خرجت مظاهرات حاشدة، أمس، في عدد من المدن الألمانية، للتنديد بالعملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا، وأكدت الشرطة الألمانية خلوها من أي تجاوزات، ورصدت الشرطة تدفقاً قوياً للمتظاهرين، وقدّرت عدد المشاركين في المظاهرة بأكثر من 20 ألف شخص من أنحاء أوروبا، ودعا المنظمون المتظاهرون الذين يحملون أعلام الميليشيات الكردية في مستهل المظاهرة بالالتزام بالسلمية وعدم الانجرار وراء أي استفزازات. وكان رئيس شرطة كولونيا، أوفه ياكوب، ذكر أمس الأول، أن الشرطة تدرس حظر مظاهرة الأكراد، مضيفاً أنه من خلال تبادل المعلومات مع سلطات أمنية أخرى تم التوصل إلى أدلة على مشاركة آلاف من الأشخاص الذين يتبنون العنف في المظاهرة التي طلب الأكراد تنظيمها. وسجل منظمو المظاهرة، وهي مجموعة ائتلافات يسارية، حضور 15 ألف شخص للمشاركة في المظاهرة بينهم عديد من الأكراد. وذكرت اتحادات للجاليات الكردية في ألمانيا بأنه ليس لديها أي معلومات عن استعداد للعنف خلال المظاهرة. وخرجت المظاهرات ضد الغزو التركي للشمال السوري في كولونيا وبرلين وزاربروكن وشتوتجارت وفرانكفورت. من جانبها، انتقدت وزيرة الدفاع الألمانية انيجريت كرامب-كارنباور، أمس، بشدة تركيا والولايات المتحدة بسبب الغزو التركي لشمال سوريا. وفي غضون ذلك، تخشى السلطات في ألمانيا، حيث تعيش أكبر جاليتين من الشتات التركي والكردي من انتقال النزاع في شمال شرق سوريا إلى أراضيها. ويواظب محمد زيديك، الكردي السوري البالغ من العمر 76 عاماً، على شراء الخبز والحلويات من جاره التركي في برلين يومياً، لكنه يدرك أن من الأفضل عدم الخوض في الأحاديث السياسية. ويقول زيديك، وهو مهندس متقاعد: «أعرف أنه مع هذا الرئيس (أردوغان)، سيحكم عليك بالسجن إذا تفوهت بشيء لا يحظى بإعجابه». من جانبه، يقول محمد خليل، وهو طالب كردي، يبلغ من العمر 23 عاماً، وصل إلى برلين في عام 2015 عبر طريق البلقان إن «التظاهر هو كل ما تبقى لنا في الوقت الحالي». ومساء الاثنين الماضي في مدينة هيرن، غرب البلاد، ولدى مرور متظاهرين من الأكراد، أدى أتراك «تحية الذئب»، في بادرة تعني الانتماء للقوميين اليمينيين المتطرفين التي يعتبرها خصومهم استفزازاً. وسرعان ما اندلع شجار أصيب خلاله خمسة أشخاص بجروح طفيفة، ويقول خبير الشؤون التركية بوراك كوبور لقناة زي دي إف: «نجلس على برميل من البارود»، مضيفاً: «لا يمكن اعتبار الانفعالات هنا بعيداً عما يجري في تركيا، وهو ما ينعكس في ألمانيا».
مشاركة :