هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس السبت، بسحق رؤوس المقاتلين الأكراد حال عدم انسحابهم من شمال شرقي سوريا في المهلة المحددة، وفق الاتفاق الأمريكي التركي. ورأت الولايات المتحدة أن وقف النار صامد على الرغم من البداية الصعبة، وأكدت أنها طالبت تركيا بضرورة الالتزام ب«الشروط الكاملة» للهدنة، لكن أحد قادة الجمهوريين الأمريكيين اعتبر انسحاب القوات الأمريكية من سوريا «كابوساً استراتيجياً».فقد أكد أردوغان عزم بلاده على استئناف عمليتها العسكرية شمال شرقي سوريا إذا لم ينسحب المقاتلون الأكراد من المنطقة في المدة المحددة، مهدداً ب«سحق رؤوسهم». وقال في كلمة ألقاها، أمس السبت، إن «تركيا لم تتراجع عن الشروط التي وضعتها منذ البداية» عندما أطلقت عملية «نبع السلام» العسكرية، مشيراً إلى أنه أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن القوات التركية ستستأنفها في حال عدم انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً، من شمال شرقي سوريا خلال 120 ساعة، المنصوص عليها في الاتفاق التركي الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في المنطقة.وأضاف أردوغان مهدداً: «إذا لم ينجح الاتفاق مع الأمريكيين، سنواصل من حيث توقفنا، عند انتهاء 120 ساعة، وسنستمر في سحق رؤوس الإرهابيين».من جهة أخرى أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الوضع في تحسن بعد إبرام اتفاق وقف القتال بين الأتراك والأكراد شمالي سوريا. وأضاف بعد اجتماعات بمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل: «نأمل خلال الساعات المقبلة أن الأتراك الذين كانوا جزءاً من الاتفاق إلى جانبنا، إضافة إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب في المنطقة، أن يلتزموا بجدية بالالتزامات التي قطعوها».وفي السياق نفسه، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إنه تحدث مع نظيره التركي، وجدد تأكيد ضرورة التزام أنقرة باتفاق وقف إطلاق النار وضمان سلامة السكان في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية. وأضاف: «حماية الأقليات الدينية والعرقية في المنطقة تظل محور اهتمام الإدارة. وقف إطلاق النار خطوة ضرورية لحماية هؤلاء السكان المعرضين للمخاطر». وقال إنه ذكّر نظيره التركي خلوصي أكار، بمسؤولية تركيا في الحفاظ على أمن سجناء تنظيم «داعش» في المناطق التي يشملها الهجوم التركي.وكان مسؤول دفاعي أمريكي أعلن أن الولايات المتحدة ستواصل عمليات المراقبة الجوية شمال شرقي سوريا لمراقبة السجون التي يوجد بها سجناء التنظيم.وكان إسبر أعلن في بيان، أنه سيسافر إلى الشرق الأوسط السبت (أمس) لزيارة القوات الأمريكية، ولقاء الشركاء الدوليين وذلك قبل التوجه إلى بروكسل لحضور الاجتماع الوزاري لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، حيث سيلتقي نظيره التركي وباقي وزراء دفاع دول الحلف.من جهة أخرى، وصف زعيم كتلة الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونيل قرار الرئيس ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا ب«الكابوس الاستراتيجي». وكتب ماكونيل في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أن «سحب القوات الأمريكية من سوريا خطأ استراتيجي فادح». وأضاف أن «ذلك سيجعل الشعب الأمريكي وأرضه أقل أماناً وسيشجع أعداءنا ويضعف تحالفات مهمة». إلى جانب ذلك، قال كيفين مكارثي؛ أكبر عضو جمهوري بمجلس النواب الأمريكي، إنه من الملائم أن يوقف النواب مساعي فرض عقوبات على تركيا حتى يتسنى للرئيس ترامب وإدارته إتمام عملهم، وذلك بعدما ضغط أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أجل معاقبة أنقرة على هجومها شمالي سوريا. (وكالات)
مشاركة :