عقار جديد لمكافحة «هشاشة العظام» الذي يصيب 200 مليون حول العالم

  • 10/20/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في توقيت متزامن مع احتفال منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي لمكافحة مرض هشاشة العظام، والذي يصادف اليوم 20 أكتوبر، توصلت دراسة أمريكية حديثة إلى نوع من الأدوية الجديدة الفعالة لهشاشة العظام، وخاصة في حالة تضرر العمود الفقري، وهذا العقار له القدرة على إطلاق أو تحرير القدرات البدنية لإنتاج خلايا العظم، وذلك بواسطة وقف نوع من الإشارات الكيميائية التي تقف وراء منع تكوين خلايا العظم بالصورة الطبيعية.وتشير الدراسة إلى أن هذا العقار له فاعلية أقوى بحوالي 4 مرات عن الأدوية التقليدية المستخدمة الآن في علاج الهشاشة، ومن المعروف أن غالبية علاجات الهشاشة تهدف لوقف زيادة ترقق العظام، ولكن غير فعالة في إعادة تقوية وبناء الهيكل العظمي، ولكن بالدواء الجديد يصبح الهيكل أكثر قدرة على تحمل الضغوط والأوزان الثقيلة.ويحتاج هذا العقار إلى بعض التجارب فقط، فهو في الطريق إلى الاستخدام، ولكن بعد معرفة درجات الآمان والآثار الجانبية، وموافقة الجهات المختصة.تستهدف المنظمة من خلال الاحتفال السنوي إلقاء الضوء على المرض، وتوعية الجماهير بأضرارها كما تقدم الجهود المبذولة للمكافحة، وتعرض الأبحاث الجديدة للوقاية.ينتشر مرض هشاشة العظام بصورة مخيفة حول العالم، حيث وصلت أعداد المصابين به إلى ما يقرب من 200 مليون شخص، وتحتل النساء النسبة الأكبر، وصلت إلى 80% من إجمالي المصابين، بسبب انقطاع الطمث ونقص هرمون الأستروجين.وفقاً للإحصائيات الحديثة الصادرة عن المؤسسة الدولية لهشاشة العظام في العالم، تتعرض امرأة من بين كل 3 نساء فوق 50 عاماً لهذا المرض، وواحد من كل 5 رجال لكسور الهشاشة. تدريجي وصامتالهشاشة أو ترقق العظام مرض يتسم بانخفاض كتلة العظام، وتدهور أنسجتها، كما يؤدي إلى تعطيل البنية الدقيقة للعظم، وبالتالي يحدث ضعف كبير ويزيد خطر الإصابة بالكسور، لدرجة أن السعال الحاد والانحناء يمكن أن يسبب كسوراً.تتمثل خطورة المرض في تسلله بشكل تدريجي وصامت، ويظهر عندما تتعرض أجزاء حيوية من العظام للكسر، مثل الفخذ والعمود الفقري، ما يسبب اعتلالاً شديداً وتدنياً في نوعية الحياة، وزيادة عمر الإعاقة مع الأعباء المالية الكبيرة على المصابين.أصبح المرض وباء عالمياً بشكل متزايد نتيجة شيخوخة السكان وزيادة معدل العمر في الوقت الحالي، وعلى الرغم من ظهوره في جميع الفئات العمرية والجنس والأعراق، إلا أنه أكثر شيوعاً بين القوقازيين (العرق الأبيض) وكبار السن والنساء. عوامل الإصابةيمكن الوقاية من هشاشة العظام عن طريق التشخيص المبكر لهذا المرض، وذلك قبل حدوث الكسور، وتقييم كثافة المعادن والعلاج المبكر، وبالتالي فإن زيادة وعي الناس العاديين ستكون فعالة في الوقاية من هذا الوباء.ترتبط هشاشة العظام ببعض العوامل كانقطاع الطمث والشيخوخة، ونقص الكالسيوم وأمراض الغدة الدرقية والكبد، بالإضافة إلى السمنة وتناول بعض الأدوية مثل الكورتيزون والتدخين، كما يعتبر من أكثر أمراض العظام الأيضية المزمنة شيوعاً.ربطت دراسة أمريكية جديدة بين المواد الكيميائية الشائعة في مستحضرات التجميل ومعجون الأسنان وبين الإصابة بهشاشة العظام، وذلك بعد تحليل بيانات 1848 امرأة بين عامي 2005 إلى 2010، ووجد أن النساء اللائي لديهن مستويات أعلى من مادة كيميائية معينة في البول كن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام لاحقاً، وقال الباحثون إن هذه أول دراسة من نوعها تثبت هذه العلاقة. آلية جديدة للعلاجاكتشف علماء في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وجامعة سان فرانسيسكو طريقة لنمو العظام لدى الفئران الإناث، وهذا النمط يمكن أن يؤدي إلى زيادة كثافة العظام لدى النساء، وتطوير العلاجات الجديدة لمرض هشاشة العظام عند النساء الأكبر سناً، وتوصل الباحثون إلى وجود مجموعة صغيرة من خلايا الدماغ في منطقة المهاد تتحكم في كثافة عظام النساء.قال الباحثون إن حجب مجموعة معينة من الإشارات الصادرة عن هذه الخلايا العصبية يؤدي لبناء عظام قوية للغاية، والحفاظ عليها في سن الشيخوخة لدى الفئران الإناث وليس الذكور، ما يبعث آمالاً جديدة لمنع هشاشة العظام.أوضحت الدراسة أن هذه الخلايا العصبية تلعب دوراً مهماً في السيطرة على كثافة عظام المرأة، واعتقد الباحثون أنهم بذلك حددوا طريقاً جديداً ينظم من خلاله الدماغ كثافة العظام. نتيجة مهمةقام الباحثون بحذف البروتين المخصص لمستقبلات هرمون الأستروجين في الخلايا العصبية في منطقة المهاد، وكانت النتيجة مدهشة، حيث كشفت التجربة أن الفئران الثقيلة كانت كبيرة وجوفاء، وأن كتلة عظامهم زادت بنسبة تصل إلى 800٪، بالإضافة إلى ذلك كانت العظام فائقة الكثافة قوية بشكل استثنائي.تبين الدراسة أن الفئران الطبيعية للإناث تبدأ في فقد كتلة عظمية كبيرة في عمر 20 أسبوعاً، لكن الفئران التي تم تغييرها حافظت على كتلة عظام مرتفعة في عامها الثاني من العمر، وأظهرت التجارب الإضافية أن هذه الفئران حافظت على كثافة العظام المحسنة في سن الشيخوخة.ويبحث العلماء إمكانية تطوير عقاقير لزيادة قوة العظام لدى النساء بعد انقطاع الطمث دون التأثيرات الخطيرة المحتملة للعلاج ببدائل الأستروجين، وهناك دراسة فعلية لمعرفة تأثير إشارة الأستروجين في الدماغ على عملية التمثيل الغذائي للإناث في مراحل الحياة المختلفة.

مشاركة :