وقّعت بريطانيا اتفاقا مع شركة كهرباء فرنسا إي دي إف لبناء محطة كهرباء نووية بتكلفة قيمتها 16 مليار جنيه إسترليني (26 مليار دولار) لتصبح أول دولة في أوروبا تقدم ضمانات حكومية للمساعدة في تمويل مشروع نووي. وذكرت شركة إي دي إف والحكومة البريطانية أمس أن مشروع هنكلي بوينت سي في جنوب غرب إنجلترا، وهو أول محطة نووية أوروبية جديدة منذ أزمة فوكوشيما في اليابان؛ سيبدأ في إنتاج الطاقة من عام 2023م. وسيضمن المشروع بيع إنتاجه من الكهرباء بسعر 92.50 جنيه إسترليني (150 دولارا) لكل ميجاوات ساعة لمدة 35 عاما، وهو ما يزيد على مثلي سعر السوق الحالي. ويُبيّن الاتفاق أن الشركات المصنعة لمحطات الكهرباء النووية تحتاج لدعم الحكومة للمشاريع الجديدة في أوروبا، حيث ارتفعت بشدة تكاليف الطاقة النووية الجديدة بعد أن فرضت الجهات التنظيمية قواعد أمان صارمة بعد كارثة فوكوشيما عام 2011م. وقالت شركة إي دي إف إن الكونسورتيوم الذي سترأسه سيقوم ببناء مفاعلين يعملان بضغط الماء من تصميم شركة أريفا في هنكلي بوينت سي في سومرست جنوب غرب إنجلترا بقدرة 1650 ميجاوات، وهو يمثل 7 في المائة من كهرباء بريطانيا، وهما أول مفاعلين نوويين جديدين في بريطانيا منذ نحو 20 عاما. وبموجب الاتفاق قالت إي دي إف إن حصتها تراوح بين 45 و50 في المائة في الكونسورتيوم الذي سيقوم ببناء المفاعلين. وإضافة إلى ذلك تضع شركة إي دي إف مقترحات لبناء مفاعلين في سايزويل سي في سافولك شرق إنجلترا. وسيكون لشريكي شركة إي دي إف القديمين المؤسسة النووية العامة الصينية سي جي إن، والمؤسسة النووية الوطنية الصينية سي إن إن سي حصة مجمعة تُراوح نسبتها بين 30 و40 في المائة، بينما سيكون لشركة أريفا حصة تبلغ 10 في المائة. وقال وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن أثناء زيارة للصين في الأسبوع الماضي إن الشركات النووية الصينية يمكنها أن تمتلك حصة أغلبية في محطات الطاقة البريطانية مستقبلا. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان: اليوم لدينا اتفاق لأول محطة للطاقة النووية تقام في بريطانيا في جيل. وجاء في بيان شركة إي دي إف: الشراكة ستعطي (سي جي إن) و(سي إن إن سي) فرصة لكسب خبرة في المملكة المتحدة وستدعم هدفهما في المدى البعيد في أن تصبحا شركتين للإنشاءات النووية في المملكة المتحدة مع مجموعة (إي دي إف) مع الالتزام الكامل بالشروط التنظيمية. وتؤيد حكومة بريطانيا وأحزاب المعارضة الطاقة النووية كما أن المشاعر المناهضة للطاقة النووية بين السكان أضعف من مناطق أخرى في أوروبا.
مشاركة :