نوف المعيني: الشباب قادر على تحمل المسؤولية

  • 5/8/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نوف بنت حسن المعيني (22 عاماً) أصغر امرأة تستلم رئاسة إحدى جمعيات المرأة في سلطنة عمان منذ عام تقريباً، وأنجزت من خلاله أعمالاً تضاهي ما تقوم به الجمعيات الأخرى التي مضى على وجودها سنوات طويلة، لتبرهن بشكل قاطع على ما يمكن أن يقوم به الشباب إن منحوا الثقة . وتقود نوف بنت حسن المعيني مجموعة من النساء معظمهن بعمر والدتها، من خلال عملها كرئيسة لجمعية المرأة العمانية في مسقط، ورغم أنها لا تجد العمل سهلاً إلا أن صفات كثيرة تؤهلها للقيام بذلك فهي ذكية وطموحة وتتمتع بروح قيادية عالية، تؤمن نوف بأن الشباب العماني قادر على القيام بهذه المهمات وتحمل المسؤوليات على أكمل وجه لا بل وبث روح التجديد فيها وهي رؤية ونهج السلطان قابوس لقيادة البلد نحو غد مشرق، المزيد عن نوف المعيني في هذا الحوار . وتحمل نوف بسنوات عمرها القليلة أعباء كثيرة تبدأ من متابعتها لدراستها في إدارة الأعمال، إلى عملها كمديرة لمكتب محاماة واستشارات قانونية في مسقط، إلى جانب عملها الأهم وهو إدارتها لشؤون الجمعية بدقة وبمهارة عالية، تقول: "ينشغل الشباب بمثل عمري بأمور عديدة، ولكنني شابة طموحة أريد بناء مستقبل مميز لي، وأؤمن بأن العمل للمستقبل يبدأ من هذه المرحلة بالتحديد، أريد أن أثبت للسلطان قابوس أنني أستحق الثقة التي منحها للمرأة العمانية وسأساهم في بناء عمان المستقبل" . وعن سر هذه الميول لديها تقول: "اعتدت القيام بالأعمال التطوعية منذ طفولتي حيث كنت أرافق والدتي إلى جمعيات المرأة العمانية وأساعدها في الأنشطة الخيرية بحب كبير، وعندما تم قبل عامين تدشين فرع لجمعية المرأة العمانية في مسقط، كنت من أوائل من انضموا لها وعملت بجهد كبير، وأصبحت مباشرة نائبة رئيسة الجمعية آنذاك" . وتتابع: "بفضل اجتهادي وعملي الدؤوب رشحت ثم انتخبت لرئاسة الجمعية عندما فرغ المنصب انطلاقاً من رؤية مجلس الإدارة بضرورة افساح المجال أمام الشباب لإبراز ما يمكن أن يساهموا به، وأؤمن بأن الإنسان ليس بعمره بل بعقله وتفكيره، وأتميز بشخصية قيادية منذ طفولتي وأتمتع بالجرأة وهذه باعتقادي صفات جيدة تؤهلني لأن أكون في هذا الموقع" . تقدم جمعية المرأة العمانية التي تترأسها نوف خدماتها لعشر مناطق، ريام وحرملك وكلبوه والبستان وخيران وقنتب ويتي والسيفة وسداب ومسقط، وعملت نوف بعد استلامها لرئاستها على الانتقال بها خطوات سريعة إلى الأمام، من خلال محاولتها الابتعاد عن الأمور التقليدية التي تهتم بها جمعيات المرأة في العادة مثل التركيز على دورات الخياطة والطبخ وغيرها من الأعمال التقليدية، والتفكير بانفتاح أكبر آخذة في الحسبان تطورات العصر الذي نعيش فيه والحداثة التي فرضت نفسها بقوة على كل شيء، تقول: "ركزت بعد انتخابي على العمل لنقل الجمعية خطوات سريعة إلى الأمام، وكان ضرورياً التفكير بعقلية الشباب لاستقطابهم في الجمعية وجذبهم نحو العمل التطوعي، ولتحقيق هذ الهدف قمنا بتنظيم دورات مختلفة في مجالات جديدة تستهوي الشباب كالتصوير الضوئي والرسم على الزجاج والخط العربي والحاسب الآلي وغيرها، بالإضافة إلى تنظيم وتنفيذ العديد من البرامج المهمة والمحاضرات التثقيفية والدورات التدريبية والزيارات الميدانية ومنها زيارة إلى سفينة شباب عمان في مطرح منذ عدة أشهر، لكن يبقى أهم حدث قامت الجمعية بتنظيمه، مهرجان عمان البحري الأول في منطقة البستان والذي أقيم على مدى 10 أيام وضم الكثير من الألعاب المائية والتقليدية العمانية والحرف والمسابقات، وكان النجاح الذي حظي به هذا المهرجان غير مسبوق ولذلك فإننا سنعمل على تنظيم الدورة الثانية منه . ورغم كل الأفكار المهمة التي عملت نوف على تحقيقها إلا أن عملها على مشروع "شركة مسقط" ومحاولة الخروج به إلى النور يعتبر الأهم في مسيرتها كرئيسة لجمعية المرأة وتعد هذه الشركة بمثابة قناة تواصل اجتماعية لأفراد المجتمع بولاية مسقط تركز على إيجاد مصدر دخل ثابت لهم عن طريق إنشاء شركات أهلية صغيرة ومتوسطة تكون مملوكة للمواطنين القاطنين بالولاية بمواقع الامتيازات السياحية التابعة لشركة عمران للتنمية السياحية التي تعد الذراع الاستثمارية للحكومة العمانية وتمتلك أكثر من سبعة مشاريع سياحية في ولاية مسقط أغلبها قيد الإنشاء وبحاجة إلى الكثير من الخدمات التي من الممكن أن يساهم أبناء المنطقة في تنفيذها والاستفادة منها، ومن المشاريع المقترحة المقاولات، اللوجستيات، الكسارات، الخدمات السياحية، خدمات التدريب السياحي، وخدمات التموين وغيرها مما يتعلق بالعمل السياحي، وستكون هذه الشركات تحت إشراف شركة عمران التي ستقوم بتقديم كل الدعم اللازم لهم . تقول نوف: "أعول كثيراً على هذا المشروع الذي آمل أن يرى النور في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث يوفر فرص عمل واسعة للمواطنين القاطنين في مناطق الامتيازات السياحية، وأتمنى أن نوفق في إنجازه" . (أحلام) تحلم نوف بالعمل على تعزيز مفهوم العمل التطوعي في المجتمع من خلال التركيز على الأطفال وغرس محبة العمل لديهم، بفضل والدتها وما كانت تقوم به لدفعها نحو تعلم حب الخير والأعمال المجتمعية، كما أنها تحلم بالانخراط في العمل السياسي مستقبلاً وتبوؤ مناصب حكومية مهمة، ولتحقيق هذا فإنها تعلم بأن عليها التفكير بشكل مختلف عن بقية أقرانها والعمل بشكل دؤوب ليل نهار لتصل إلى ما تصبو إليه .

مشاركة :