الفوز على البايرن كان مذهلاً.. وميسي لاعب من «بعد آخر» - أنريكي "الساحر" عاد لإظهار موهبته.. والهدف الثالث قضى على آمالنا - جوارديولا برشلونة (وكالات) سجل ليونيل ميسي هدفين رائعين في لحظتي سحر قبل النهاية، وأضاف نيمار هدفا ثالثا في الوقت القاتل ليكسر برشلونة مقاومة ضيفه بايرن ميونيخ في انتصار مبهر بثلاثية نظيفة في ذهاب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمس الأول. وبعد أداء مبهر لحارس بايرن مانويل نوير في معظم فترات المباراة جاء الدور على ميسي ليخطف الأضواء بتسديدة قوية في الشباك في الدقيقة 77 ويضاعف النتيجة بعدها بثلاث دقائق بتسديدة جميلة من فوق الحارس طويل القامة من على بعد ستة أمتار. وأكمل نيمار الثلاثية بتسديدة من بين ساقي نوير في الوقت المحتسب بدل الضائع. وجاءت الليلة كارثية على بيب جوارديولا مدرب بايرن العائد لملعب فريقه السابق. وقبل المباراة حذر جوارديولا لاعبيه من صعوبة إيقاف ميسي وأثبتت الأحداث صدق توقعه حيث قاد النجم الأرجنتيني فريقه لهذا الانتصار الساحق ليمنحه أفضلية كبيرة قبل مباراة الإياب الأسبوع المقبل. وقال جيرار بيكي قلب دفاع برشلونة للتلفزيون الإسباني: «لعبنا مباراة رائعة، تألقنا دفاعيا ولم يحصلوا على أي فرصة.. تحقيق هذا أمام فريق مثل بايرن أمر رائع». وتطور أداء برشلونة مع تقدم الموسم تحت قيادة المدرب لويس أنريكي فلم يعد الفريق الذي يستحوذ على الكرة طيلة الوقت بل جعل من المهاجمين أفرادا أكثر إبداعا. وفي المقابل استحوذ بايرن على اللعب لفترات طويلة لكن برشلونة نال منه ثلاث مرات من هجمات مرتدة. وقال فيليب لام قائد بايرن: «لعبنا بشكل جيد لفترات طويلة لكنهم تفوقوا علينا في ثلاث مناسبات بفضل الهجمات المرتدة. وأضاف: نشعر بمرارة حيث لاحت لها عدة فرص لكننا فقدنا الاستحواذ ولعبوا هم على الهجمات المرتدة ولم يكن يتعين علينا السماح لهم بذلك. وغاب فرانك ريبري وأرين روبن ضمن آخرين بسبب الإصابة عن صفوف بايرن، لكن روبرت ليفاندوفسكي الذي ارتدى قناعاً واقياً لوجهه بدأ المباراة في الهجوم رغم إصابته بكسر في الأنف والفك في هزيمة فريقه الأخيرة أمام بروسيا دورتموند في كأس ألمانيا. ولاحت أول فرصة لبرشلونة على المرمى بعد 11 دقيقة عندما انسل لويس سواريز من دفاع بايرن لكن نوير أنقذ محاولته. وبعدها بدقائق سدد نيمار كرة من مسافة بعيدة لتصطدم برافينيا وتغير اتجاهها بعيداً. واستفاق بطل ألمانيا بعدها قليلاً وكاد أن يسجل من هجمة مرتدة لكن ليفاندوفسكي لم يستفد من عرضية توماس مولر بعد 17 دقيقة. وقدم ميسي وسواريز لمسات ساحرة أمتعت الجماهير ليختبرا دفاع بايرن، بينما وجد نيمار الذي كان يلعب على يسار الخط الهجومي الناري لبرشلونة صعوبة أكبر لدخول أجواء المباراة. وواصل برشلونة صناعة الفرص في الشوط الثاني قبل أن يكسر ميسي حالة الجمود بتسديدة من عشرين متراً خدعت نوير. وتوج بعدها أداء استثنائيا بعدما راوغ مدافعا ورفع الكرة بشكل رائع من فوق نوير مسجلاً هدفه 77 في دوري الأبطال وهو رقم قياسي. وقدم بعدها تمريرة لنيمار سجل منها الثالث. ووصف لويس أنريكي المدير الفني لفريق برشلونة الفوز بثلاثية نظيفة بـ «المذهل»، كما أشاد بموهبة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي سجل هدفين، واصفا إياه بأنه لاعب من «بعد آخر». وقال أنريكي عقب المباراة: «إنها نتيجة مذهلة.. إنها التفاصيل الدقيقة التي ترجح كفة الميزان ولهذا لدينا لاعبون رائعون في الشق الهجومي»، في إشارة إلى الثلاثي الهجومي للفريق الكتالوني: ميسي ونيمار ولويس سواريز. وأضاف المدرب الإسباني: «لقد قام الفريق بالعديد من الأشياء الجيدة.. لم نستقبل أهدافا ولم يقوموا هم بخلق فرص للتهديف وهذا يعني أن الفريق كان جيدا من الناحية الدفاعية». ويرى لويس أنريكي أن المباراة كانت متوازنة للغاية رغم النتيجة التي قد تكون قد أوحت بوجهة نظر مغايرة: «خلقنا العديد من فرص التسجيل ولكن في النهاية حسمنا المباراة في 15 دقيقة». واحتل ميسي جانبا كبيرا من إشادات أنريكي، حيث قال: «مع ليو تعودنا أن يقوم بكل شيء.. نحن نراه يوميا إنه لاعب من بعد آخر». ولم يفرط أنريكي في الإشادة بالنجم الأرجنتيني، حيث آثر إرجاع الفضل في تقدم الفريق إلى اللاعبين بشكل جماعي: «بالصمود الجماعي نستطيع مواجهة أي مباراة». من جهته، أشاد الإسباني جوزيب جوارديولا المدير الفني للبايرن بأداء ميسي، الذي كان كلمة السر في الفوز العريض الذي حققه النادي الكتالوني، وقال: «ميسي عاد مجدداً ليظهر موهبته.. لقد خلق العديد من فرص التسجيل». وأعرب جوارديولا عن أسفه لما آلت إليه نتيجة المباراة، مؤكدا أنه يفكر الآن في مباراة العودة: «لقد كنا نسير بشكل جيد معظم فترات المباراة.. العودة ستكون صعبة ولكننا سنحاول.. لا زال هناك 90 دقيقة». ونفى جوارديولا أن تكون عودته لملعب الكامب نو قد أثرت عليه سلبا: «أنا أقوم بعملي بشكل جيد قدر المستطاع.. في هذا الإطار الاعتبارات الشخصية تصبح قليلة الأهمية.. كنت أشعر بأنني على ما يرام طوال الوقت وكنت أفكر في المباراة». واعتبر جوارديولا بأن الهدف الثالث الذي سجله برشلونة في مرمى فريقه ليخرج فائزا عليه 3-صفر، قضى على أمل الفريق البافاري في بلوغ المباراة النهائية. وأعرب جوارديولا الذي أحرز في صفوف برشلونة 14 لقباً بين عامي 2008 و2012، عن خيبة أمله من انهيار فريقه في الدقائق الـ 13 الأخيرة التي شهدت تسجيل الفريق الكتالوني لأهدافه الثلاثة. وقال جوارديولا: «بعد الهدف الأول انهارت معنويات فريقي، الهدف الأخير مخيب للآمال لأننا لو أنهينا النتيجة صفر-2 لكنا احتفظنا بالأمل، أما الآن فإن الأمور ستكون في غاية الصعوبة». وتابع: «النتيجة تؤذينا، برشلونة فريق عظيم والطريقة الوحيدة لوقفهم هو الاستحواذ على الكرة ولا أعتقد بأن هناك طريقة أخرى لذلك».
مشاركة :