واصلت تركيا خرقها لاتفاق بنس- أردوغان بالهدنة في شمال شرقي سوريا؛ حيث نفذت هجوماً على أكثر من 40 نقطة عسكرية في تل أبيض ورأس العين والمناطق المتاخمة لهما، واشتبك الجيش السوري مع فصائل موالية لأنقرة في ريف الحسكة، وسيطر على المعبر الحدودي مع تركيا في عين العرب.وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، في مدينة رأس العين: «إن هناك محاولات لفتح ممر آمن لإخراج الضحايا والمدنيين والجرحى، لكن طائرات الكشف والمدفعية التركية لا تسمح لنا»، مبيناً أن منظمات إنسانية تريد دخول المدينة، لكن القصف والطيران المدفعي لا يسمحان لها. وطالب المصدر، مجلس الأمن والمنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل الفوري لإيقاف هذه المجزرة التي تحصل في مدينة رأس العين. وأضاف: «رغم تعهدنا بوقف إطلاق النار، بتنا في حالة الدفاع عن النفس».ونشر مصطفى بالي، مدير المركز الإعلامي، فيديو يظهر فصائل مسلحة مدعومة من أنقرة في طريقها لاقتحام مدن سورية ومنها رأس العين. وكتب: «يتجه المزيد من المقاتلين، بمن فيهم «دواعش» سابقون، إلى الحدود السورية التركية هذا الصباح استعداداً لهجمات جديدة على البلدات الحدودية، وعلى الرغم من وقف إطلاق النار المعلن عنه...فإنه سيستمر المعتدون في الهجوم ما لم يكن هناك ضامن».وأعلن المركز الإعلامي، عن حصيلة العمليات القتالية مع تركيا خلال 24 ساعة. وأشار إلى أنه «على الرغم من قرار وقف إطلاق النار، فإن الدولة التركية والفصائل الموالية لها لم تتوقف عن استهداف المناطق الحدودية، كما استمرت بشن الهجوم على مدينة رأس العين». ولفت إلى أنه في هذه المدينة، تصدت قوات «قسد» لتقدم القوات التركية والفصائل الموالية ، وتم إعطاب 3 مدرعات ومقتل ما لا يقل عن 13 مسلحاً وإصابة 3 آخرين بجروح، وأضاف أن الاشتباكات ما زالت دائرة في تلك المنطقة.وعلى محور قرية زركان، حاول الجيش التركي، التقدم باتجاهها والسيطرة عليها مدعوماً بغطاء جوي ومدفعي، وقامت «قسد» بالتصدي له، ما أسفر عن مقتل 12 مقاتلاً في صفوف «قسد» وإصابة 12 آخرين، مع استمرار الاشتباكات على محور قرية المناجير والعالية.واستهدف الجيش التركي، مركز مدينة القامشلي، ما أسفر عن مقتل مقاتلين اثنين من قوات «قسد». وفي عين العرب (كوباني)، حاولت مجموعات من القوات التركية والفصائل الموالية، التسلل والاقتراب من جبهات القتال، فتصدت لها قوات «قسد»، وأسفرت مجمل الأعمال القتالية على محور كوباني/تل أبيض، عن مقتل 18 في صفوف الجيش التركي والمسلحين وإصابة آخرين. كما أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل 25 في صفوف «قسد» وإصابة 17 آخرين.وأكدت «قسد»، أنه بعد إعلان وقف إطلاق النار، أوقفت كل عملياتها واتخذت مواقعها الدفاعية، وكل العمليات العسكرية، جاءت في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس ضد هجمات الجيش التركي والفصائل الموالية له. من جهتها قالت وزارة الدفاع التركية في بيان: «القوات المسلحة التركية تلتزم تماماً بالاتفاق» الذي تم التوصل إليه، الخميس، مع الولايات المتحدة، «على الرغم من ذلك، نفذ الإرهابيون في المجمل 14 هجوماً في الساعات ال36 الماضية». من جهته، أكد الهلال الأحمر الكردي، أن الجيش التركي والفصائل الموالية له تمنع الفرق الطبية وسيارات الإسعاف من دخول رأس العين لإجلاء المصابين والجرحى، مطالباً بضرورة فتح ممر إنساني بإشراف دولي تفادياً لحدوث أزمة إنسانية داخل المدينة.وكانت «قسد» أعلنت إسقاط طائرة تركية في تل أبيض، أمس الأول الجمعة.من جهتها اشتبكت قوات الجيش السوري، أمس السبت، مع فصائل موالية لأنقرة، بالقرب من رأس العين،وأوضحت وكالة «سانا» السورية الرسمية،أن وحدة من الجيش تصدت لمحاولة «مجموعة من مرتزقة النظام التركي» التسلل باتجاه نقاطها في قرية الأهراس، شمال غربي تل تمر بريف الحسكة . كما أفادت بأن قوات الجيش التركي والمجموعات الموالية لها احتلت قريتي جان تمر شرقي والشكرية بريف رأس العين، وقطعت الطريق الرابط بين تل تمر ورأس العين.ورفع حرس الحدود السوري العلم الوطني، على الحدود مع تركيا عند نقطة التفتيش في مدينة عين العرب (كوباني). وتركزت القوات السورية على الخط الحدودي يوم الأربعاء الماضي، كجزء من الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين دمشق والأكراد. وبدوره، أفاد حرس الحدود السوري لوكالة «سبوتنيك»، بأن سكان المدينة رحبوا بحرارة بوصول قافلة عسكرية. وأضاف: «مع المقاتلين الأكراد علاقتنا جيدة.. كلنا سوريون، كلنا سوريون، ولا يهم إذا كنا عرباً أو أكراداً، وواجبنا المشترك حماية وطننا من المعتدي».
مشاركة :