فيما تواصلت الاعتصامات الحاشدة في لبنان التي انطلقت عقب فرض ضريبة على محادثات الواتس اب، أعلنت سفارة السعودية في لبنان نجاح المرحلة الأولى من خطة إدارة الأزمات والطوارئ بهدف إجلاء المواطنين وتأمين سلامة وصولهم سالمين إلى مطار رفيق الحريري الدولي التي بدأت عند الخامسة من فجر أمس، وتوجهت في بيان لها بالشكر إلى قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبناني، معربة عن أملها في أن ينعم لبنان بدوام الأمن والاستقرار. وكان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية حذر من السفر إلى لبنان، قائلا إنه «نظرا للأوضاع الراهنة التي تشهدها الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وتحسبا لأي تداعيات سلبية لهذه الأوضاع، وحرصا من المملكة على سلامة مواطنيها، فإن الوزارة تحذر جميع المواطنين من السفر إلى لبنان سواء من المملكة أو أي جهة دولية أخرى، وذلك حرصا على سلامتهم». تخريب وقطع طرق وتواصلت المظاهرات في عدد من المناطق اللبنانية احتجاجا على سوء الأوضاع الاقتصادية لليوم الثالث على التوالي، وقطعت بعض الطرقات في عدد من المناطق. وتجددت الاحتجاجات في ساحة الشهداء بالعاصمة بيروت وفي ساحة النور في مدينة طرابلس شمال لبنان، وفي كفررمان في النبطية جنوب لبنان وفي زوق مكايل في جبل لبنان، وقطع المتظاهرون بعض الطرقات منذ صباح أمس في جبل لبنان وشماله وجنوبه، ويطالب المحتجون بسقوط الحكومة وتغيير النظام. من جهة أخرى عملت فرق الأشغال العامة في عدد من البلديات على فتح الطرقات منذ ساعات الفجر وإزالة ما تبقى من إطارات مشتعلة وعوائق في عدد من المناطق شرق لبنان وفي جبل لبنان والجنوب. إجلاء خليجي ولحق عدد من دول الخليج بالسعودية، وبدأت في إجلاء مواطنيها، حيث طالبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات أمس رعاياها بمغادرة لبنان نظرا للأحداث والتطورات الأمنية التي تشهدها البلاد، محذرة مواطنيها من السفر إلى لبنان حتى إشعار آخر، وفعلت البحرين الأمر نفسه، ودعت وزارة الخارجية جميع رعاياها الموجودين في لبنان إلى ضرورة المغادرة فورا، نظرا لما تمر به لبنان من أحداث وتطورات أمنية توجب على الجميع أخذ الحيطة والحذر، وأكدت على ما صدر عنها من بيانات سابقة بعدم السفر نهائيا إلى لبنان، وذلك منعا لتعرض مواطنيها لأي مخاطر، وحرصا على سلامتهم. مهلة الحريري تنتهي المهلة التي منحها رئيس الوزراء سعد الحريري لحكومته غدا، حيث أكد الجمعة أنه يمهل نفسه 72 ساعة للحصول على جواب حاسم من شركائه في الحكم وتقديم جواب للمواطنين والمجتمع الدولي، وإلا سيكون له كلام آخر. وأضاف في كلمة توجه بها إلى اللبنانيين «منذ أشهر ننتظر شركاءنا بالحكومة والوطن للسير بالحل ولكن نحن لا نستطيع أن ننتظر»، وتابع «قدمت لنفسي وقتا قصيرا جدا، وإما تقديم جواب حاسم من شركائي لتقديم جواب للمواطنين والمجتمع الدولي أو سيكون لي كلام آخر». ودعا الحريري «من لديه حل غير هذا الحل الذي تقدم به للمشاكل الاقتصادية، أن يتفضل كي نسلمه زمام الأمور ويطبق الحل الذي كان بفكره ونقول له الله يوفقك». الإفراج عن المحتجزين وأعلنت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن أمس عن اعتزام الوزارة إخلاء سبيل معظم المحتجزين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد بسند إقامة. ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية عن الحسن قولها، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنها «اتصلت بالمدعي العام لدى محكمة التمييز الذي أبلغها أن معظم الذين تم احتجازهم سيتم إخلاء سبيلهم بسند إقامة، وذلك لاستكمال التحقيقات لاحقا للتثبت من مدى توفر الأدلة المادية حول إقدامهم عمدا على ارتكاب أعمال شغب وسرقة محال وحرق الممتلكات العامة والخاصة». وأشارت الوكالة إلى أن القوى الأمنية أفرجت عن عدد من الأشخاص كانت اعتقلتهم خلال تظاهرات رياض الصلح أمس. تضامن الجيش في الوقت نفسه، أكدت قيادة الجيش اللبناني أمس تضامنها مع المطالب المحقة للمتظاهرين، داعية إلى التعبير عن الرأي بشكل سلمي. وقالت مديرية التوجيه، في بيان أصدرته أمس «تدعو قيادة الجيش جميع المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرة بمعيشتهم وكرامتهم إلى التعبير بشكل سلمي وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة». وأضافت «إذ تؤكد قيادة الجيش تضامنها الكامل مع مطالبهم المحقة، تدعوهم إلى التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين». تحذير من الفوضى وحثت الأمم المتحدة جميع الأطراف في لبنان على ضبط النفس والامتناع عن أي ممارسات من شأنها أن تسهم في تصعيد التوتر أو العنف. وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في لبنان. وأعرب وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تفهمه لما يحدث في الشارع اللبناني، مشيرا إلى أن ذلك هو نتيجة تراكم إخفاقات، داعيا لتنفيذ إصلاحات، ومحذرا من الفوضى والفتنة. سيناريو مظاهرات الواتس اب اندلعت المظاهرات وسط لبنان الخميس الماضي بعد قرار الحكومة بفرض ضريبة على تطبيق واتس اب. سرعان ما انتقلت المظاهرات لتعم كل المناطق اللبنانية. استمرت المظاهرات على الرغم من تراجع وزير الاتصالات محمد شقير عن مسألة فرض ضريبة على واتس اب. قام ناشطون بأعمال تخريبية والتعدي على الأملاك العامة، في وسط بيروت وفي الضاحية الجنوبية وفي صور جنوب لبنان. تم تفريق المظاهرات في وسط بيروت بالقوة، وأصيب خلال المظاهرات عشرات العناصر من قوى الأمن الداخلي. تم توقيف عشرات المتظاهرين، كما أصيب أمس عدد من الناشطين في طرابلس.
مشاركة :