طالبت حكومة إقليم كتالونيا الإسباني، أمس السبت، مدريد، بإجراء «مفاوضات غير مشروطة» لمعالجة النزاع في الإقليم الذي شهد مواجهات عنيفة بين المحتجين الغاضبين من أحكام بالسجن على قادة انفصاليين، وقوات الشرطة، أصيب خلالها نحو 200 شخص، بعدما رشق المتظاهرون الحجارة والألعاب النارية على قوات الأمن التي ردت بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، في وقت جذبت «مسيرات للحرية» أكثر من نصف مليون من الداعين إلى الاستقلال.ومع تواصل الدعوات لتنظيم احتجاجات جديدة، يخشى معها تزايد حدة العنف، بعد خمسة أيام من الصدامات والمواجهات، دعت حكومة الإقليم الانفصالي مدريد إلى التفاوض. وقال الرئيس الإقليمي كيم تورا، في كلمة: «نحض رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أن يحدد اليوم موعداً لنجلس إلى طاولة التفاوض من دون شروط. إنها مسؤوليته وواجبه»، ملمحاً بذلك إلى مسألة الاستفتاء المصيرية التي ترفضها مدريد وأضاف: «نطالب منذ وقت طويل بعملية التفاوض من أجل حل سياسي لنزاع سياسي. اليوم، الأمر ملحّ أكثر من أي وقت».ودعا تورا إلى التحلي «بالمسؤولية في التظاهرات»، مشدداً على «وجوب التعبير عن الدفاع عن الحقوق والحريات في شكل سلمي، كما هي الحال دائماً». وأضاف، أن «العنف لم يكن أبداً وسيلتنا، ولن يكون».على الصعيد نفسه، تواصلت دعوات الانفصاليين لتنظيم تظاهرات جديدة وسط برشلونة التي تحولت أمس الأول، إلى ساحة معركة فوضوية، أصيب فيها 152 شخصاً، فيما أصيب عشرات آخرون في أرجاء كتالونيا. وكانت قوات الطوارئ ذكرت أنّ 500 شخص أصيبوا بالفعل منذ الاثنين الماضي، حتى قبل حصول الصدامات الأخيرة. وبحسب وزارة الداخلية، اعتقلت السلطات 83 شخصاً، بعد صدامات أمس الأول، إضافة إلى 128 آخرين اعتقلوا قبل مسيرات الجمعة.وقالت عمدة برشلونة آدا كولا، أمس: «هذا لا يمكن أن يستمر، برشلونة لا تستحق ذلك»، مندّدة بأعمال العنف.وصباح أمس، سادت رائحة الاحتراق النافذة شوارع برشلونة، فيما كان عمال البلدية ينظفون الشوارع من الإطارات المشتعلة والزجاج المكسور، ويصلحون أرصفة حطمها المحتجون لاستخدام حجارتها في قذف عناصر الأمن.وشارك نحو نصف مليون شخص في تجمعات «مسيرات الحرية» في برشلونة، وهو التجمع الأكبر منذ أحكام الاثنين الصادمة التي دفعت عشرات الآلاف للاحتجاج في شوارع الإقليم، وإعلان الإضراب العام.وبدت غالبية المسيرات سلمية، لكن شباناً أشعلوا النيران في فيا لايتانا، ما أدى إلى تصاعد دخان كثيف، ودفع قوات الأمن لإطلاق الغاز المسيّل للدموع. واندلعت حرائق أخرى قرب ميدان «بلازا دي كتالونيا»، حيث تجمع محتجون في تحدي للشرطة التي حاول عناصرها تفريقهم باستخدام خراطيم المياه. (وكالات)