كشفت مصادر دبلوماسية لـ"العربية.نت" أن الأمن الفرنسي حذر الصحافي الإيراني روح الله زم، من مغبة السفر إلى العراق وذلك قبيل رحلته إلى بغداد في 10 أكتوبر الحالي، حيث أعلن الحرس الثوري بعد يوم من ذلك، في بيان "استدراج" زم واعتقاله. وقالت إن زم التقى قبل رحلته للعراق بمسؤولي الأمن الفرنسي يوم 10 أكتوبر الجاري، وذلك قبل ساعات من سفره حيث كان قد حصل على الفيزا من القنصلية العراقية في باريس، من خلال طلب قدمه في 4 أكتوبر الجاري. ووفقا للمصادر، فقد حذر المسؤولون الأمنيون زم من أنهم لن يتحملوا مسؤولية أية حادث يتعرض له خارج الأراضي الفرنسية، لكنهم لن يمنعوه من السفر، وطلبوا منه أن يبلغهم بأماكن تواجده والفنادق التي سينزل فيها. مكتب سفر مرتبط بميليشيات الحشد وفي السياق، أكدت مصادر عراقية لـ"العربية.نت" أن الجهة العراقية التي وجهت الدعوة لروح الله زم، اشترت له تذكرة الطائرة وحجز الفندق من قبل مكتب شركة "السفير " السياحية في كربلاء، والتي تتبع لإحدى مجاميع ميليشيات "الحشد الشعبي" الموالية للنظام الإيراني. هذا ونفى مصدر دبلوماسي آخر لـ "العربية.نت" الإشاعات التي تحدثت عن ذهاب روح الله زم، للسفارة الفرنسية في بغداد، قائلا " إنه اعتقل أصلا في مطار بغداد ولم يسمح له بالخروج منه حتى لحظة تسليمه للحرس الثوري الإيراني، في عملية تعد بمثابة خطف". من جهتها، قالت متحدثة الخارجية الفرنسية في رسالة بالبريد الإلكتروني مساء الجمعة، ردا على سؤال "العربية.نت" حول موقف باريس من عملية اعتقال الصحافي الإيراني، بأن "فرنسا ما زالت تبحث في ملابسات اعتقال زم". فرضية "السنونو" إلى ذلك، ربط نشطاء إيرانيون من بينهم زملاء زم السابقون قضية اعتقاله التي وصفوها بـ "الاختطاف" من خلال إحدى عميلات الاستخبارات الإيرانية اللواتي يُطلق عليهن لقب "السنونوات" في وسائل الإعلام الإيرانية. واتهم هؤلاء الناشطون شيرين نجفي، وهي إحدى كوادر موقع "آمد نيوز" ومساعدة زم، التي كانت تقيم في تركيا، بالتورط في "المؤامرة" من خلال إقناعه بالذهاب للعراق لإبرام عقد عمل وتلقي دعم مالي بمبلغ 15 مليون يورو، من قبل أشخاص مرتبطين بمكتب المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني"، الأمر الذي نفاه مكتب السيستاني في بيان رسمي. لكن شيرين نجفي، قالت خلال مقابلات مع محطات ناطقة بالفارسية في الخارج، إنها لم توجه أي دعوة إلى العراق، بل هي كانت أيضا مدعوة من قبل نفس الجهة لتكون مع زم في الاجتماعات. وزعمت نجفي أنها قابلت زم في كربلاء ولا تعلم إذا ما حصل أي اجتماع مع الجهة المستضيفة وكان آخر اتصال هاتفي بينهما في العراق في الليلة التي سبقت اعتقال زم. إلا أن ناشطين ومعارضين كشفوا تناقضات عديدة في رواية نجفي ورجحوا تجنيدها من قبل الحرس الثوري منذ أن ذهبت بجواز مزور للعراق قبل حوالي ثلاثة أشهر، حيث أعلنت وكالة "مشرق" المقربة من الحرس اعتقالها ثم حذفت الخبر بعد ساعات. كما اشتبه العديد من الناشطين والصحفيين الإيرانيين في أن ظهور نجفي على وسائل الإعلام عقب اعتقال زم، قد يكون من داخل إيران وفي غرفة للاستخبارات حيث ترفض الكشف عن مكان وجودها تحت ذريعة الحفاظ على أمنها، حسب قولهم. من جهة أخرى، تتناقض ادعاءات شيرين نجفي حول لقاء زم في كربلاء، مع تأكيدات المصادر الدبلوماسية والصحفية المختلفة التي أفادت بأن زم اعتقل في المطار ولم يذهب للقاء أي أحد وتم تسلمه مباشرة من قبل استخبارات الحرس الثوري في مطار بغداد، الذي من المعروف أنه يخضع لنفوذ الأحزاب والميليشيات الموالية لطهران، والمتنفذة بقوة في حكومة بغداد. وكانت مهسا رازاني، زوجة روح الله زم، أكدت في مقابلات عديدة مع وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في الخارج، أن قوات الأمن الإيرانية اختطفت زوجها من العاصمة العراقية بغداد، بعد وصوله إليها من مطار شارل ديغول بباريس، عبر العاصمة الأردنية، عمان.
مشاركة :