متابعة - صفاء العبد: سيكون التاسع عشر من الشهر الحالي موعدًا لمباراة غير مسبوقة في تاريخ الكرة القطرية حيث المواجهة المرتقبة والكبيرة التي تجمع بين فريقي لخويا والسد في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال آسيا لكرة القدم. فلأول مرة يقف فريقان قطريان في مواجهة بعضهما في تاريخ هذه البطولة وهو ما يعني أن أحد هذين الفريقين سيقصي الآخر بالضرورة وفقًا لمباراتي الذهاب المقرّرة في الموعد أعلاه على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد والإياب المقررة في السادس والعشرين منه على ملعب عبدالله بن خليفة بنادي لخويا. ومع أن الأمر هذا سيحرمنا من فرصة تواجد اثنين من فرقنا في دور الثمانية إلا أنه في جانب آخر سيضمن لنا حتمًا التواجد في ذلك الدور وهو ما ينطبق كذلك على الفريقين الإماراتيين المتأهلين لهذا الدور أيضًا وهما العين والأهلي وكلاهما سيكون في مواجهة بعضهما ليصعد أحدهما إلى دور الثمانية ويغادر الآخر البطولة عند هذا الحدّ. وفي كل الأحوال، وبغض النظر عما ستنتهي إليه مواجهتهما في دور الستة عشر، نقول إن كلا الفريقين سجل نجاحًا طيبًا حتى الآن في هذه البطولة.. فمع أن السد كان قد تأهل بالبطاقة الثانية من مجموعته الثالثة بعد التعثر المُتأخر الذي أبعده عن الصدارة وعن البطاقة الأولى اثر خسارته في مواجهته الأخيرة أمام الهلال السعودي بهدفين لهدف، إلا أن ذلك لا يقلل من حجم النجاح الجيد الذي سجله في البطولة خصوصًا أنه كان من بين الفرق القادمة من الخلف حيث كانت انطلاقته من الدور التأهيلي الثاني يوم أقصى الرفاع البحريني بفارق ركلات الترجيح ثم كرّر ذلك في الدور التأهيلي الثالث بإقصائه للوحدة الإماراتي على ملعبه بنفس الطريقة قبل أن ينخرط بدور المجموعات ليسجل فيه بداية طيّبة يوم عاد من إيران بنقطة التعادل السلبي من مضيفه فولاذ خوزستان أعقبه بفوز ثمين على الهلال السعودي (1 - صفر) ثم فوز كاسح على لوكوموتيف الأوزبكي (6 - 2) لينهي رحلة الذهاب متصدرًا لمجموعته لكنه عاد ليتعرّض لتعثر غير متوقع على الإطلاق عندما خسر أمام لوكوموتيف نفسه بخماسيّة نظيفة في طشقند، إلا أنه سرعان ما عاد ليتدارك موقفه من خلال الفوز على فولاذ بهدف وحيد ليحتفظ بصدارته قبل أن يتخلى عنها في المحطة الأخيرة عندما قبل الخسارة أمام الهلال في الرياض (1 - 2) ليكون ثانيًا في مجموعته وهو ما قاده إلى مواجهة مواطنه فريق لخويا في الدور المقبل هذا من البطولة. أما فريق لخويا فإنه كان قد بدأ رحلته القارية من دور المجموعات فلعب في المجموعة الأولى وكانت انطلاقته مخيّبة للآمال فعلاً عندما خسر أمام تاسع الدوري الإيراني يومها فريق بيروزي في طهران بثلاثة أهداف دون ردّ ثم فقد نقطتين أخريين بتعادله على ملعبه أمام النصر السعودي (1 - 1) وهو ما يعني أنه لم يحصد سوى نقطة واحدة فقط من أول جولتين ليقبع في المركز الرابع والأخير لكنه سرعان ما تدارك موقفه وسجل أربعة انتصارات متتالية تغلب فيها على بونيودكور الأوزبكي ذهابًا وإيابًا بنتيجة واحدة هي (1 - صفر) ثم ثأر بقوة من بيروزي وهزمه بثلاثية نظيفة إيابًا ليقفز إلى صدارة المجموعة قبل أن يختمها بفوز كبير وثمين هزم فيه النصر السعودي (3 - 1) في خاتمة صراع هذه المجموعة مؤكدًا تأهله بالبطاقة الأولى ودافعًا بالنصر إلى خارج البطولة رغم أن الكثيرين كانوا ينظرون إلى هذا الفريق على أنه أحد أبرز المرشحين للتنافس بقوة على لقب البطولة القارية بنسختها الحالية. وأوضح طبعًا من خلال مسيرته هذه أن لخويا كان قد سجل تصاعدًا كبيرًا في خطه البياني خصوصًا أن ذلك كان قد تحقق بالتزامن مع إنجازه المحلي المتمثل بجمعه بين لقبي الدوري وكأس قطر إلى جانب تطلعه لأن يجعلها ثلاثيّة من خلال إحراز لقب كأس سمو الأمير الذي سيخوض فيه أولى مبارياته الاثنين المقبل أمام فريق أم صلال ضمن المرحلة الرابعة من البطولة. ومع أننا نثق كثيرًا بفريق السد وبإمكاناته وبخبرته الكبيرة التي سبق أن توجته بطلاً للبطولة القارية هذه مرتين كانت آخرهما عام 2011، وهو نفس العام الذي حلّ فيه ثالثًا على مستوى أندية العالم، إلا أننا نرى أنه سيكون بحاجة إلى جهد أكبر في استعداداته لمباراتيه المُقبلتين إذا ما أراد مواصلة المشوار خصوصًا أنه عانى ويعاني حاليًا من بعض الصعوبات التي حرمته من أكثر من لاعب أساسي مهم مثلما أنه يفتقد إلى الخيارات التي يوفرها خزينه من اللاعبين البدلاء مقارنة بفريق لخويا الذي كان قد أثبت في الآونة الأخيرة تصاعدًا كبيرًا في مستواه تحت قيادة مدربه الدنماركي لاودروب الذي أثبت الكثير من الكفاءة في حسن التعامل مع قدرات لاعبيه وتوظيفها بالشكل المناسب وهو ما يجعلنا نذهب إلى أن فرصته ربما ستكون هي الأكبر في مواصلة المشوار مع هذه البطولة. غير أن الحديث هنا عن فرصة التواصل هذه يبقى مرهونًا بما يمكن أن يقدّمه الفريقان في مباراتيهما المُقبلتين حيث إن الصراع فيهما سيكون مختلفًا عن كل ما سبق ذلك من لقاءات كانت قد جمعت بين الفريقين (18) مرة منذ أول ظهور للخويا عام 2010.. وربما تكون من المفارقات فعلاً أن يكون أول لقاء بينهما قد انتهى لمصلحة لخويا (3 - 1) وكان ذلك في بطولة كأس الشيخ جاسم لعام 2010 مثلما إن آخر لقاء بينهما كان قد انتهى لمصلحة لخويا أيضًا وبنتيجة (1 - صفر) في إياب دوري هذا الموسم وكان ذلك مع نهاية فبراير الماضي. وليس من شك في أن أي مواجهة بين الفريقين تنطوي دائمًا على الكثير من الإثارة خصوصًا أن التقارب بينهما يكاد يكون كبيرًا إلى الحدّ الذي جعل السد يفوز في تسعة لقاءات من أصل اللقاءات الـ (18) بينهما في حين أن لخويا سجل ثمانية انتصارات ولم يحظر التعادل بينهما سوى مرّة واحدة فقط وهو ما يعكس بالتأكيد حجم القوة والإثارة في المباريات التي تجمع بينهما وفي كل المناسبات. ومثلما شاءت الصدف أن تضع الفريقين وجهًا لوجه في دور الستة عشر من البطولة القارية هذه فإنها يمكن أن تتكرّر أيضًا من خلال بطولة كأس سمو الأمير لهذا الموسم إذ أن فوز السد على الخور، وكذلك لخويا على أم صلال يوم الاثنين المقبل سيضع الفريقين مرة أخرى في مواجهة بعضهما في الدور نصف النهائي من هذه البطولة. نقول إننا سنكون على موعد مع لقائين عملاقين فعلاً في ذهاب وإياب دور الستة عشر من البطولة الآسيوية هذه.. فكل من لخويا والسد سيكونان عازمين ومتمسكين بفرصة التواصل مع البطولة.. والتواصل هذا لن يتحقق إلا من خلال الفوز في مجموع هاتين المباراتين، الأمر الذي يجعل من المواجهتين ناريتين فعلاً بما يمكن أن تحفلا به من القوة والإثارة التي تجعلنا في أعلى درجات الترقب بانتظار ما يمكن أن يحدث فيهما من تفاصيل تحمل الصبغة القارية هذه.
مشاركة :