشرتها الصحيفة الأمريكية، لم تكن كاشفة لتورط قطر في الإرهاب، بقدر ما مثّلت تأكيدا جديدا على ارتكاب النظام القطري لهذه الجرائم بشكل ممنهج، وموسع.وأشار إلى أن النظام القطري هو الوحيد، الذي يسمح للمنظمات الإرهابية بالظهور في إعلامه، وفتح مكاتب تمثيل دبلوماسي لها على أرضه، مثلما هو الحال مع حرك طالبان.وشدد الدياسطي على أن داعش ومن ورائه قطر وتركيا، باتوا يستهدفون القارة الأفريقية، للفوز بثرواتها، وهو ما يفسر الوجود التركي والقطري، في ليبيا ومالي وتشاد أيضا، حتى يكون ذلك شوكة في ظهر الدول العربية. ولفت أستاذ الجغرافيا السياسية إلى أن قطر تستغل وجودها في البلدان الأفريقية لتنشر الفوضى والإرهاب فيها، حتى توجد لنفسها ذريعة الدخول بأموالها تحت ستار إعادة الإعمار، والاستثمارات، بينما هي في الحقيقة تغسل أموالها وتمول الإرهاب. وحذر الدياسطي من النشاط الكبير لقطر في أعالي القارة الأفريقية، عن طريق التعاون مع رواندا، باعتبارها رئيسا لاتحاد دول شرق أفريقيا، الذي يضم 16 دولة، قادرة جميعها على صنع نهضة اقتصادية واسعة.وأضاف: "لحسن الحظ أن القيادة السياسية المصرية، فطنت لأهمية أفريقيا، وسعت بقوة وسرعة إلى استعادة العلاقات مع معظم دول القارة، حتى لا نفاجأ بسيطرة قطر كما سيطرت إسرائيل في وقت سابق، وهو ما يهدد العمق الاستراتيجي لمصر، والأمن القومي العربي بشكل عام. يذكر أن صحيفة "نيويورك تايمز"، نشرت مكالمة صوتية مسربة لسفير قطر في الصومال، حسن بن حمزة، يتحدث فيها مع رجل الأعمال القطري خليفة المهندي، حول تفاصيل ودوافع التفجير الذي وقع في مدينة "بوصاصو" بشمال شرق الصومال، وأنه كان بتدبير وتنفيذ "أصدقاء قطريين، لطرد خصومهم الإماراتيين من الساحة الصومالية، وتعميق النفوذ القطري في البلاد"، وفق ما دار في المكالمة التي تم تسريبها، ونشرتها "نيويورك تايمز".
مشاركة :