كل الوطن- مارب برس: أكد أعضاء مجلس الأمن الدولي، أن التقدم البسيط المحرز في اليمن، وحديث المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، عن بوادر أمل، والأنباء الجيدة، لا تزيل المخاوف المستمرة من تدافع أحداث أخرى نحو مجاعة أوسع ومخاطر أخرى كبيرة في اليمن، في ظل استمرار الحرب منذ عام 2015م. جاء ذلك في مداخلات وكلمات للسفراء، مندوبي الدول الاعضاء في مجلس الأمن، في جلسة مناقشة عامة للتطورات في اليمن عقدت أمس الخميس. وفي الاجتماع الذي بدأ بالاستماع إلى تطورات الأوضاع من المسؤولين الأمميين المعنيين بالشأن اليمني، أكدت الممثلة الدائمة للمملكة المتحدة كارين بيرس، دعم بلادها لخطة المبعوث الأممي مارتن غريفيث، المتعلقة بالدفع نحو مشاورات سياسية بالتوازي مع التنفيذ المستمر لاتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة. وقالت بيرس إن هناك حاجة للمتابعة المستمرة والمراقبة للوضع في اليمن، وضرورة خفض التصعيد في الحديدة، مشيرة إلى استمرار سقوط قتلى بشكل يومي، وهو ما قد يؤدي إلى تدهور كلي في عملية السلام. ونوهت مندوب بريطانيا في مجلس الأمن بضرورة توفير الدعم الاجنبي وتدفق الوقود، وأن يتم بلورة بوادر الأمل كوقف الهجمات الحوثية واطلاق السجناء، على أرض الواقع والدفع نحو الاتفاق الذي اصبح قريباً ويستلزم من كل الاطراف الدفع نحو مزيد من التقدم. وأكدت مندوبة بريطانيا على ضرورة التوصل لاتفاق بين الانتقالي والحكومة وأن يكون شاملاً ومفتاحاً للاستقرار وخطوة في سبيل الحل السلمي للنزاع في اليمن. بدوره أكد جوناثان كوهين، نائب مندوبة الولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة، أنه من غير المقبول أن 17 مليون شخص، أي أكثر من عدد سكان ثلاث دول أعضاء في مجلس الأمن، بحاجة إلى مساعدة غذائية فورية، مشيراً إلى أن الوضع سيكون أسوأ بدون مساعدات دولية. وقال: نفخر أن تكون بلادنا واحدة من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية في اليمن، “إلا أن الاحتياجات هائلة للغاية بحيث لا يستطيع أي بلد الوفاء بها.. فإن الطريقة الوحيدة لإنهاء المعاناة في اليمن هي وقف الحرب”. وشدد كوهين على ضرورة تنفيذ اتفاق الحديدة كاملاً، لكنه أكد أن ذلك يجب ألا يكون على حساب التقدم في حل سياسي أوسع، ومتابعة المسارين بشكل متزامن، مؤكداً دعم بلاده للذهاب نحو مشاورات سلام جديدة. وكان مندوب ألمانيا “كريستوف هويسجن” من بين المرحبين بإطلاق الحوثيين لمعتقلين وإعلانهم وقف الهجمات مشدداً على ضرورة تقيد جميع الاطراف بالتزاماتها بموجب قانون حقوق الإنسان. وطالب “هويسجن” بوضع حد للإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، وأكد على حماية المدنيين، وأن تكون حياتهم في مقدمة الأولويات لدى أطراف الصراع. “حل النزاع اليمني يمكن أن يكون فرصة لحل المشاكل الحادة في المنطقة” الشرق الأوسط والخليج، وفق ما قال مندوب روسيا في الأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا”. وأضاف “نيبينزيا” في كلمة بلاده بمجلس الأمن، إن أكثر الطرق فعالية لمعالجة المشاكل الإنسانية هي التوصل إلى تسوية سلمية ستمكن من توصيل المساعدات إلى المحتاجين وإعادة بناء اليمن التي دمرتها الحرب. بدوره أشار مندوب الصين “تشانج جون”، إلى تأثير التوترات في المنطقة على اليمن وتعقيده للوضع هناك. وقال مندوب الصين أمل أن تسفر المحادثات الجارية في المملكة العربية السعودية عن نتيجة إيجابية”. يجب على الأطراف وضع مصالح الشعب اليمني أولاً”. وشدد على احترام جميع الأطراف لسيادة اليمن ووحدته وسلامة أراضيه. وتحدث أيضاً ممثلو فرنسا، والجمهورية الدومينيكية، والبيرو، وبلجيكا، وبولندا، وغينيا الاستوائية، وإندونيسيا. وكوت ديفوار. وأنضم مندوب الكويت السفير منصور العتيبي، إلى متحدثين أخرين، للتعبير عن قلقهم البالغ إزاء الوضع الإنساني في اليمن، واستمرار القتال والتصعيد، كما رحب بالخطوات والإجراءات التي تبعث على الأمل. وأكد العتيبي أن القضية اليمنية كانت في قلب العديد من المناقشات الدولية طوال أسبوع النقاش الرفيع المستوى للجمعية العامة، مشيراً إلى البيان المشترك الذي أصدر في ذلك الحين دعماً لتنفيذ اتفاق استكهولم، وإدانة هجمات الحوثيين. وعرض استعداد بلاده لاستضافة جولة مشاورات جديدة بين الأطراف اليمنية، مؤكداً على دعم الكويت للحكومة اليمنية والحفاظ على سيادة ووحدة البلاد. وتحدث في الجلسة المخصصة للوضع في اليمن، رئيس مجلس الأمن لشهر أكتوبر مندوب جنوب إفريقيا “جيري ماثيوز ماتجيلا”، مؤكداً دعم بلاده لجهود المبعوث الأممي الخاص لليمن. وجدد “ماتجيلا” الدعوة لجميع أطراف النزاع للتعاون مع جهود غريفيث لتعزيز الحل السياسي ووقف التصعيد والالتزام الكامل بتنفيذ اتفاق استكهولم. وشدد على ممارسة ضغوط قصوى على الأطراف للحفاظ على عملية السلام الجارية وتقديم التنازلات اللازمة للتقدم نحو تسوية شاملة. وفيما يتجه المجتمع الدولي للضغط نحو اطلاق مشاورات سلام جديدة بين الحكومة والحوثيين، جددت اليمن عبر مندوبها الدائم في الأمم المتحدة، رفضها الإنخراط في أي مشاورات قبل أن تنفذ اتفاقية استكهولهم في الحديدة. وقال السفير عبدالله السعدي في جلسة مجلس الأمن ذاتها، إن أي مشاورات أو مفاوضات يمكن أن تخرج بحلول لا يمكن الثقة بالتزام الحوثيين بها، مشيراً إلى عدم التزام الجماعة المدعومة من إيران باتفاق ستكهولهم ولم ينفذوه فكيف نثق في أي سلام معهم. وكان المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث، استعرض في احاطته أمام مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية من الرياض، ما قال إنها بوادر أمل وفرص هشة لحل الأزمة وإنها الصراع في اليمن، مؤكداً أحراز تقدم في الجهود التي تقودها السعودية لحل الخلافات بين الحكومة والمجلس الانتقالي في جنوب اليمن، وشدد في الوقت ذاته على ضرورة عودة الحكومة اليمنية بكل صلاحياتها إلى عدن العاصمة المؤقتة للشرعية اليمنية.
مشاركة :