في حوار نادر له مع ليلى رستم عام ١٩٦٦، تحدث الموسيقار فريد الأطرش، عن حياته ومعاناته وظروف مرضه واضطراره للعب القمار وعن حبه ومشاعره العاطفية والسبب في عزوفه عن الزواج.قال المطرب والملحن فريد الأطرش: بعدما وصلنا مصر انقطعت أخبار أهلنا عنا عدة سنوات، وكنت أعمل في محل تجارى أحمل البضائع، قبل أن ألتحق بالعمل لدى بديعة مصابنى تألمت في حياتى وكنت أنفق على العائلة، وكانت أختى أسمهان صغيرة وأخى في المدرسة ووالدتى موجودة معنا، فكنت أذهب إلى المدرسة نهارا وليلا أعمل عند بديعة مصابنى في الكباريهات.وتابع: «مررت كثيرا بآلام نفسية، ولعبت القمار من أجل التسلية، وغير خجلان من قولى ذلك، أنا لعبت القمار حتى أنسى وفاة شقيقتى أسمهان، قبل أن أقرر التوقف، وفعلا توقفت لمدة ٥ سنوات، تعهدت بأنى لن أعود للعب القمار مرة أخرى، لأنى خسرت مبلغا كبيرا، والشخص المقامر سيخسر في النهاية، ولم ألعب من أجل المكسب، لكنى لعبت من أجل مواجهة الهموم، ومرضي، فكنت أعيش بربع قلب، وحياتى مهددة بالخطر، والمال لا يصنع السعادة لكنه بساعد على الحياة، فمثلا مرضى كلفنى كثيرا علاجا وأدوية، ومستشفيات وأطباء، ما بالك لو لم أكن أملك أموالا، ومررت بظروف صعبة، وساعدنى كثيرون». وأشار، إلى أن ملوكا وأمراء وأناسا من الشعب قدموا له مساعدات بشكل لا يتصوره عقل.وتابع الأطرش: الله سبحانه وتعالى لم يرد لى أن أتزوج وهذا قسمة ونصيب وهناك أناس كثيرون يعتقدون أننى مضرب عن الزواج، وأنا تمنيت الزواج ٥ مرات في حياتى لأن في ٥ نساء مررن بحياتى وتمنيت الزواج منهن وأحببتهن بقلبى وعقلى لأن الحب غير الزواج، يجب أن تحكم القلب والعقل يجب أن يتدخل وهن لا يعرفن، لأنى لو قلت مش هاطلع بنتيجة، لأن في أسباب بتمنع هذا الزواج. وواصل الأطرش حديثه: «أصبت بجلطة ذات مرة، عام ١٩٥٤، والأطباء أخبرونى أننى لن أستطيع الغناء مرة أخرى، فقررت الزواج، وأخبرت شقيقى برغبتي، فسألنى عن السيدة التى وقع اختيارى عليها، فأجبت بصورة لسيدة لم أرها في حياتى كان لها بروتريه في بيتى فذهبوا لها ليجدوها مخطوبة، وهناك نساء أخريات كنت أتمنى أتزوج واحدة منهن وتكون زوجتى ففى أسباب عائلية منعتنى من ناحية عائلتى». واختتم: هناك ألحان ولدت نتيجة الصدمات والتجارب العاطفية مثل نجوم الليل، وأنا مطرب عاطفى وليس حزينا وخلقت الأغانى المرحة لى ولغيرى، أنا بغنى بإحساس وبأداء وبعاطفة وبصوت جميل، وهذا ليس عيبا في صوتي، لكن في حياتى الخاصة أنا حزين.
مشاركة :