هيفاء مصباح، آمنة الكتبي (دبي) أثارت ندوة «اللغة العربية والهوية»، في إطار مؤتمر الدولي الرابع للغة العربية بدبي، تحفظ بعض المشاركين والحضور في ظل انشغال العديد منهم بالتصحيح النحوي للبحث المقدم من المشاركين، وجاءت الندوة بإدارة د. سعيد تلاب، وشهدت تقديم ستة أبحاث ناقشت أزمة الهوية وعلاقتها باللغة العربية. فقدمت د. جودي البطاينة من الأردن بحثاً أكدت فيه أن الأمم تكتسب كينونتها وهويتها من لغتها، وقالت: «إن العربية تواجه أزمات تتجلى في سبعة مستويات من مستوى الطلاب ومستوى المعلمين ومستوى المناهج ومستوى الترجمة ومستوى التعريب والمستوى الشخصي والمستوى الخارجي». وحول علاقة اللغة العربية بالسلطة أكدت ضرورة تقويم لغة السياسيين لأنهم يمثلون أمة ولغتهم هي عنوان للأمة، وهم يتحدثون مع الآخر بلغته، بينما السياسي الأجنبي لا يستغني عن لغته، وختمت بحثها حول مستقبل لغة الضاد لكونه لا يتجزأ عن هويتنا وكينونتنا. وجاء بحث د. كوثر إبراهيم من مصر ليناقش مفهوم الاستثمار في اللغة العربية، موضحة أننا نعيش أزمة هوية بكل مكوناتها، ينجم عنها شعور بكوننا مغتربين عن الذات والمجتمع وسوء تكيف، وما ينجم عنه من أمراض نفسية وسلوكية، ولفتت إلى وجوب إزالة الآثار السلبية التي لحقت باللغة العربية في المؤسسات التعليمية والابتعاد عن الأساليب التقليدية في التعليم، وضرورة تشخيص الأزمة من منظور الهوية بالماضي والمستقبل باعتبار أن الاستثمار باللغة ضرورة قومية وعدم الاستسلام للواقع والعمل على توطين اللغة والتركيز على أهميتها في الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار وتشجيع الولاء للوطن العربي وثقافته. وجاء البحث المقدم من د. حسينية عزاز من الجزائز ليناقش مستلزمات الأمن اللغوي، موضحة مفهومه بأنه الأمن الذي يستهدف الحفاظ على اللغة وصولاً للحفاظ على الهوية من الذوبان والاستلاب، واصفة واقع الأمة اليوم بأنه أشبه بالارتداد عن اللغة العربية نطقا وكتابة. وحددت عزاز أبرز مهددات الأمن اللغوي في ضعف الأداء في استخدام العربية، وطغيان اللغات الأجنبية والتهجين اللغوي، وضعف أداء وسائل الإعلام، وتعاملنا مع العولمة في جانبها السلبي، وسوء تدبير ثقافة الاختلاف. وتحدث د. السعيد سليمان من الجزائر عن لغة التمدرس وآثرها في الشعور بالانتماء للوطن والتمسك بالهوية وعقدت بعد الظهر جلسة اللغة العربية والدبلوماسية، التي ترأسها د.عثمان الصيني، رئيس تحرير صحيفة مكة فأشاد بالجهود الكبيرة للدبلوماسين العرب في حفظ ونقل ثقافتهم للشعوب الأخرى بالاضافة الى عملهم السياسي. ... المزيد
مشاركة :