أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، استقالة وزرائه من الحكومة. وقال جعجع، خلال مؤتمر صحافي ليل السبت الأحد من معراب شمال بيروت، إن التحديات التي تواجهها البلاد غير مسبوقة. كما أضاف: "لم نلمس أي نية جدية من المسؤولين اللبنانيين بمعالجة الأزمات"، مشدداً: "لا ثقة لدينا بقدرة الحكومة على تنفيذ الإصلاحات". ويضم تكتل "الجمهورية القوية" نائب رئيس الحكومة، غسان حاصباني، ووزير الشؤون الاجتماعية، ريشار قيومجيان، ووزيرة الدولة، مي شدياق، ووزير العمل، كميل أبو سليمان. وفور سماعهم خبر استقالة وزراء القوات، احتفل المتظاهرون في وسط بيروت، مطالبين باستقالة باقي الكتل السياسية، في وقت أطلق المتظاهرون في مدينة طرابلس شمالاً المفرقعات النارية احتفالاً. وكان جعجع قد أكد في اتصال مع "العربية" الجمعة أن ما يحدث في لبنان ثورة شعبية حقيقية، قائلاً إن "فرقاء السلطة ميؤوس منهم ولا يناسبهم قيام الدولة". حزب الله هو المسؤول كذلك لفت إلى أن "حزب الله متخوف جداً وقسم من قاعدته خرج عليه"، محملاً الحزب مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد. وأضاف أن "حزب الله متضرر من الوضع القائم في لبنان". كما شدد على أن "موقف القوات اللبنانية يقوم على التنسيق مع سعد الحريري للتوصل إلى حكومة تكنوقراط". وأشار جعجع إلى أن "أي تغيير جذري في لبنان يبدأ بتشكيل حكومة جديدة"، موضحاً أن "المشكلة ليست في النظام السياسي اللبناني بل بالأكثرية الحاكمة". وكان عشرات الألوف من المتظاهرين قد تدفقوا على شوارع لبنان السبت في ثالث يوم من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أنحاء البلاد، ووجهوا غضبهم نحو النخبة السياسية التي يحملونها مسؤولية ترسخ المحسوبية ودفع الاقتصاد صوب الهاوية. واندلعت الاضطرابات بدافع الغضب من ارتفاع تكاليف المعيشة وخطط فرض رسوم جديدة، منها رسوم على المكالمات الصوتية عبر تطبيق واتساب، وهي خطوة تراجعت عنها السلطات سريعاً بعد تفجر أكبر احتجاجات في البلاد منذ عقود.
مشاركة :